ملخص درس الفلسفة الإسلامية
السنة ثانية ثانوي شعبة الآداب والفلسفة
المشكلة الثانية: تاريخ الفلسفة الإسلامية:
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... ملخص درس الفلسفة الإسلامية السنة ثانية ثانوي شعبة الآداب والفلسفة المشكلة الثانية: تاريخ الفلسفة الإسلامية
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
ملخص درس الفلسفة الإسلامية السنة ثانية ثانوي شعبة الآداب والفلسفة المشكلة الثانية: تاريخ الفلسفة الإسلامية
مقدمة: ( طرح المشكلة):
إذا كان الفكر الإسلامي قائما على الإيمان بعقيدة التوحيد، فهل استطاع هذا الفكر إنتاج فلسفة قائمة على العقل؟ وهل استطاع الفكر الفلسفي الإسلامي أن يحقق التقارب و التوفيق بين العقل والإيمان؟
I. الفلسفة الإسلامية التسمية و النشأة:
أولا: مصطلح الفلسفة الإسلامية: يوحي بوجود ارتباط بين الفلسفة و الدين الإسلامي، والفلسفة الإسلامية تعني التأمل الفلسفي في الخلق، وفي صفات الله عز و جل، والتأمل في الوجود و الحياة و في مصير الإنسان و حريته و نفسه و أخلاقه... كما تهتم الفلسفة الإسلامية بدراسة العلاقة التي تربط الوحي بالعقل.
ثانيا: عوامل نشأة الفلسفة الإسلامية:
1) عوامل داخلية:
أ) الدين: اهتم العلماء المسلمون بالتأمل في آيات القرآن الكريم، من أجل شرحها و فهمها و تأويلها، كما اهتموا بأحاديث الرسول – صلى الله عليه و سلم – و التأمل فيها و مقارنتها ببعضها البعض من أجل فهمها، كما كان للثقافة الإسلامية بصفة عامة دورا كبيرا في إثراء الفكر الإسلامي بصورة عامة و الفلسفة بصورة خاصة.
ب) اللغة العربية: لا يمكن للفلسفة الإسلامية أن ترقى إلا إذا كانت لها وسيلة للاتصال، وهذا هو الدور الذي لعبته اللغة العربية، التي تتميز بقوة و دقة و ثراء ألفاظها، كما أن نزول القرآن العظيم بالغة العربية زاد من قيمتها.
2) عوامل خارجية: من خلال احتكاك المسلمين بغيرهم من الأجناس و الثقافات المختلفة، انبهر الباحثون و العلماء بالتراث اليوناني، وتأثروا به تقليدا وترجمة (خاصة ترجمة مؤلفات " أفلاطون، أرسطو"، فمثلا: قلد الفارابي في كتابه " المدينة الفاضلة"، مؤلف أفلاطون " الجمهورية" الذي تحدث فيه عن " المدينة المثالية"، و ترجمت الكثير من الكتب : الأخلاق، السياسة، ... و أهم المترجمين: الكندي، الفارابي، ابن سينا، ابن طفيل، ابن باجة،...، خاصة ابن رشد، الذي يلقب بالشارح الكبير.
ويمكن تقسيم مباحث الفلسفة الإسلامية إلى ثلاثة مباحث وهي:
- فلاسفة الإسلام: (وقد اهتموا بالفلسفة تقليدا و ترجمة) - علم الكلام -علم التصوف
ثالثا: علم الكلام: عرفه ابن خلدون بقوله "هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية، و الرد على الخصوم المنحرفين في الاعتقاد عن مذاهب السلف و أهل السنة".
من خلال التعريف نستنتج ما يلي:
1) أسباب ظهور علم الكلام: من خلال اتصال المسلمين بأهل الديانات الأخرى الذين كانوا على قدر كبير من الثقافة، و الذين أثاروا عدة قضايا و إشكاليات، تثير الجدل، مما دفع بالمسلمين الدفاع عن عقيدة التوحيد، بالأدلة العقلية.
