0 تصويتات
في تصنيف المنهج السوري الجديد بواسطة (628ألف نقاط)

مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص شعري قصيدة من خطاب إحياء النموذج: بعد البين               

صفحة في رحاب اللغة العربية

                    مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص شعري

   قصيدة من خطاب "إحياء النموذج": بعد البين               

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص شعري قصيدة من خطاب "إحياء النموذج": بعد البين               

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

       مهارة كتابة إنشاء أدبي حول نص شعري قصيدة من خطاب إحياء النموذج: بعد البين                                                                         معروف الرصافي / شاعر الحرية (1945/1875)

1/ تأطير : وضع النص ضمن سياقه الثقافي والأدبي:

       يشكل إحياء النموذج أول حركة تولت النهوض بالشعر العربي ، بعد حقبة غرقه الطويلة في مستنقع التزويق والتنميق مبنى والابتذال والسماجة معنى، بسبب ضعف البنية الاجتماعية والفكرية الناجم عن سطوة الغزو المغولي (1258) و العثماني (1516) والنابليوني (1798) ثم حركية الاستعمار الغربي لأغلب الأقطار ( الجزائر 1830/ تونس 1881/ مصر 1882 / المغرب 1912..) وفرض سياسات التخريب و التتريك والتجهيل والقضاء على ملامح الهوية الحضارية. لكن منذ أواخر القرن التاسع عشر، بدأ العالم العربي يعرف صحوة واسعة بظهور إشراقات المثاقفة والترجمة و الصحافة والطباعة والتعليم، ونهضة جديدة ببروز تيارات مشبعة بوعي وطني و قومي ، تدعو إلى التحرر من ربقة الاحتلال و الجمود ، والحفاظ على الخصوصية عبر الشروع في فعل الإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي ، حيث نبع " الإنبعاث " اتجاها موازيا في الأدب رفع شعار الرجوع إلى التراث الشعري القديم - منطلقا من مبدإ الأصالة - و تقليد فحوله (عنترة / حسان / الأخطل / ابن زيدون…) ومحاكاة أغراضهم وتمثل طرائقهم ( بنود عمود الشعر ) واستثمارها لرصد قضايا الوطن والأمة و عكس آمالهما و آلامهما، على يد جيل محمود سامي البارودي وأحمد شوقي و مهدي الجواهري و صدقي الزهاوي وعلال الفاسي ومحمد الحلوي و محمد بن إبراهيم... إضافة إلى " معروف الرصافي" ،وهو شاعر عراقي كبير ممن ضنت بمثلهم الأعصار وطنت بذكرهم الأمصار، واسع الأفق تزعم مشروع تمجيد الموروث و قيمه الصافية، بوجدانه المفعم بعظمة العرب في عصورهم الذهبية ، أثمر سفره " ديوان معروف الرصافي" منه أخذت مقطوعته " بعد البين ".فما موضوعها ؟ وكيف تم تشخيصه فنيا ؟ وهل جسدت النفحة الأصيلة ؟.

2/ ملاحظة النص: صياغة فرضيته القرائية :

       يقول أمين الريحاني :"إذا لم يكن معروف بدوي المولد ، فهو بدوي الإرث"¹؛ إذ يبدو - من اللمحة الأولى - تمسكه بمبادئ نظم القريض - منذ العصر الجاهلي - شكلا بالتزام نظام الشطرين المتناظرين ( الصدر و العجز ) ووحدة الوزن ( أحد البحور الخليلية الستة عشر ) و القافية ( مطلقة ) و الروي ( عينية ) و المطلع المصرع ( مضاعا - تباعا )، و مضمونا باتخاذ " البين" - في العنوان - تيمة شكلت قديما فرعا من حكاية النسيب والتشبيب ، تعددت مفرداتها : الفراق ، النأي ، النوى ، النزوح ، الشط ، الشحط ، الرحيل ، الظعن ، الصريمة ، الهجر….، وهو ما يجعلنا نتوقع استعراض الناظم لحدث اجتماعي ونفسي وحركة في الزمن والفضاء في قالب شعري درامي و منتج غنائي سردي متحفزون لمعرفة هوية أطرافه وتفاصيل وقائعه عبر القراءة المتأنية.

