خطبة عن نهاية السنة الهجرية واستقبال سنة جديدة خطبة نهاية العام محاسبة وتوبة 1444 آخر جمعة في ذي الحجة
خطبة عن نهاية العام الهجري مع الدعاء نهاية العام
خطبة حول السنة 1444 الجديد
كلمات وداع عام واستقبال عام جديد
خطب نهاية العام ملتقى الخطباء
وقفات مع نهاية العام الهجري 1444
خطبة جمعة بعنوان
مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة الجمعة مكتوبة ومختصرة حول نهايـة العـام محاسـبة وتوبـة بعنوان خطبة نهاية العام الهجري 1444
وهي كالتالي
خطبة نهاية السنة الهجرية 1444 نهايـة العـام محاسـبة وتوبـة
الخطبـــةالاولـــى
الحمدُاللهِ القائلِ ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ) وأشهدُ إن لا إله إلا هو ( الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ . أفضَلَ من تَعَبّدَ للهِ وأنَابَ صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الحسابِ وسلمَ تسليماً كثيراً. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
أمّـــــا بعـــــد عـــــباد اللـــــه :
مضى من عمُرِ الزّمنِ عامْ وجُمعَتَكم هذهِ هي آخِرُ جُمُعَةٍ في هذا العَامِ الهِجريِّ الذي يَستَعِدُّ للرحيل ألاَ فاعتبروا بِسُرعةِ مُرورِ الليَّالي والأيَّامِ وفَكِّروا في دُنياكُم _ وسُرعةِ زوالِها_ واستَعدُّوا للآخِرةِ وأهوالِها …
فكُلُّ عامٍ بل كُلُّ شهرٍ بل كُلُّ يومٍ يستهلُّهُ الإِنسانُ فأِنَّه يُدنِيهِ من أَجَلِهِ ويُقرِّبُهُ من آخِرَتِهِ .. وخيرُكم .. من طالَ عُمُرُهُ وحَسُنَ عَملُهُ .. وشَرُّكُم من طالَ عُمُرهُ وَسَاءَ عَملُهُ. فنحنُ ...........
نسِـيرُ إلى الآجـالِ في كُـلِّ لحظـَةٍ
وأيَّــامُنـا تُطـوى وهُـنَّ مَـراحِلُ
وَلم أرَ مِثـلَ المـوتِ حقـاً كأنَّـهُ
إِذا مـا تَـخطَّتـهُ الأمـاني بـاطِـلُ
ومـا أقبح التفريطَ في زمـنِ الصـّبا
فكيـفَ بـِهِ والشيـبُ للرأسِ شامِـلُ
تـَرحّلْ من الدُنيـا بـِزادٍ من التُقـى
فعُمرُكَ أيـّامٌ وهنَّ قـلائِــِلُ
عـــــباد اللـــــه :
إنّهَ ما بينَ أن يُثَابَ الإِنسان ُ على الطَّاعةِ والإِحسَانِ أو يُعَاقَبَ على الإِساءةِ والعِصيَانِ إلاّ أن يُقَال فُلانٌ قد مَاتَ يُطوى سجلُ هذا العامِ بعد أيّامٍ قلائل ويُختمُ عملُهُ ويبقَى شاهداً على الإنسانِ بِما أودعَهُ فيه والليلُ والنهارُ مستودعٌ للأعمالِ يقولُ جلَّ ذِكرهُ(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)
عـــــباد اللـــــه :
