0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (628ألف نقاط)

هل تتحقق العدالة بتحقيق المساواة هل يمكن تحقيق العدل على أساس التفاوت أم المساواة

مقالة فلسفية 

هل تتحقق العدالة بتحقيق المساواة ؟. هل تتحقق العدالة الاجتماعية بالمساواة أم بالتفاوت هل من العدل أن نسوي بين الناس ؟.

بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر 

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... 

وتكون اجابتة الصحية هي التالي

هل تتحقق العدالة بتحقيق المساواة هل يمكن تحقيق العدل على أساس التفاوت أم المساواة

طرح المشكلة :"المقدمة": إذا كانت العدالة في تعريفها تعني المساواة وعدم التفاوت ، والتفاوت يعني الظلم واللامساواة ، فان الكثير منا يعتقد أن العدل في المساواة والظلم في التفاوت ،الا أن الواقع يثبت غير ذلك .فقد ندعو الى التفاوت ونكون أردنا تجسيد العدالة . ولعل هذه النظرة الفلسفية هي من تضاربت حولها الآراء بين مؤيد ومعارض، منهم من رأى بان تطبيق العدالة لا يكون الا عن طريق المساواة . ومنهم من تعدى ذلك الى طرح النقيض وانطلاقا من هذا التعارض يمكننا أن نتساءل : هل اساس العدل المساواة أم التفاوت؟. ثم الا نعتقد أن في المساواة ظلما وفي التفاوت عدلا ؟.   

محاولة حل المشكل :

الموقف الأول: العدل في التفاوت: يعتقد أنصار التفاوت أن العدل يكمن في احترام التفاوت الموجودبين الناس ، ذلك لان الناس مختلفون بالولادة في كل القدرات العقلية والجسمية مثل الذكاء ، والغباء ، والقوة والضعف " وليس من العدل أن نسوي بينهم ، إذ ليس من العدل أن نسوي بين العالم والجاهل القوي والضعيف وعلى هذا الأساس قام المجتمع اليوناني في القديم على ساس التفرقة . ولعل هذا ما جسده أفلاطون في جمهوريته الفاضلة إذ يميز بين ثلاث أصناف من الناس العبيد ومهنتهم العمل اليدوي ، وطبقة الجند وأوكل لهم حماية الدولة ، ثم طبقة الحكماء أي أهل الفلسفة كما نظر ارسطو من بعده الى التفاوت واعتقد بأنه قانون الطبيعة لذا يجب احترامه ، كما تبنى هذا الموقف مجموعة من الفلاسفة المحدثين أمثال الكسيس كاريل الفرنسي والذي قال :" فبدلا من أن نحاول تحقيق المساواة بين اللامساواة الجسمية والعقلية يجب أن نوسع من دائرة الاختلاف وننشئ رجالا عظماء" وفي نفس المنحى ذهب فريدريك نتشه بقوله :" إن الطبيعة فرقت بين الناس ومن العدل أن تحترم هذه الطبيعة النقد والمناقشة : لكن نلاحظ انه إذا سلمنا بان الناس حقيقة مختلفون بالطبيعة ، والتفاوت بينهم أمر طبيعي ومقبول الى حد بعيد ، فهناك أناس يتخذون من هذا التفاوت الطبيعي ذريعة الى التفاوت الاجتماعي المصطنع من قبل طبقات اجتماعية مسيطرة . لذا يجب أن ندعو الى تحقيق المساواة بين جميع الأطياف البشرية . 

الموقف الثاني نقيض القضية: العدل في المساواة يعتقد فريق آخر من الفلاسفة أن العدل يتحقق عن طريق المساواة بين الناسذلك لان التفاوت القائم بين الأفراد يعود في معظمه الى تأثير المجتمع لا الى تأثير الطبيعة .فالطبيعة لم تخلق طبقة الأسياد وطبقة العبيد ، فكل هذا من صنع المجتمع إذ وجدت هذه الفكرة عند المجتمعات القديمة خاصة اليونانية منها . ولعل من ابرز دعاة المساواة الخطيب الروماني شيشرون حيث قال :" ليس شيئا أشبه من الانسان بالإنسان لنا جميعا حواس وان اختلفنا في العلم فان لنا القدرة على التعلم " . وهو ما تبناه الإسلام أيضا حيث قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ". أما في العصر الحديث نجد كلا من كانط و برودونيقول هذا الأخير "إن العدل يكمن في احترام الكرامة الإنسانية" بينما يقولكانط :" إن أي نظام دولي جديد ترتكز فيه العلاقات على الديمقراطية والمساواة والعدل وهكذا فان الاعتماد على الظلم فيه ظلم للناس .   

النقد والتقييم : لكن نلاحظ انه حقيقة العدل بهذا المعنى اقرب الى المساواة منه الى التفاوت ولكن لا يمكن اعتبار كل مساواة عدل ولا يمكن أن نسوي بين الناس في كل شيء لان المساواة المطلقة فيها ظلم لبعض الناس .لان المساواة المطلقة تعسف وقتل لكل أنواع المنافسة والمبادرة  

التركيب : العدل يكمن في تحقيق المساواة مع احترام التفاوت الطبيعي : لا يمكن اعتبار كل مساواة عدل كما لا يمكن اعتبار كل تفاوت ظلم فان المساواة التي يأمل فيها الانسان لا تتنافى والتفاوت الصادر عن الطبيعة ، فالعادل من الناس هو المستقيم الذي يسوي بين الناس أمام القانون ويحترم حقوقهم دون تدخل الاعتبارات الشخصية ولا يظلم في حكمه أحدا ، وهكذا سوف تظهر الكثير من الصفات النبيلة كالكفاية والاستحقاق وتختفي الكثير من الصفات الرذيلة كالتمييز العنصري وغيره ، كما يجب احترام مبدأ تكافؤ الفرص خاصة وان الانسان كائن أخلاقي .    

حل المشكلة 

الخاتمة :

 وفي الأخير يمكننا أن نقول لا يمكن تحقيق المساواة المطلقة بين الناس لأنهم متفاوتون في القدرات العقلية والجسمية ، ولا يمكن محو ظاهرة التفاوت من حياة الناس لأنها طبيعة فيهم ، وعليه فالعدل يكمن في تحقيق المساواة بين الناس أمام القانون .وهذاما عبر عنه زكي نجيب محمود:" العدالة تكمن في التوازن بين المساواة والتفاوت ".

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
هل يمكن تحقيق العدل على أساس التفاوت أم المساواة

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...