3/ فهم النص : تلخيص مضامينه و تكثيف معانيه : 

         يكشف الرصافي لوعة اشتياقه للوطن والأهل وذكرياته فيه ، معبرا عن شعوره بالفقد والاغتراب ، في بناء متراص من ثلاثة مفاصل " تستعطف أسماع الحضور و تستميلهم إلى الإصغاء "².فقد استهل بمقدمة (1-2) فيها " ذكر الرحيل والانتقال وتوقع البين والإشفاق منه "³ - على عادة القدامى - والإعلان عن مغادرته العراق مكرها - نحو دمشق و سوريا - لتتابع مصائبه (الفقر والهوان والظلم )، وهو الباحث عن المجد وفرص الحياة العليا، متزودا بالحب الذي لولاه ما وجد أليف يحن إلى أليفه . ثم انتقل إلى التخلص (3-10) وخصه للشكوى من شدة الوجد وألم الفراق، مودعا أصحابه - من منطقة الكرخ - في أجواء طافحة بمشاعر الخوف والحيرة والمرض والانهيار أمام واحدة من دواهي الدنيا لو سالت الأرواح بها فضلا عن الدموع كان قليلا.لينهي بخاتمة (11-14) هدأ فيها أوار الحنين دون أن ينطفئ ؛ لأنه لا يفتأ يذكر منشأه ويرنو إلى لقاء قومه من ساكني الرصافة، داعيا الله أن يحفظهم من كل أذى، في جوف ليل يطويه أرقا بصبر نافذ ، ولهفة جارفة تزداد كل حين. ومعنى هذا أن الشاعر بدا محافظا باستدعاء موضوع البين وتعديد مواقفه ، ومجددا حينما ربطه بالبعد عن الوطن لا بهجران المحبوبة أو بالنأي عن ديار القبيلة لحرب أو جفاف، وفي ذلك ترسيخ لغرض " الشعر الوطني" الذي تحول فيه الوطن في الغربة إلى تاريخ يرتبط بالذاكرة الفردية والجمعية ، ويمتزج بالمشاعر الصادقة الروحية المتأججة بالوفاء، رغم ما قد يكون منه وفيه - أي الوطن - من عوز وضيم وجور ومطاردة ، ألم يقل الشريف قتادة أبوعزيز ؟! :

                                        بلادي وإن جارت علي عزيزة 

                                                                  وأهلي وإن ضنوا علي كرام

يتبع في الأسفل 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
4/ تحليل النص : تتبع مستوياته و رصد خصائصه الفنية :

  أ/ المعجم :

      وبما أن الشعر هو "فن اللغة"⁴- حسب فاليري - فقد أظهر شاعرنا قدرة في تطويع مفرداتها للتعبير عما يجيش في صدره وما يجول في خلده وهو يعيش تجربة عميقة (الرحيل) أثمرت قصيدة باكية ، من حقلين دلاليين :

*الفراق : طوحتني ، بارحت ، حقائبي ، البراح ، البين ، أودع ….

*الأسى : الخطوب ، كربت ، شعاعا ، ضقت ، الطرف مرسل…

بينهما علاقة تلازم وسببية ، قائمة على تصوير لحظات شعرية كئيبة ناجمة عن تجرعه ألم الفقد والشوق فليس " كالاغتراب شيء يزيد من حنين الإنسان إلى وطنه وتعلقه به " ⁵. والمتأمل يجد النفس الكلاسيكي شاخصا بوضوح ، فأصول لغة النص نابعة من الموروث الأدبي الزاهر و القواميس السلفية المشرقة ، تمتاز بالفخامة و الجزالة والفصاحة والابتعاد عن الابتذال و اللحن والعجمة والغرابة و التقعر و الوحشية و العامية السخيفة ، مما يدل على صفاء سليقة الرصافي اللغوية وتأثره برموز گأبي تمام والمتنبي وابن الرومي وخاصة البحتري في " مزية السهولة ونمنمة الديباجة و متانة اللغة ورصانة الأسلوب"⁶.

