0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (628ألف نقاط)

مقالات درس اللغة والفكر باك 

مقالة فلسفية حول هل القدرة على التفكير تتناسب مع القدرة على التبليغ 

- هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة ؟

- هل يمكن التفكير فيما نعجز عن قوله ؟

- هل بإمكان اللغة أن تعبر عن كل أفكارنا ؟

- هل يمكن للإنسان أن يفكر دون لغة ؟

- هل القدرة على التفكير تتناسب مع القدرة على التبليغ ؟

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......هل القدرة على التفكير تتناسب مع القدرة على التبليغ 

 وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

- هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة ؟

- هل يمكن التفكير فيما نعجز عن قوله ؟

- هل بإمكان اللغة أن تعبر عن كل أفكارنا ؟

- هل يمكن للإنسان أن يفكر دون لغة ؟

- هل القدرة على التفكير تتناسب مع القدرة على التبليغ ؟

* طرح المشكلة :

يعتبر موضوع اللفة من المواضيع التي نالت إهتمام الفلاسفة والمفكرين منذ القدم ، وذلك من حيث أنها ترتبط بدراسات نفسية من جهة وبدراسات أركيولوجية فيزيولوجية من جهة أخرى ، ومن بين هذه المواضيع نجد موضوع علاقة اللغة بالفكر ، فاللغة من حيث مفهومها تعرف على أنها مجموعة من الإشارات والرموز التي من بين أغراضها التواصل ، أما الفكر يمثل عمل العقل في الذات ، ولقد طرح موضوع هذه العلاقة جدلا واسعا بين الفلاسفة والمفكرين وعلماء اللغة ، فهناك من إعتبر أن الفكر ينفصل عن كل ماهو لغوي ورمزي ، وهناك من إعتبر أن كل ما هو رمزي ولغوي ما هو إلا تعبير عن كل ما هو فكري مجرد ، وبين هذا وذاك وجب طرح الإشكالية التالية : هل يمكن للفكر أن يوجد في غياب اللغة المعبرة عنه ؟ وهل بإمكاننا إصطناع وإستحداث لغة دون فكر يحكمها ويوجهها ؟ وبعبارة أخرى : هل الفكر منفصل عن اللغة ومستقل عنها ، أم أنه لا يمكن أن يوجد خارج عنها ؟

* محاولة حل المشكلة : 

