0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (628ألف نقاط)

رحلة نبي الله موسى للقاء الخضر 

مرحباً بكم زوارنا الكرام في موقعنا باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من الحلول الدينية والثقافية والتاريخية والاخبارية والتعليمية إجابة السؤال ألذي يقول.. ملخص رحلة نبي الله موسى للقاء الخضر

الإجابة 

رحلة نبي الله موسى للقاء الخضر

نظرة أولية

الآيات المباركة المتعلقة بلقاء نبي الله موسى والخضر (عليهما السلام) جاءت في سورة الكهف وبالتحديد من الآية 60 (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) إلى الآية 82 (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا).

هذه الآيات التي تضمنت تفاصيل لقاء نبي الله موسى مع الخضر (عليهما السلام) أثارت الكثير من الإشكالات وكثير من الهمزات التفسيرية، والتكهنات، وما يهمنا ها هنا ما يرتبط بالجانب العقائدي في هذه القصة، ولنبدأ من سؤال في العمق:

- ألا يبدو بشكل أو بآخر أن الآيات تشير إلى ما يخل بعصمة نبي الله موسى عليه السلام خاصة في عدم تقديره لما فعله الخضر في مسألة خرق السفينة أو قتل الغلام أو إقامة الجدار؟

- كلا ، ليس من ذلك ما يخل بعصمته في شيء، والسبب أن نبي الله موسى عليه السلام في هذا اللقاء كان متعلما بمعنى أننا نؤطر اللقاء منذ لحظة انطلاق نبي الله موسى مع الخضر (عليهما السلام) إلى لحظة افتراقهما فسنجد أن نبي الله موسى كان في قاعة درس، وهو من وضع نفسه في تلك القاعة، وهذا يظهر في قوله الذي اشترطه للإتباع، وهو التعلم إذ قال: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) الكهف/ 66

المتعلم لا يكون مصدرا للأفعال بأي شكل كان، بل هو مستقبل للأفعال فقط، حتى إن بدا منه ما يلاحظ كفعل صادر فإنه يصدر عنه كسبيل من سبل الاستقبال، ونحن في مباحث العصمة، وفي مفهوم العصمة نعالج الفعل الصادر فقط من المعصوم، لذلك نلاحظ ما يصدر عن المبحوث في عصمته من أفعال ونحللها على ضوء مقتضيات مفهوم العصمة.

وفي ظرف التعلم، وإن بدت لنا بعض الأمور كأفعال صادرة من المتعلم لكنها تدخل في صلب قضية الاستقبال، لأن المتعلم إنما يشكل أو يستفهم أو يجيب على بعض استفهامات استاذه لأجل أن يستقبل العلم عنه (يتعلم) لا لأجل أن يصدر علما، لذلك فان مرحلة التعلم أو الفترة التي يتعلم فيها المعصوم هي فترة مقتطعة من حياته، لا يكون فيها محاسبا عن أفعاله أن أصاب فيها أم أخطأ.

والحقيقة هذا لا يتعلق بالمعصوم فقط بل نحن نعلم أن في قاعة الدرس طالب العلم له أن يطرح أي إشكال كان في أثناء تلقيه الدرس، ويكون محمودا في ذلك حتى لو وجد استاذه أن الإشكال أو الاستنتاج المطروح يفتقر إلى الدقة نتيجة غياب بعض المقدمات، لأنه يدخل ضمن النشاط المطلوب لأجل التعلم، فالطالب لا يضع نفسه طالبا للعلم إلا لأنه يريد أن يزداد علما، أي لديه مقدمات معينه هذه المقدمات توحي له بأمور عندما يستقبل مقدمات أخرى أو علوم أخرى قطعا ستنقله من واقع إلى واقع أخر. 

وهذا سنشاهده في حياة الكثير من الأنبياء والمصطفين من عباد الله، فحياتهم لا تخلو من فترة يتعلمون فيها، وهم لا يقفون ما ليس لهم به علم، وهذه النقطة أيضا مهمة فالقران الكريم في خطابه إلى رسول الله صلى الله عليه واله يقول: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الاسراء/36.