 ب/ الإيقاع :

      كما ظل الإطار الإيقاعي بدوره ملتزما بخط الموروث الجمالي ، فقد عمدت الذات الشاعرة إلى توقيع موسيقي ساعد على الانفعال والتأثير ، أساسه بحر العمق " الطويل " و تفعيلاته المركبة المختلفة (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن × 2) التي أضفت الجلالة و الأبهة على الألفاظ و منحتها التطريب بنغماتها الهادئة وسمحت بنفسها المديد بالإفاضة في توضيح صور الرحيل و قلق الحنين إلى موطن الصبا ( كثافة زحاف القبض وعلة الحذف ). و قوامه قافية جميلة رشيقة آسرة تبقي المستمع يقظا على تماس مع الأبيات ، وردت مطلقة متواترة (/0/0) مردفة و موصولة بألف الإطلاق ( باعا - تاعا-....) الدال على الدهشة و الصراخ من الأعماق بقصد التفريج ، رويها " العين" وهو حرف حلقي مجهور له ارتباط قوي بقصائد الخوف و البكاء ، يشوبه نوع من التنفيس عن الألم الجاثم والضيق الخفي. ثم أسه مطلع انتقى الرصافي كلماته من السهل الأنيق ولونه ب" التصريع " ( مضاعا / تباعا ) كعامل جذب تستأنس به نفس المتلقي وسمعه بلحنه المتناسق و ترانيمه المتساوقة، التي تدعمت أكثر باستثمار إمكانات التوازي الظاهرة في انتظام متواليات تركيبية و اتساقها كليا ( هبطت وهادا / علوت يفاعا ) أو جزئيا (أما الصبر عنهم فقد عصى / أما اشتياقي نحوهم فأطاعا )،وتناغم الألفاظ صرفيا ( صداعا - شجاعا / شراعا - نزاعا - صراعا / الخطوب - الهموم /….)، بقصد تأكيد دلالة الاغتراب ورسم ملامح عقدة نفسية صعبة ، شكل التكرار ملمحا آخر لترسيخها وجعل مسافتها تمتد إلى ما لا نهاية ، حيث تواترت الأصوات الانفجارية مثل الباء ( البلاد / الخطوب / …) والقاف ( وقفة / مطرقا / ….) والتاء ( غداة / ملأت / ….) لتنم عن معاني الوجد و الشوق و الشكوى و التوجع ، كما ترددت عدة كلمات تطابقا ( البين، الكرخ، أودع، رأسي، الفراق، الهجوم )أو اشتقاقا (طوحتني - طوائح / بارحت - البراح / وقفت - وقفة / تصارعني - صراعا ) زاد من وقعها وتأثيرها الشاعري.

   ج/ الصورة :

       ومثلت الصورة وسيلة الرصافي الأثيرة للإعراب عن انفعالاته إزاء البين الذي عده الحكماء " صنو الموت " ، وقد شكلها بتقنيات بلاغية على نحو تشبيه نفسه والهموم محيطة به تورثه الغم والحيرة ، بسفينة هاجمتها الرياح و الأمواج العاتية في بحر هائج ، فأوشكت ألواحها تتناثر ( ب 9/10). وهذا تشبيه تمثيلي منح قدرة على استيعاب تفاصيل الحالة و ترجمتها بدقة ووضوح (الإصابة في الوصف).ثم تكثيف الاستعارة في ( ب 7/12/14) حيث منح للبين وصف البيع والشراء، وللهموم فعل المصارعة و الابتلاء ، وللصبر خلق العصيان و الامتناع ، وللاشتياق سلوك الطاعة و الامتثال ، وهي استعارات مكنية تجسيمية و تشخيصية تقرب هول المعاناة و شدة الأرق وحجم الحنين من ذهن المتلقي وتكسب استمالته ، عبر رصد دقيق لمشهد " تفتضح فيه عزيمة كل ماضي العزائم و تذهب قوة كل ذي بصيرة ، وتسكب كل عين جمود ويظهر مكنون الجوى "⁷، كل ذلك في قالب حسي بسيط يستمد مادته من البيئة ( البلاد ، أرض ، حقائب ، الكرخ ، الجانب الشرقي ، سفينة ، الرصافة ، الريح ، شراع ، البحر ، ألواح ، مضجع ، وهاد ، يفاع ..) ونزعة بيانية جلية كان للتراث أثر قوي في رسمها ، فمعروف وهو ينقل لوحة الوداع و دموعها الغزيرة ( ب 5 ) يذكرنا بقول عمر بن أبي ربيعة :

                                      تكاد غداة البين تنطق عينه

                                                               بعبرته لو كانت العين تنطق

وهو في إعلان خوفه من النزوح حد الجبن ( ب7-8 ) أشبه بالأعشى الذي رغم صلافته وقوة بأسه أنشد :

                                     ودع هريرة إن الركب مرتحل

                                                              وهل تطيق وداعا أيها الرجل ؟

أما تأكيده حلول الوطن و الأحباب في حنايا القلب والذاكرة و البصيرة رغم البعد و التواري عن البصر ( ب 11) ، فهذا معنى سبقه إليه رائد الغزل العذري جميل بن معمر (جميل بثينة ):

                                       لعمرك لولا الذكر لانقطع الهوى

                                                               ولولا الهوى ما حن للبين آلف

وبذلك أسهمت الصورة في التأثير في عقل و قلب المخاطب ، وأضفت على النص - بالأساس - شفافية و رونقا وسحرا .

 د/ الأسلوب :

       ووشى الرصافي أسلوبه بجناس ناقص " غير متكلف تم به المعنى "⁸ وأحدث جرسا موسيقيا ناشئا عن تماثل وحداته بشكل محرف ( شُعاعا - شَعاعا ) و مطرف ( أرواح - ألواح )، وطباق إيجاب أتى عفو الخاطر ( شرى # باع / جبان # شجاع / عصى # أطاع ) و مقابلة ثنائية طريفة ( هبطت وهادا # علوت يفاعا ) ، أسهما معا في إظهار البؤس و الإضطراب ، وجعلا النص أكثر جمالا وايحاء وأعمق بعدا وأثرا و أشد أصالة ودلالة على قدرة الشاعر - بالجمع بين متضادين - على نقل صورة واقعية لغربته و إبراز الشوق الذي يلتهب في ذاته . كما كثف من توظيف الجمل الفعلية في الماضي (طوحت ، جاءت ، بارحت ، وقفت … ) للإشارة إلى ثبات محنته و كابوسه ، والمضارع ( أودع ، أبيت ، أدعم….) لتأكيد استمراريتهما . وغلب الصيغ الخبرية ؛ لأنها الأقرب إلى وصف وضعه والالمام به بطابعها التقريري ( لقد طوحتني ../ وقد ضقت.../ وإني جبان.../ كأني و قد جد.../ وقد أوشكت…) الذي أتاح ترسيخ حقائق مأساته و حمل القارئ على تقاسم أوجاعه بنبرة خطابية ظهرت مع النداء المرخم ( يا أميم ) للفت الانتباه وطلب عطف و إشفاق مشارك وجداني متخيل ، والتعجب ( ما أقوى الهجوم ! ) لإعلان الضعف ، والدعاء ( رعى الله قوما بالرصافة ) لتخفيف التوتر وتثبيت حب الأهل والوله بهم .
0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
5/ تركيب و تقويم : صياغة خلاصة تركيبية :

       إجمالا، إن "بعد البين" تعبير صريح عن أجواء موقف الظعن ولحظاته العصيبة، وما تثيره من لواعج الهوى ومكامن الشوق، وتجسيد حقيقي لمشروع ابداعي قدس التراث واستلهمه ؛ كتعويض نفسي عن الواقع المتردي، فهو الحلة الزاهية و الأمل الوحيد لتحسين صورة الحاضر المفعم بالمرارة و المعاناة و الضعف، ثم لتأكيد الهوية والانتماء. إنه " النموذج الأعلى والأصل الذي يقاس عليه الشعر"⁹ صداه جلي لدى الرصافي موضوعا ( الرحيل ) وبناء ( ترابط الأبيات وحسن ترتيبها ) ولغة ( الجزالة والقوة ) وإيقاعا ( تخير لذيذ الوزن ) وصورة ( المشابهة و الحسية ) ،أي أن شاعر الحرية نهج طريقة الأقدمين وبنودهم، فاستحضر أغراضهم الشعرية الأصيلة وهيكلهم العمودي الشامخ و صياغتهم اللفظية الرصينة وقوالبهم الموسيقية العذبة و نزعتهم البيانية المتألقة ، مما مكنه من إقامة دولة للقريض في القرن العشرين وتخليد اسمه بين الشعراء الأفذاذ، فسارت قصائده مسير الأمثال في الأقطار العربية و سحرت أجيالا من شداة الأدب لمتانة صياغتها و نبل معانيها ( البعد الاصلاحي و الوطني ).

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...