2) أهم المسائل التي يهتم بها علم الكلام:
- ما هي الأدلة العقلية على وجود الله سبحانه وتعالى، و على وحدانيته؟
- هل وظيفة ولاية المسلمين دينية أم دنيوية؟
- ما هو حكم مرتكب الكبيرة؟
- كيف تفهم الآيات المتشابهات؟
- هل الإنسان مسير أم مخير؟
3) منهج المتكلمين: هو النظر العقلي الجدلي، وتختلف وجهات نظر علماء الكلام في استخدام العقل حسب وجهاتهم المذهبية ، و هم عدة فرق، أهمها:
أولاً: جماعة الخوارج: نشأت عام (657 م) وعرف عنها العداء الشديد لعثمان بن عفان في أواخر سنوات حكمه؛ ورفضوا التحكيم بين علي ومعاوية، بعد معركة صفين ، وكانوا من أتباع علي ، وطالبوه بقتال معاوية، وعندما رفض طلبهم خرجوا عن صفه. لخَص الخوارج موقفهم من نظام الحكم بأن " السلطة العليا للدولة هي الإمامة والخلافة " وقرروا أن المسلم الذي تتوفر فيه شروط الإمامة له الحق أن يتولاها بصرف النظر عن نسبه وجنسه ولونه ، ( ليس شرطاً عندهم النسب القرشي أو العربي لمن يتولى منصب الإمام). وأجمعوا على أن الثورة تكون واجبة ضد أئمة الفسق والجور إذا بلغ عدد المنكرين على أئمة الجور أربعين رجلاً فأكثر. بالنسبة للخلافة عندهم فإن الوسيلة لتنصيب الإمام هي الاختيار والبيعة، وهنا يتضح موقفهم المعادي لفكر الشيعة القائل: إن الإمامة شأن من شؤون السماء. فالإمامة عند الخوارج من الفروع وليس من أصول الدين، ولذلك قالوا أن مصدر الإمامة هو الرأي وليس الكتاب أو السنة، قاتلوا علياً وكانوا أشداء في قتالهم للأمويين (معاوية) من بعده.
انقسم الخوارج إلى عدة جماعات هي : الأزارقة _ النجدات _ الصفرية _ الإباضية. وهذه الأخيرة لا تزال إلى يومنا هذا في عُمان ومسقط وشرق أفريقيا وأجزاء من المغرب العربي وهم أقرب إلى السنة.
ثانياً: جماعة المرجئة: وهي من الإرجاء، بمعنى التأجيل، وهذا المصطلح قد عنى في الفكر الإسلامي، الفصل بين الإيمان باعتباره تصديقاً قلبياً ويقينياً داخلياً غير منظور؛ وبين العمل باعتباره نشاطاً وممارسة ظاهرية قد تترجم أو لا تترجم عما بالقلب من إيمان، وخلاصة قولهم أن الإيمان هو المعرفة بالله ورسله وما جاء من عنده، وما عدا ذلك ليس من الإيمان، ولا يضر هذا الإيمان ما يعلن صاحبه حتى لو أعلن الكفر وعبد الأوثان؛ فما دام العمل لا يترجم بالضرورة عن مكنون العقيدة فلا سبيل إذاً للحكم على المعتقدات، وما علينا إلا أن نرجئ الحكم على الإيمان إلى يوم الحساب، وتلك هي مهمة الخالق وحده وليست مهمة أحد المخلوقين في الحياة الدنيا.
ثالثاً:المعتزلة: جذورهم تعود إلى تيار أهل العدل والتوحيد الذي كان من أبرز قادته الحسن البصري المعروف بعدائه للنظام الأموي، وعارضها بإظهار موقف الإسلام المنحاز إلى حرية الإنسان واختياره وقدرته، ومن ثم مسؤوليته عن أفعاله، ثم جاء " واصل بن عطاء " تلميذ الحسن البصري الذي حدد الأصول الفكرية الخمسة للمعتزلة وهي: ( العدل / التوحيد/ الوعد والوعيد/المنزلة بين المنزلتين/ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). وكانوا ضد الأشعري وضد أحمد بن حنبل، مثل المعتزلة تياراً عقلياً في الفكر العربي الإسلامي تميز بالنظرة الفلسفية لأمور الدين والدنيا حتى قبل حركة الترجمة عن اليونان، وكان طبيعياً أن يقدموا العقل في أمور الدنيا كما قدموه في أمور الدين وجعلوه حاكماً، كان العصر الذهبي للمعتزلة هو عصر المأمون من ( 813 م. / 833 م. ) والمعتصم (833م./ 842 م. ) والواثق ( 842 م. / 847 م. ) وبموت هذا الأخير انتهى عصر المعتزلة وحصل الانقلاب ضدهم وضد نزعتهم العقلانية على يد المتوكل ( 847 م. / 861 م. ) حيث اقتلعوا من مناصبهم وأبعدوا عن التأثير الفكري وزج بالكثير من أعلامهم في السجون، وأبيدت آرائهم.
رابعاً:الشيعة : وهي تعني لغوياً الأنصار أو الأعوان، أو الأتباع ، أما في إطار الفكر الإسلامي فقد غلب هذا المصطلح "الشيعة " على الذين شايعواً وناصروا عليا بن أبي طالب (600 م. / 661 م.) والأئمة من بنيه. وأهم ما يميز الشيعة ، نظرية " النص والوصية " أي النص على أن الإمام بعد الرسول هو علي بن أبي طالب، الوصية من الرسول _ بأمر الله _ لعلي بالإمامة ، وكذلك تسلسل النص والوصية بالإمامة للأئمة من بني علي ، والشيعة تنقسم إلى عدة تيارات ، أهمها هي : أ) الإمامية الإثني عشرية. ب) الزيدية. ج) الإسماعيلية.
خامسا: الأشاعرة: تنسب إلى أبي الحسن الأشعري، تقول بأولوية الوحي على العقل،و هي تتخذ موقفا وسطا بين المعتزلة و الجهمية، في مختلف القضايا ، كالحرية، المسؤولية،...
سادسا: الجهمية: نسبة إلى جهم بن صفوان، وهي تخالف المعتزلة في كل القضايا ، خاصة في مشكلة الحرية، فالمعتزلة تقول بالحرية المطلقة، أما الجهمية، فإنها تخالفها و تقول بالجبر، أي أن الإنسان مجبر و مقيد.
II. ماذا عن خصوصيات القضايا الفكرية التي يثيرها المفكرون الإسلاميون؟
أولا: قضية التوفيق بين الدين والفلسفة:
1) قضية التوفيق بين الدين و الفلسفة من حيث المحتوى:
أ) الدعوة إلى استخدام العقل في الدين الإسلامي: ليس في القرآن أو الحديث النبوي الشريف فلسفة جاهزة، بل توجيهات تدعوا إلى التفكير و التدبر من خلال استخدام العقل، حيث ذكر "العقل" في القرآن الكريم(49 مرة)، وذكر مصطلح "حكمة"(19 مرة)، و ذكر مصطلح " اللب" (16 مرة).
ب) فالعقل استخدم في القضايا الخلافية، فيما يسمى بـ: الاجتهاد، و القياس...
2) قضية التوفيق بين الدين و الفلسفة من حيث المبادئ:
أ) التأمل في مبدأ عقيدة التوحيد: من خلال ممارسة التأويل كضرورة اجتهادية، وقد ظهر التأويل عند أربع فئات هم:( الفقهاء/علماء الكلام/الفلاسفة/رجال الصوفية).
- التأويل: هو إخراج اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية دون الإخلال بالمعنى، أما ما يجب تأويله، و ما لا يجب فيرجع إلى الإجماع.
ب) التأمل في الغيبيات : فقد طرح الفلاسفة قضية الوجود الإلهي كما يلي:
- الكندي: البحث في الوجود الإلهي من خلال الموجودات التي تدل على الله عز و جل.
- الفارابي: من خلال البحث في الذات الإلهية.
- بعض علماء الكلام: البحث في مخلوقات الله و أفعاله.
ثانيا:التكامل بين الدين و التفكير الفلسفي:
1) التكامل من حيث الغاية:
أ) بين عقلنة الدين و ديننة العقل:
* عقلنة الدين: " التصور العقلاني للدين" يرى إخوان الصفا و خلان الوفاء أن غرض الأنبياء و الحكماء واحد.
* ديننة العقل : " النزعة التصوفية" تتجه اتجاها معاكسا لـ :عقلنة الدين". و تقول بأسبقية الدين عن العقل.
وهذا الاختلاف نجده في تعارض موقف المعتزلة ( عقلة الدين)، و موقف الأشاعرة (ديننة العقل)
ب) إمكانية التقريب بين الدين و الفلسفة للوصول إلى الحقيقة: (في الكتاب المدرسي،ص.140)
من خلال قصة حي بن يقظان لابن طفيل)، نستنتج من هذه القصة وجود تكامل بين الدين و الفلسفة ، فالله عز وجل أنزل الوحي على الإنسان و انعم عليه بنعم كثيرة أهمها العقل.
2) التكامل من حيث المنهج:
أ) رسم الحدود بينهما و تعيين سبل التكامل:
إن الفلسفة تعالج أمورا لا تتعرض لها الشريعة، و الشريعة تعالج أمورا لا تتطرق لها الفلسفة، و الانسجام يظهر فيما هو متفق فيه بينهما. و عندما يعجز العقل تأتي الشريعة لتتمه، و عندما نزل الوحي، جاء العقل لينظر فيه و يتدبر، وأهم من بين هذا الاتصال بين الشريعة و الفلسفة ابن رشد في كتابه : " فصل المقال فيما بين الحكمة و الشريعة من اتصال".
ب) جدلية تحصين العقل بالإيمان و تعميق الإيمان بالعقل: إن الاعتقاد الصحيح بالدين مؤسس على قناعة و نظر عقلي، و من جهة أخرى فإن العقل دون دين غير محصن من الكفر.
خاتمة:( حل المشكلة):
إن الفكر الفلسفي الإسلامي ليس منعزلا عن الثقافات العالمية الأخرى، ومنها اليونانية، و لكنه فكر أصيل و متميز، في إطار الشريعة الإسلامية من خلال اللغة العربية.