وهذا يعني أن المعصوم يحجم عن الفعل في حال أنه لا يعلم، فلا يصدر عنه فعل إلا أن يأتيه العلم والنبأ بأمر الله تبارك وتعالى في ذلك. 

إذا نظرنا إلى لقاء نبي الله موسى مع الخضر (عليهما السلام) على وفق ما بيناه سنجد نبي الله موسى كان يتوق إلى التعلم فهو يقول لفتاه: (لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) الكهف/60، وعندما وجد الخضر بادره بالطلب: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) الكهف/66، لذلك لن نخرج عن توصيف هذا اللقاء بقاعة الدرس مهما تعمقت التفاصيل وتكاثرت الأحداث واتسع المكان وامتد الزمان، فالمساحة في قاعة الدرس هنا مفتوحة، وليست مغلقة كقاعات الدرس التي اعتدنا عليها في المدارس، فمن لحظة الإتباع حتى اللحظة التي افترقوا فيها يرتسم محيط القاعة التعليمية لنبي الله موسى (عليه السلام)، التي تجعله في ظرف التعلم.

الإستفهام الإنكاري والبحث العلمي:

عندما نتدرج في القصة سنلاحظ عندما يلقي نبي الله موسى استفهاماته الانكارية على استاذه:

- أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (الكهف/71).

- أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (الكهف/74).

- لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (الكهف/76).

فإنه يطرح اشكاليات بحثية في قلب المادة التعليمية التي هو في سبيل تعلمها، والاستفهام الإنكاري المطروح إذا أردنا أن نعادله في المباحث الحديثة سنجده يثير إشكالية بحثية، وكل سؤال إنكاري في القران الكريم نستطيع أن نحمله على هذا المستوى، فعندما نجد الاستفهام الإنكاري في القرآن الكريم كمثل: 

- (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن/60

- (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ . أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) الواقعة/63-64

لا نتوقع أنه ينتظر منا إجابة مباشرة بـ (نعم أو لا)، بل الاستفهام ها هنا يجب أن يناقش كإشكالية بحثية كبرى، تتوغل عمقا في سبر طبيعة النفس التي ترضى أن تبادل الإحسان بالإساءة، كيف يتنامى الشر فيها فتشرع في الإساءة لمن أحسن إليها، كذلك ما يتعلق بغفلة الإنسان عن النعمة المنبثقة من القوى التي لا دخل للإنسان فيها سوى ما يرتبط بالإعداد، أو ببعض السعي. 

في ذات السياق نفهم ما ورد من استفهامات ألقاها نبي الله موسى على الخضر (عليهما السلام)، وهو يرى خرق السفينة، وقتل الغلام، واقامة الجدار. فهي تضعنا أمام إشكاليات تتعلق بما ينشأ من اضطراب في تصورات من يدخل مجمع البحرين، باعتماد أن البحرين رمز لعلمين قائمان في الحياة هما:

1- عالم الظاهر، أو العالم المشهود.

2- عالم الباطن، أو عالم التدبير.

لذلك وجدنا نبي الله موسى (عليه السلام) يعاني من تحمل معطيات عالم الباطن (التدبير) التي بدأت تنكشف له في تصرفات الخضر (عليه السلام)، وهذا ما أشار إليه الخضر (عليه السلام) مسبقا في قوله لموسى (عليه السلام): (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) الكهف/67.

خلاصة قضية التعلم والعصمة

ولذلك لا نجد أن مثل هذه الاستفهامات تخل بالعصمة لأن هذا الظرف الذي أحاط بها نراه كقاعة درس تعليمي، والمتعلم في قاعة الدرس له أن يشكل بما يشاء مادام ذلك يعد في ظرف الاستقبال أي أن هذا الإشكال يريد منه المتعلم أن يتلقى المعلومة بشكل عالي أو بشكل أوسع، ومعلوم أن الإشكالات البحثية المثارة من المتعلم تفتح منافذ التعلم.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
رحلة نبي الله موسى للقاء الخضر

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
سُئل في تصنيف تعليم بواسطة bacnit (628ألف نقاط)
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...