أعوامٌ تمضي وأزمنةٌ تنقضي وفي ذلك آياتٌ لأولي الألبابِ لقد مضى من عمُرِ الزّمنِ عامٌ عامٌ كامِلٌ تقلّبتْ فيهِ أحوالٌ وَفَنَيتْ فِيهِ أعمارٌ وحياةُ الإنسانِ مراحلٌ والناسُ في الدُّنيا بين مُستعدِّ للرحيلِ وراحلٌ وكلُّ يومٍ , بلْ كُلُّ نَفَسِ يُدني من الأجلِ فالكيِّسُ من حاسَبَ نَفْسَهُ يومًا بِيَومٍ فما الناسُ إلاَّ حيٌّ أدركتُه منيِّتُهُ فَوُرِيَ بالتُّرَابِ أو صغيرٌ بلغَ سِنَّ الشَّباب أو شيخٌ امتدَّت به الْحَيَاةُ حتى شابَ ومن وراءِ الجميعِ نقاشٌ وحسابٌ فهنيئاً لمن أَحْسَنَ واستقامَ والويلُ لِمَنْ أساءَ وارتكبَ الآثامَ ويَتُوبُ الله على مَن تاب مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ يقول بعضِ السلفِ: "كيفَ يَفْرَحُ بمرورِ الأعوامِ مَن يومُهُ يَهدِمُ شهرَهُ وشهرُهُ يهدمُ سنتَهُ وسنتُهُ تهدِمُ عُمُرَهُ؟! كيفَ يفرحُ مَن يقودُهُ عُمرُهُ إلى أجلِهِ وحياتُهُ إلى موتِهِ" فمن أعظمُ منك خطَراً
عـــــباد اللـــــه:
هكذا في لَمْحِ البَصَرِ يُطوى تاريخُ عامٍ كاملٍ طالما عشنا فيه آمالاً وآلاماً وطالما كانت لنا فيه ذكرياتٌ وطموحاتٍ وفي توديعِ عامٍ واستقبالِ عامٍ جديدٍ ! فُرَصٌ للمتأمِّلين , وذكرَى للمُعتبرين يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ
*ونحن نودع عاماً هجريًّا مضى من أعمارنا ونستقبل عاماً جديداً يلزم الإنسان منا أن يقف وقفة تساؤل وتأمل وتدبر تعقبها وقفة طويلة يحاسب فيها الإنسان نفسه عما اقترفه خلال عام كامل من عمره
*وقفة تأمل في سرعة انقضاء الحياة الدنيا وكأنها غمضة عين أو ومضة برق فيا عجبا لهذه الحياة كيف خدع بها الناس وغرهم طول الأمل فيها وهي كما قال الله فيها: (لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ) [الحديد:20] (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ) [الكهف:45].
وفي غفلة من الناس وعلى حين غرة يأتي الأجل وحينها يتنبهون من غفلتهم ليدركوا قيمة أوقات العمر ولكن هيهات فالجواب القرآني جاهز وصارم : ( ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون)
هذه هي الدنيا التي يستغرق فيها كثير من الناس ويضيعون من
أجلها الآخرة لينالوا بعض متاعها ويتمتعوا ببعض ملذاتها وشهواتها هي والله سراب خادع وبريق لامع
فاعلموا رحمكم الله أن الدنيا أيام محدودة وأنفاس معدودة وآجال مضروبة وأعمال محسوبة هي والله قصيرة وإن طالت في عين المخدوعين بزخرفها وحقيرة وإن جلت في قلوب المفتونين بشهواتها. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) [فاطر:5] (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) [غافر:39].
تذكَّروا أنَّ العمر أنفاس مَعدودة وَشِيكة النَّفاد ولحظات معدودة وأنَّ كلَّ امرئ على ما قدَّم قادِم وعلى ما خلَّف نادِم وأنَّ ما مضَى من العمر في طاعةٍ فهو أربَح التِّجارة وما خَلا منها فهو نقْص وخسارة وما مضَى في ضدِّها فهو مصيبة وخِزي ومعارة
روى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم قام وتركها".
سبحان الله عباد الله ألم يأن لأهل الغفلة أن يدركوا حقيقة هذه الدار؟! أما علموا أن حياتها عناء ونعيمها ابتلاء جديدها يبلى وملكها يفنى ودها ينقطع وخيرها ينتزع المتعلقون بها على وجل إما في نعم زائلة أو بلايا نازلة أو منايا قاضية؟!
