تحليل نموذجي لنص محمد عابد الجابري النص الفلسفي المتعلق بالعلوم الإنسانية
أكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص ؟
تحليل نص محمد عابد الجابري علوم إنسانية
تحليل نموذجي لنص محمد عابد الجابري
النص الفلسفي
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... تحليل نموذجي لنص محمد عابد الجابري النص الفلسفي المتعلق بالعلوم الإنسانية
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
تحليل نموذجي لنص محمد عابد الجابري
« إن من أهم شروط الموضوعية هي أن تكون أحكامنا نابعة من الواقع كما هو وان يكون الواقع مستقلا عن ذاتيتنا و لكي تكون الدراسة موضوعية يجب أن يتوفر فيها الاتفاق بين مختلف الملاحظين عن نفس الحل ، من هنا يبدو الحياد ضروريا أي أن يكون موقف الدارس من الظاهرة نزيها ، لا تؤثر فيه منفعة ولا مصلحة أو دافعا سيكولوجيا أو اجتماعي أو تاريخي .
ولكن هذه الشروط لا تتوفر في الظاهرة الإنسانية عند محاولة البحث فيها ، إذ أن الملاحظات و أحكام الدارس تتأثر بانتماءاته و ثقافته و تربيته و مزاجه و تصوراته الخاصة إلى جانب كونه غير منفصل عن الظاهرة التي يدرسها بل يعيشها و يتعاطف أو لا يتعاطف معها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وهذا يجعل أحكامه متأثرة بمواقف شخصية ذاتية ، الأمر الذي يجعل الفصل بين الحكم و القيمة الذاتية الذي يدركه و حكم الواقع الذي يستلزمه البحث العلمي متعذرا »
محمد عابد الجابري
المطلوب :
أكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص ؟
تحليل نموذجي لنص محمد عابد الجابري
المقدمة وطرح المشكلة :
إن التقدم و التطور الذي حققته الدراسة التجريبية ، وما أحرزته من نجاح في علوم المادة الجامدة ، جعل منها نموذجا لكل معرفة ، تسعى لتحقيق الدقة و اليقين ، خاصة بعد اقتحام هذا المنهج التجريبي ميدان البيولوجيا ، وتذليل عقباتها ، مما شجع على توسع نطاق بحثه و طرح إمكانية تطبيقه على ميدان آخر ، هو عالم الظواهر الإنسانية ، بأبعادها التاريخية ، و الاجتماعية و النفسية . وهذا الذي رفضه الفيلسوف العربي المعاصر محمد عابد الجابري معالجا إياها في إحدى اهتماماته بمجالات فلسفة العلوم و النص الذي بين أيدينا صورة مقتطفة من تلك الاهتمامات . خاصة إذا تعلق الأمر بمسألة الموضوعية المقياس الذي تعبر به الظواهر الإنسانية مأمن النقد الابستومولوجي كي تتوج بجائزة العلمية ومنه فالمشكلة المطروحة هاهنا تتعلق بهذه المسألة يمكننا أن نطرحها فيما يلي : هل تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية أمر ممكن : و بالتالي إمكانية دراسة الظواهر الإنسانية دراسة موضوعية علمية ؟
محاولة حل المشكلة :
الموقف : هذا ما ذهب إليه صاحب النص حين يرى بأن الموضوعية في العلوم الإنسانية أمر صعب تحقيقه و بالتالي لا يمكن دراسة الظواهر الإنسانية دراسة تجريبية علمية . ويظهر ذلك في قوله : " ولكن هذه الشروط لا تتوفر في الظاهرة الإنسانية عند محاولة البحث فيها ، إذ أن الملاحظات و أحكام الدارس تتأثر بانتماءاته ... الذي يستلزمه البحث العلمي متعذرا "