يرى أصحاب الإتجاه الثنائي وعلى رأسهم ( أفلاطون ، ديكارت ، هنري برغسون ، جون بياجي ، شوبنهاور ) أن العلاقة بين اللفة والفكر علاقة إنفصال ، ومن أهم الحجج التي إستندوا عليها أن الفكر أرحب وأوسع من اللغة ، لأن أهم مميزاته أنه يمثل ديمومة مستمرة واللغة هنا تبقى عاجزة عن مسايرة ديمومته ، فالفكرة يمتاز كذلك بالحيوية وهو قابل للتطور والتجدد باستمرار ، عكس اللغة محدودة وألفاظها محدودة وجامدة وغالبا ما تكون عاجزة عن التعبير ، فالفيلسوف اليوناني ( أفلاطون ) يعطي الأسبقية الأنطولوجية للفكر على حساب اللغة ، فالفكرة في نظره له أسبقية وجودية وإبستيمولوجبة على اللغة ، أي أنه سابق في الوجود عليها ، فمستودع الأفكار المطلقة عند أفلاطون هو عالم المثل ، وهي توجد في هذا العالم بدون كلمات ، بينما اللغة تنتمي إلى عالم آخر يأتي في مرتبة سفلى وهو العالم المادي المحسوس ، وبالتالي فاللغة حسب أفلاطون ليست سوى أداة للتعبير عن فكر سابق لها ، أما الفيلسوف الفرنسي ديكارت إعتبر أن الإنسان جوهر مفكر ، والفكر مستقل عن المادة ، وبالتالي فاللغة باعتبارها مجموعة من الأصوات والحركات الخاصة بجهاز النطق مستقلة عن الفكر ، ويستند ديكارت ديكارت على اختلاف اللغة عن الفكر إلى أدلة كثيرة أهمها : أن لكل منهما كيانه ومحمولاته الخاصة ، وكذلك أن الفكر جوهر لامادي أي أنه كيان روحي داخلي مستقل يتميز بالثبات والإستقرار ، أما اللغة كيان مادي خارجي لأنها تمثل مجموعة أصوات منطوقة وكلمات مكتوبة لها قدرة على الإنتقال مما يجعلها تتميز بالحركة والدينامية ، وينفي ديكارت إمكانية قيام علاقة مباشرة بين اللغة والفكر باعتبارهما من طبيعتي مختلفتين ومتناقضتين ، واذا فالعلاقة حسبه هي علاقة إنفصال وإستقلال . أما ( هنري برغسون ) يرى أن هنالك الأفكار والمشاعر أكثر مما هناك من الكلمات ، فاللغة وفق رؤيته الفلسفية عاجزة وقاصرة عن إحتواء الفكر ، ويعكس كذلك هذا العجز في المجال العلمي ( الرياضيات والفيزياء ) ، بحيث لا تستطيع اللغة الطبيعية الإحاطة بالابداع العلمي ، وبسبب هذا العجز يلجأ العقل إلى إبداع لغة رمزية تجسد العمليات العقلية المعقدة ، ومن هنا يقسم لنا برغسون العالم إلى قسمين : أول هذه الأقسام هو العالم الخارجي ( عالم الأشياء والظواهر والموجودات المادية ) ، وثاني هذه الأقسام هو العالم الداخلي الذي يمثل الحالات الفكرية والشعورية الوجدانية ، فإذا كانت اللغة حسب برغسون تستخدم من طرف الفكر لإستيعاب العالم المادي والسيطرة عليه ، فإنها لا تستطيع أن تفعل ذلك أمام الحالات الشعورية والوجدانية التي تختلف من حيث طبيعتها عن الأشياء المادية ، وعموما فلجوء الإنسان إلى الوسائل التعبيرية كالرسم والموسيقى والرموز الرياضية ...الخ لأكبر دليل يثبت عجز اللغة عن التعبير على مكونات الفكر ، ومن هذا المنوال يقول ( برغسون ) : { اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر } ، ومن نفس الطرح ذهب ( جون بياجي ) إلى إعتبار أن اللغة تلعب دورا هاما في تطور الفكر وبلوغ مستويات أعلى إلا أنه من الخطأ المساواة بينهما ، لأنه حسب رؤيته الفلسفية أن الفكر أسبق من اللغة ، وحتى ولو كانت اللغة تلعب دورا مهما في تطور الفكر إلا أنه لا يمكن أن تتساوى معه ، أما ( شوبنهاور ) يرى أن الفكر حيوي واللغة جامدة ، وبالتالي تموت أفكارنا حين نحاول ترجمتها إلى كلمات ، حيث يقول : { الأفكار تموت لحظة تجسيدها في كلمات } ، كما نجد ( الجاحظ ) يرى أن اللغة عاجزة على التعبير لعدم قدرتها على مسايرة زخم الأفكار ، حيث يقول : { إن حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ لأن المعاني مبسوطة إلى غير نهاية وأسماء المعاني معدودة ومحدودة } .

- نقد وتقييم :

من المبالغ فيه إعتبار أن اللغة والفكر ذو علاقة إنفصالية وإستقلالية ، كما بالغ هؤلاء في تمجيد الفكر على حساب اللغة ، ذلك أن الفكر دون لغة يمثل نشاطا أخرسا ، كما أن معطيات علم النفس تؤكد أن الطفل يتعلم اللغة والفكر معا ، فالإعتقاد بوجود فكر دون لغة مجرد وهم ، فاللغة عماد الفكر الصامت واولادها لتعذر على الإنسان التفكير في حقائق الأشياء ، فهي التي تخرج الفكر من ثوبه المجرد وتجعلها حاضرا أنطولوجيا وإبستيميا ، كما أن عجز اللغة ععلى التعبير عن التعبير كل أفكارنا أحيانا يعود إلى محدودية ما نملكه من ثروة لغوية في الفكر وليس إلى اللغة في حد ذاتها .