قال الشاعر:
يسر المرء ما ذهب الليالي
وإن ذهابهن له ذهابا
وقال آخر
إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا
فإنما الربح والخسران في العمل
* ـ وقفة محاسبة:
والأصل فيها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18]. وقوله: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) [الكهف:49].
فبهذه الآيات وأشباهها استدل أرباب البصائر على أن الله تعالى لهم بالمرصاد وأنهم سيناقشون الحساب ويطالبون بمثاقيل الذر من الخطرات واللحظات فتحققوا أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة وصدق المراقبة ومطالبة النفس في أنفاسها وحركاتها ومحاسبتها من خطراتها ولحظاتها.
فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه وحضر عند السؤال جوابه وحسن منقلبه ومآبه ومن ترك لنفسه هواها وسعى لها في تحقيق مناها وتركها من غير مؤاخذة ولا محاسبة فوجئ بغدراته وخطيئاته وكثرة هناته وزلاته دامت حسراته وطالت في عرصات القيامة وقفاته وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته فثقل حسابه وساء مآله ومآبه فاللهم إنا نسألك حساباً يسيراً. فمن أراد أن يخف حسابه غدا بين يدي ربه فليحاسب نفسه في دنياه الآن.
أليس من الخسران أن لياليا
تمر بلا نفع وتحسب من عمري
فانظر أيها الحبيب في صحائف أيامك التي خلت ماذا ادخرت فيها لآخرتك واخل بنفسك وخاطبها: ماذا تكلم هذا اللسان وماذا رأت العين وماذا سمعت هذه الأذن وأين مشت هذه القدم وماذا بطشت هذه اليد وأنت مطلوب منك أن تأخذ بزمام نفسك وأن تحاسبها يقول ميمون بن مهران: “لا يكون العبد تقياً حتى يكون مع نفسه أشد محاسبة من الشريك مع شريكه”.
فهلموا بنا ونحن في نهاية سنتنا نتساءل عن عامنا كيف قضيناه وعن وقتنا فيه كيف أمضيناه وعن مالنا من أين اكتسبناه وفيما أنفقناه وننظر في كتاب أعمالنا لنرى ما فيه سطرناه فإن كان خيراً حمدنا الله وشكرناه وإن كانت الأخرى تبنا إليه واستغفرناه.
نسير إلى الآجال في كل لحظة
وأيامنا تطوي وهن مراحل
ولم أر مثل الموت حقا كأنه
إذا ما تخطته الأماني باطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبا
فكيف به والشيب للرأس شاعل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى
فعمرك أيام وهن قلائل
كذلك وقفة توبة واستغفار.
اعلموا أيها الأحبة أن من ثوابت هذا الدين أن الأعمال بالخواتيم كما ثبت في أحاديث المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم: "وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"
فيا من تمرّ عليه السنة بعد السنة وهو غارق في نوم الغفلة والسِنة يا من يأتي عليه العام بعد العام وقد لج في بحر الخطايا والأوهام قل لي بربك لأي يوم أخرت توبتك؟! متى يا أخي ستفيق؟ وحتام تستبين الطريق
ومن أصول الشرع استحباب الاستغفار وكثرة ذكر العزيز الغفار في أعقاب الطاعات والقربات. قال تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) [البقرة:198]
(فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) [البقرة:200]. (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) [النساء:103].فاختتموا بالاستغفار والتوبة عامكم
أيها المسلمون: إن الليالي والأيام خزائن للأعمال ومراحل للأعمار تبلي الجديد وتقرب الب
عيد أيام تمر وأعوام تتكرر وقد أقسم سبحانه بهذا الزمن الذي منحه للخلق أن الإنسان لفي خسر إلا من اتصف بأربعة: الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر يقول تبارك وتعالى: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
هذه السورة العظيمة يقول عنها الإمام الشافعي: لو لم ينزل سورة إلا هذه لكفتهم.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفره إنه هو الغفور الرحيم
تابع قراءة
الخطبـــة الثانيـــة في أسفل الصفحة على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية