فلسفة الدين عند هيجل
محاضرات في فلسفة الدين - 4 -
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... فلسفة الدين عند هيجل
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
" فلسفة الدين عند هيجل "
- كان هيجل أول من أطلق مصطلح "فلسفة الدين" كعنوان صريح ومباشر لكتاب في هذا المجال ، وقد نشأت أفكاره في هذا الإطار كرد فعل على نماذج الفكر الديني في عصره. فقد رأى هيجل أن الدين هو مايميز الإنسان عن الحيوان ، لأن الدين قائم على الشعور ، و الشعور لا يوجد إلا لدى الإنسان. الدين مركز الحياة الشعورية لأنه إحساس بالله. ويقصد هيجل من وضع الدين كظاهرة شعورية ؛ معارضة نماذج الفكر الديني التي كانت سائدة في عصره والتي رأت أن معرفة الله مستحيلة.
- لذلك كان الهدف من فلسفة الدين لدى هيجل هو حل التعارض الذي وضعه فلاسفة التنوير بين الدين و الفلسفة ، وإلى بيان أن الدين ينتهي حتماً إلى الفلسفة ، وأن الفلسفة تؤدي بالضرورة إلى الدين ، فكلاهما حاجة شعورية ، وكلاهما متحد في الموضوع ( أي الله ). ويحاول هيجل إثبات ذلك على طريق اللاهوت الطبيعي القديم الذي بدأ من العالم للوصول إلى الله ، أو بتعبير هيجل : الذي يبدأ من الوجود للوصول إلى المعرفة المطلقة عن طريق العقل المحض ، بخلاف الدين الموحى به أو الدين الوضعي الذي يقوم على السلطة ( سلطة الكنيسة أو سلطة الكتاب المقدس ) أو على النبوة. وفي نفس الوقت يرفض هيجل اللاهوت العقلي الذي يتخذ الله موضوعاً له ، لأن هذا اللاهوت بنظر هيجل لم يتجاوز حدود الذهن ، ولم يصل إلى مستوى العقل ، فالله في هذا اللاهوت تصور ذهني خالص وليس روحاً أو وجوداً أو ذاتية.
- إن أهم مايميز فلسفة الدين عند هيجل هو أنه جعل العقل مبرِّراً للإيمان ، فأخضع الدين للعقل ، ومن ثم جعل تطور الدين موازياً لتطور العقل ، وبالتالي فهو قضى على كل الاتجاهات الإشراقية الصوفية التي لا يستطيع العقل النفاذ إليها. وخلاصة الأمر أن الدين عند هيجل هو أحد تجليات الروح المطلق ، وموضوعه لا يختلف عن موضوع الفلسفة ، أي أن الدين تحوَّل عنده من نصوص مقدسة إلى فكر إنساني كالفكر الفلسفي ، يقبل الأخذ و الرد ، لا يقوم بمفرده بل يكون جزء من حضارة ، بحيث يكون مرتبطاً بكل مظاهرها من فن وفكر وسياسة و غيرها.
_________________
فلسفة الدين ، غيضان السيد علي ، المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ، بيروت ، 2019.
#محاضرات_في_فلسفة_الدين
#أنصار_الفلسفة