الموقف الثاني :

من جهة أخرى يرى أصحاب الإتجاه الأحادي وعلى رأسهم ( دوسوسير ، ميرلوبونتي ، هردر ، هيغل ) أن العلاقة بين اللفة والفكر علاقة إتصال ، حيث ذهب ( دوسوسير ) إلى إعتبار أن الفكر بدون لغة عبارة عن كتلة من الضباب لاشيء فيها يبدو متميزا واضح المعالم ، فالعلامة اللسانية في نظره هي التي تجعلنا قادرين على التمييز بين الأفكار ، فإذن لا وجود لأفكار قائمة بذاتها ولا يمكن الحديث عن أفكار واضحة ومتميزة قبل ظهور اللغة ، فاذا كنا حسب دوسوسير نتكلم فإننا لا نتكلم لنعبر عن أفكارنا كما يقول ديكارت ، بل نتكلم لنفكر ، انتاج الأفكار ، وليحصل لنا الوعي بها ، والدليل على ذلك هو أن الكلام الداخلي مع الذات لا يظهر إلا عندما نفكر ، وفي نفس السياق شبه لنا دوسوسير العلاقة بين اللغة والفكر بوجه الورقة وظهرها بحيث لا يمكن الفصل بينهما ، يقول : { إن الفكر هو وجه الصفحة ، بينما الصوت هو ظهر الصفحة ، ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر ، وبالمثل لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر أو فصل الفكر عن الصوت } ، في حين ذهب ( ميرلوبونتي ) إلى إعتبار أن هنالك إرتباطاً دياليكتيكيا بين اللغة والفكر ، ولا يمكن إعتبارهما في أي حال من الأحوال موضوعين منفصلين ، فالتفكير الصامت حسبه الذي يوحي لنا بوجود حياة باطنية هو في الحقيقة - مونولوج - داخلي يتم بين الذات ونفسها ، بمعنى أنه يمثل ضجيج من الكلمات ، لأن اللغة والفكر يشكلان وجودا علائقيا ، فلا وجود حسب ميرلوبونتي لفكر خارج العلامات اللغوية ، فنحن نخرج أفكارنا إلى الوجود بالفعل عن طريق اللغة ، وبهذا يتحدد وجود الفكر إنطلاقا من وجود اللغة ، يقول ميرلوبونتي : { إن الفكر لا يوجد خارج الكلمات } ، وبالتالي لا يمكن إعتبار الكلام مجرد علامة على وجود الفكر حسب ميرلوبونتي مثلما الأمر بالنسبة لعلاقة الدخان بالنار ، فالكلمات في حد ذاتها هي المظهر الخارجي للفكر ، بينما ( هردر ) يرى أن اللغة ليست مجرد أداة للتفكير بل هي القالب الذي يتشكل منه الفكر ، وبالتالي فعالمنا الفكري يتحدد إنطلاقا بحدود عالمنا اللغوي ، فكل أمة حسب هردر تتكلم كما تفكر وتفكر كما تتكلم ، وكل أمة تخزن في لغتها تجاربها ، وبالتالي فاللغة ليست أداة فحسب ولا محتوى فحسب بل هي القالب الذي تفصل المعرفة على أساسه ، وهذا ما أكده في قوله : { كل أمة تتكلم كما تفكر وتفكر كما تتكلم } ، أما ( هيغل ) يرى أن الإنسان يفكر داخل الكلمات لا خارجها ، وفعل التفكير لا يتحقق بإستقلاله عن الكلام أو تركيب جمل ، فالفكرة حسب هيغل لا تكتسب وجودها الفعلي إلا عندما تصاغ صياغة لغوية ، فالصياغة اللغوية هي ما تجعل الفكرة تتحقق بالفعل ، وبذلك ندركها على حقيقتها وماهيتها ، ويقوم دليل هيغل على التمييز بين العالم الداخلي والعالم الخارجي ، بين الذاتية والموضوعية ، فعندما تكون الفكرة في داخلنا وفي ذاتيتنا باعتبارها جزءا من النشاط النفسي غير المعبر عنه ، وبذلك تكون غامضة وغير محددة المعالم ، لكن بالكلمة تنفصل عن الذاتية وتتحقق في الخارج ، وبالتالي نقول حينها أنها تموضعت وأصبح لها وجود موضوعي وغدت واضحة متميزة تفرض نفسها علينا وعلى الوجود ، يقول هيغل : { نحن نفكر داخل الكلمات } ، فإذن حسب هيغل أن الأنشطة الذاتية لا تنتج أفكارا واضحة ومتميزة إلا عندما نصيغها في قالب لغوي ونموضعها ، أي أن الفكر بدون لغة يبقى مجرد عبارة عن سديم مبهم أو ركام من العناصر غير المتميزة ، بمعنى آخر أن الفكر بدون لغة هو فكر غير واعي أو لنقل جزء من اللاوعي ، يقول هيغل : { الكلمة تعطي الفكر وجوده الأسمى } ، في حين ذهب ( دولاكروا ) إلى إعتبار أن اللغة هي التي تعطي الفكر طابعه القيمي والأنطولوجي ، فنحن لا نفكر دون كلمات ، حيث يقول : { الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه } . كما نجد ( هاملتون ) أكد على عدم ضرورة فصل اللغة عن الفكر لأن بينهما رابطة متينة يستحيل تجاوزها والتغاضي عنها ، يقول من هذا المنوال : { إن المعاني شبيهة بشرارة النار لا تومض إلا لتغيب ولا يمكن إظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ } ، في حين ذهبت ( جوليا كريستيفا ) إلى إعتبار أن علاقة اللغة بالفكر علاقة تلازم وتبعية ، فاللغة تكتسي طابعا ماديا متنوعا ، فيمكن أن تتمظهر حسب كريستيفا في صورة سلسلة من الأصوات المنطوقة ، أو في صورة شبكة من العلامات المكتوبة ، أو على شكل لعبة من الإيماءات ، وهذه هي الحقيقة المادية التي تجسم ما نسميه فكرا ، أي أن اللغة هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يوجد بها الفكر ، بل هي حقيقة وجوده وخروجه إلى الوجود ، أو كما تقول : { إن اللغة جسم الفكر } .