الحجج : ولقد استدل على موقفه بحجج منطقية : حيث بين في الأول شروط الموضوعية ؛ ذاكرا ضرورة توفر الروح الوضعية في الدراسة العلمية . و كذلك أضاف شرط مهم وهو الابتعاد عن الذاتية ؛ أي على الباحث أن يكون منفصلا و مستقلا عن أرائه و ميوله ورغباته لأنها هي مصدر الاختلاف بين الباحثين ، ولكن الموضوعية تقتضي أن يكون هناك اتفاق بينهم ويظهر ذلك كله في قوله : « إن من أهم شروط الموضوعية هي أن تكون أحكامنا نابعة من الواقع كما هو وان يكون الواقع مستقلا عن ذاتيتنا و لكي تكون الدراسة موضوعية يجب أن يتوفر فيها الاتفاق بين مختلف الملاحظين » ، و استمر في تقديم أدلته مفسرا موقفه إلى أن توصل لتعذر توفر الموضوعية في العلوم الإنسانية بعد أن ذكر العوائق الابيستمولوجية التي تواجه الباحث لا سيما إذا تعلق الأمر بعدم نجرده من الأحكام الذاتية المتمثلة في : انتماءاته ، ثقافته ، تربيته ، مزاجه ، و تصوراته الخاصة . وزيادة على ذالك ليس ثمة بتر أو قطع بين الدارس و الموضوع المدروس . فالباحث إنسان و موضوع البحث الإنسان نفسه . وهذا ما يؤدي إلى وجود تفاعل بينهما ، فقد يتعاطف معها أو يمل إليها . وهذا كله بائن في العبارة التالية : « إذ أن الملاحظات و أحكام الدارس تتأثر بانتماءاته و ثقافته و تربيته و مزاجه و تصوراته الخاصة إلى جانب كونه غير منفصل عن الظاهرة التي يدرسها بل يعيشها و يتعاطف أو لا يتعاطف معها ... يستلزمه البحث العلمي متعذرا»
الحجة المنطقية للنص
إما أن تكون الموضوعية في العلوم الإنسانية أمر ممكن أم أمر صعب
لكنها ليست أمر ممكن
إذن فهي أمر صعب
نقد وتقويم النص : نجد أن صاحب النص قد وفق عندما أكد بأن الموضوعية صعبة التحقيق في العلوم الإنسانية مظهرا كل العوائق الحائلة دون حصول الفصل التام بين الدارس وموضوعه المنفعل معه و بكل أحكامه الذاتية سائرا نحو نتاجات علمية غير متفق حولها وهو فعلا ما حصل في البداية و الصعوبة الفعلية للاعتراف بعلمية هذه العلوم ؛ فهاهو علم التاريخ مثلا يثبت انفلاته من الدراسة الموضوعية النزيهية ، لأن المؤرخ إنسان ينتسب إلى عصر معين ومجتمع معين . فهو لا يستطيع ـ على الرغم من اجتهاده في أن يكون موضوعيا ـ أن يكتب التاريخ إلا طبقا للواقع الذي يحياه. إلا أن هذا الرأي لم يصمد أمام موجة النجاحات المتوالية التي شهدتها هذه العلوم نفسها وهو أكبر دليل على تدليلها للصعوبات واتَّسع مجالُ مفاهيمَ منهجيةٍ وهُذبت طرائق البحث وأبدعت أخرى واستطاع العلماء أن يتجاوزوا تلك العوائق : فهاهو علم النفس بقفزها بخطوات عملاقة مع تطبيقه للمنهج الموضوعي أما علم الاجتماع فقد قطع شوطا مهما على يد كل من "إميل دوركايم" و" أوجست كونت " اللذان سمحا للدراسات الاجتماعية بالتقدم والانتقال تدريجيا من مجال الفلسفة والتصورات واستحضار العقبات إلى مجال العلم والموضوعية . ولقد وصل " دوركايم " إلى درجة اعتبار نطاق الظواهر الاجتماعية أوسع مما يعتقد يقول : " ما مـن حادثة إنسانية إلا ويمكن أن يطلـق عليها اسم ( الظاهرة الاجتماعية) ". وهو يقول في موضع أخر : " نعالج الظواهر على أنها أشياء "
الرأي الشخصي : ورغم ذلك نحكم في الإقرار بالرأي القائل انه فعلا تطورت وتقدمت العلوم الإنسانية اليوم . وكيف لا وهي التي أصبحت لا تقل أهمية عن العلوم التجريبية سواء في المادة الجامدة أو في المادة الحية ؛ و إن كانت تختلف وتتباين في طبيعة الموضوعات المدروسة . لهذا تم إبداع طرائق في العمل التجريبي ، وتطوير أساليب الملاحظة ، وكيفية بناء التجارب ، لتلاؤم الموضوع و الظاهرة الإنسانية . كما أنه لا يمكن أن ننسى الفوائد التي يمكن أن يجنيها الإنسان المعاصر لو تعرف حقا على ذاته بتجنبه الآثار الوخيمة التي قد تعذبه ولما تنقله نحو عيش أفضل .
الخاتمة و حل المشكلة : نستنتج مما سبق أن الموضوعية في العلوم الإنسانية أمر ممكن و غير صعب ، ولكن تبقى نسبية و ليست مطلقة مقارنة بالموضوعية في العلوم الفيزيائية و الكيميائية ن نتيجة اختلاف طبيعة الموضوعات بينهما .