نقد وتقييم :

إن ماذهب إليه هذا الاتجاه أمر مبالغ فيه ، فإذا كانت اللغة تعبر عن كل أفكارنا كيف نفسر لجوء الإنسان إلى وسائل تعبيرية أخرى عوض اللغة محاولا التعبير عن زخم أفكاره ، مثل فن الرسم ، الرقص التعبيري ...الخ ، كما هل من المعقول أن نساوي بين ماهو فكري مجرد وبين ماهو رمزي مادي ؟! . كما أن الإنسان دوماً يشعر باللامساواة بين قدرتهم على التفكير وقدرته على التبليغ .

تركيب :

من خلال ما سبق ذكره يمكننا القول بأنه ليس من الممكن الفصل بين الفكر واللغة ، لأن اللفة والفكر يمثلان وحدة موحدة وظيفيا ، فالفكر بدون لغة ب

يبقى مجرد أفكار لا معنى لها ، فباللغة يثبت الفكر أنطولوجيته ، كما أن اللغة بدون فكر تبقى مجرد ضرب من السفسطة والثرثرة ، فالعلاقة بين اللغة والفكر إذن هي علاقة تأثير وتأثر ، فاللغة تشكل الوعاء والفكر يمثل المضمون ، يقول ( لافيل ) : { ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكرة ولكن جسمها الحقيقي } .

حل المشكلة :

في الأخير يمكننا القول بأنه على الرغم من أن الفكر هو عمل العقل الذي يحدث في الذهن ، وعلى الرغم من أن اللغة أصوات ورموز خارجية يتلفظ بها الإنسان ، فإن العلاقة بينهما هي علاقة تفاعلية تكاملية ، فهما كالقطعة النقدية وجهها الأول يمثل الفكر ، وظهرها يمثل اللغة ، فإذا فسد وجه من الوجهين فسدت القطعة ، فالفكرة بالنسبة للغة كالروح بالنسبة للجسد

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
- هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة ؟

- هل يمكن التفكير فيما نعجز عن قوله ؟

- هل بإمكان اللغة أن تعبر عن كل أفكارنا ؟

- هل يمكن للإنسان أن يفكر دون لغة ؟

- هل القدرة على التفكير تتناسب مع القدرة على التبليغ ؟
0 تصويتات
بواسطة
هل قدرة الإنسان على التفكير تتناسب مع قدرته على التعبير

مقالة الخامسة : هل قدرة الإنسان على التفكير تتناسب مع قدرته على التعبير؟ جدلية

طرح الإشكالية : يعتبر التفكير ميزة أساسية ينفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى ومن منطلق أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فإنه يحتاج ولا شك إلى وسيلة إلى الاتصال والتواصل مع غيرك من الناس وللتعبير عن أفكاره وهذا ما يعرف في الفلسفة بالغة فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحد هما يرى أن العلاقة اللغة بالفكر انفصال والأخر يرى أنها علاقة اتصال فالمشكلة المطروحة هل العلاقة بين اللغة والفكر علاقة اتصال أم انفصال ؟

التحليل:

عرض الأطروحة الأولى : ترى هذه الأطروحة (الاتجاه الثنائي) أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة انفصال أي أنه لا يوجد توازن بين لا يملكه الإنسان من أفكار وتصورات وما يملكه من ألفاظ وكلمات فالفكر أوسع من اللغة أنصار هذه الأطروحة أبو حيان التوحيدي الذي قال : ((ليس في قوة اللغة أن تملك المعاني)) ، ويبررون موقفهم بحجة واقعية إن الإنسان في الكثير من المرات تجول بخاطره أفكار لاكته يعجز عن التعبير عنها ومن الأمثلة التوضيحية أن الأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكرية والشعورية وهذا يدل على اللغة وعدم مواكبتها للفكر ومن أنصار هذه الأطروحة الفرنسي برغسون الذي قال : (( الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية )) ، وبهذه المقارنة أن اللغة لا يستطيع التعبير عن الفكر وهذا يثبت الانفصال بينهما .

النقد : هذه الأطروحة تصف اللغة بالعجز وبأنها تعرقل الفكر لكن اللغة ساهمت على العصور في الحفاظ على الإبداع الإنساني ونقله إلى الأجيال المختلفة .

عرض الأطروحة الثانية : ترى هذه الأطروحة (الاتجاه الو احدي) إن هناك علاقة اتصال بين اللغة والفكر مما يثبت وجود تناسب وتلازم بين ما تملكه من أفكار وما تملكه من ألفاظ وعبارات في عصرنا هذا حيث أثبتت التجارب التي قام بها هؤلاء أن هناك علاقة قوية بين النمو الفكري والنمو اللغوي وكل خلل يصيب أحداهما ينعكس سلبا على الأخر ومن أنصار هذه الأطروحة هاملتون الذي قال ((الألفاظ حصون المعاني)) وقصد بذلك إن المعاني سريعة الظهور وسريعة الزوال وهي تشبه في ذلك شرارات النار ولا يمكن الإمساك بالمعاني إلا بواسطة اللغة)) .

النقد : هذه الأطروحة ربطت بين اللغة والفكر لكن من الناحية الواقعية يشعر أكثر الناس بعدم المساواة بين قدرتهم على التفكير وقدرتهم على التعبير .

التركيب : تعتبر مشكلة اللغة والفكر أحد المشكلات الفلسفية الكلاسيكية واليوم يحاول علماء اللسانيات الفصل في هذه المشكلة بحيث أكدت هذه الدراسات أن هناك ارتباط وثيق بين اللغة والفكر والدليل عصر الانحطاط في الأدب العربي مثلا شهد تخلفا في الفكر واللغة عكس عصر النهضة والإبداع ومن المقولات الفلسفية التي تترجم وتخلص هذه العلاقة قول دولا كروا ((نحن لا نفكر بصورة حسنة أو سيئة إلا لأن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة))

حل الإشكالية : وخلاصة القول أن اللغة ظاهرة إنسانية إنها الحل الذي يفصل بين الإنسان والحيوان ولا يمكن أن نتحدث عن اللغة إلا إذا تحدثنا عن الفكر وكمحاولة للخروج من الإشكالية إشكالية العلاقة بين اللغة والفكر نقول أن الحجج والبراهين الاتجاه الو احدي كانت قوية ومقنعة ومنه نستنتج العلاقة بين العلاقة بين اللغة والفكر علاقة تفاعل وتكامل .

المقالة السادسة : هل اللغة منفصلة عن الفكر؟ جدلية

طرح المشكلة : للغة معنيان عام وخاص ، يتحدد المعنى الأخير حسب لالاند في كونها التعبير الكلامي عن الفكر داخليا وخارجيا أي أثناء عمليتي التفكير الداخلي والتواصل الخارجي. ولكن ماذا نستنتج من كلمة "التعبير"؟ هل يعني ذلك أن اللغة تعبر بعديا عن فكر سابق ومستقل؟ أم أن الفكر لا يوجد قبل أو خارج سيرورة التعبير اللغوي؟ بعبارة أخرى: هل تجمع الفكر واللغة علاقة أسبقية وانفصال أم علاقة تزامن واتصال؟

الأطروحة والبرهنة عليها : يرى أنصار الاتجاه الثنائي أن الفكر سابق عل اللغة وأوسع منها أي العلاقة بينهما هي علاقة انفصال . وقد استشهدوا على ذلك بالتجربة أو الملاحظة الداخلية أو ما يسمى بالاستبطان والتي تؤكد وجود فكر غير منطوق به أي فكرا خالصا منفصلا عن التعبير اللغوي ، وتتخذ هذه الأسبقية شكلين: أسبقية زمنية تتمثل في أن لحظة إنتاج الأفكار سابقة في الزمن على لحظة التعبير عنها وكأننا نفكر أولا ثم ننتقل بعد ذلك إلى إلباس الكلمات لفكرنا .

قال برغسون : وهو أحد أنصار الاتجاه الثنائي-" ليست الموضوعات الخارجية وحدها هي التي تختفي عنا، بل إن حالاتنا النفسية هي الأخرى لتفلت من طائلتنا بما فيها من طابع ذاتي شخصي حي أصيل".

وقال أيضا:" وحينما نشعر بمحبة أو كراهية أو حينما نحس في أعماق نفوسنا بأننا فرحون أو مكتئبون ، فهل تكون عاطفتنا ذاتها هي التي تصل إلى شعورنا؟ ".

نفهم من هذا ، أن اللغة عاجزة عن نقل حقيقة العالم الخارجي ، لأن اللغة تعبر عن المعاني العامة . ولأن اللغة مرتبطة من جهة أخرى بالحاجة. كذلك أن اللغة عاجزة عن التعبير عن حالاتنا النفسية ، لأن الأصل الاجتماعي للغة وطابعها الأداتي يوجهها للتعبير عن عما هو عام مشترك موضوعي لا ماهو خاص وفردي وحميمي ، فرغم أن كل واحد منا يحب ويكره .. إلاّ أننا نختلف في الحب والكراهية . إذن فاللغة محدودة . وفي الاتجاه نفسه يشتكي المتصوفة عجز اللغة عن التعبير عما يعيشونه من حقائق فيبدو لنا ما يقولونه مجرد شطحات تعارض النصوص الشرعية . فهذا الحلاج كان يقول "ليس في الجبة إلاّ الله". و هذا البسطامي يقول : "سبحاني ما أعظم شأني" و ربما هذا ما قصده فاليري في قوله : "إن أجمل الأفكار هي تلك التي لا نستطيع التعبير عنها" .

وفي هذا الإطار عينه تندرج الثنائية الديكارتية التي تنسب للفكر طبيعة روحية وللغة طبيعة مادية لتخلص إلى استحالة ارتباطهما أو تداخلهما، رغم أن ديكارت يقر بان الكلام علامة على الفكر ودليل على الوعي والعقل المنفرد بهما الإنسان.

ونخلص من كل ما سبق إلى أنه لا يوجد تناسب بين القدرة على الفهم والتمثل والقدرة على التعبير. وهذا ما يؤكد أسبقية الفكر على اللغة وانفصاله عنها ،حسب أنصار هذا الاتجاه .

المناقشة: . ولكن هل يمكن حقا للفكر أن يوجد بمعزل عن اللغة ؟ ألا نجانب الصواب عندما ننتهي مع أنصار الاتجاه الثنائي إلى أن اللغة لا تعدو أن تكون سوى أداة بعدية ثانوية تعبر عن فكر خالص مستقل؟ ثم إنه حتى و إن سلمنا بعدم وجود تناسب بين الفكر واللغة فإننا نرفض القول بوجود فكر مستقل عن اللغة.إن الطفل لا يقوى على التفكير بدون لغة.

نقيض الأطروحة والبرهنة : أنصار الاتجاه الو احدي : يذهب أنصار الاتجاه الو احدي إلى أنه لا وجود لفكر دون لغة. فهما مترابطان ومتلازمان أي أن العلاقة بينهما علاقة اتصال.

-وقد استشهدوا على ذلك بأن اللغة شرط تحقق الفكر وإنتاج المعنى وانفتاح الوعي: فإذا كان الفكر ليس جوهرا ميتافيزيقيا ، بل نشاطا كليا يتمظهر في عمليات جزئية كالتذكر والمقارنة والترتيب...فإن تحققها غير ممكن بدون أداة رمزية لغوية .

-إن المعنى يؤخذ من الكلام والكلام هو الوجود الخارجي للمعنى حسب ميرلوبونتي الذي يضيف بأن وعي الذات المفكرة بأفكارها متوقف على تعبيرها عنها ولو لذاتها .

بل إن هناك من يذهب أبعد من ذلك فيرجع خاصية الوعي لدى الإنسان إلى قدرته على ترميز الأشياء والدلالة عليها. و إذا استعرنا تعبير ارنست كاسيرر سنقول بأن الإنسان كائن واع لأنه أولا حيوان رامز أي قادر على الإحالة على الأشياء من خلال رموزها. وقد عبر عن ذلك بنفنيست بقوله: " الإنسان يسمي إحساساته ولا يكتفي بالتعبير عنها ".

بأي شيء يتميز الموجود في الذهن إن لم يكن بالعلاقات والرموز؟ وهذه فكرة تلتقي مع تصور عالم اللسانيات "دوسوسير" الذي لا يرى في الفكر قبل لغة سوى سديم أو عماء ضبابي لاشيء متميز فيه قبل ظهور اللسان ، من ذلك مثلا أنه يستحيل التمييز بين فكرتين متقاربتين كالتقديس والاحترام دون الاستعانة بمقابليهما من الرموز اللسانية. كما أن حصول الدلالة اللسانية لا يتم بالمدلول وحده أي الفكرة أو التصور الذهني، بل باقتران هذا الأخير بالدال أو الصورة السمعية، وعليه فالدلالة لا تدرك إن لم يكن ثمة دال. بأي شيء يتميز الموجود في الذهن إن لم يكن بالعلاقات والرموز؟ وهذه فكرة تلتقي مع تصور عالم اللسانيات "دوسوسير" الذي لا يرى في الفكر قبل اللغة سوى سديم أو عماء ضبابي لاشيء متميز فيه قبل ظهور اللسان، من ذلك مثلا أنه يستحيل التمييز بين فكرتين متقاربتين كالتقديس والاحترام دون الاستعانة بمقابليهما من الرموز اللسانية. كما أن حصول الدلالة اللسانية لا يتم بالمدلول وحده أي الفكرة أو التصور الذهني ، بل باقتران هذا الأخير بالدال أو الصورة السمعية، وعليه فالدلالة لا تدرك إن لم يكن ثمة دال. " الألفاظ حصون المعاني". وذهب دوسوسير نفسه إلى حد تشبيه العلاقة بين اللغة والفكر بالورقة ظهرها الفكر ووجهها اللغة ولا يمكن تمزيق الوجه دون التأثير على ظهر الورقة. وقد عبر هيجل عن هذه العلاقة بقوله : "إننا نفكر داخل كلمات".

المناقشة : إن أصحاب الاتجاه الو احدي ككل يدعوننا إلى المطابقة بين اللغة والفكر ، فإلى أي حد تصح هذه المطابقة ؟ ثم كيف نطابق بينهما ولكل منا تجربة شخصية تعلمه أن الفكرة أحيانا تحضر أولا ونتأخر أو نفشل في إيجاد التعبير الملائم عنها ؟ إننا وإن سلمنا مع أنصار هذا الاتجاه بالصلة الوثيقة بين اللغة والفكر فإننا نرفض المطابقة بينهما .

التركيب : إننا نرفض القول بوجود فكر مستقل عن اللغة أي لا يمكن فصل الفكر عن اللغة ، كما نرفض المطابقة بينهما أي لا يمكن اعتبارهما شيئا واحدا . ولذلك فالعلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة تبادلية أي علاقة تأثير وتأثر ، فاللغة تؤثر في الفكر وتتأثر به ، فاللغة تزود الفكر بأطر التفكير من خلال المفاهيم والعلاقات والفكر يساعد اللغة على التجديد .

حل المشكلة : رغم أنه لا يوجد تناسب بين القدرة على الفهم والتمثل و القدرة على التعبير إلا أنه لا يمكن القول باستقلال الفكر عن اللغة هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن اللغة هي أفضل أداة للتعبير عن الأشياء و عن حالاتنا النفسية.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...