مقالة بطريقة جدلية ملخصة لتلاميذ شعبة أداب وفلسفة حول سلبيات وإيجابيات العادة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
مقالة بطريقة جدلية ملخصة لتلاميذ شعبة أداب وفلسفة حول سلبيات وإيجابيات العادة
بالتوفيق والنجاح في شهادة البكالوريا
نص السؤال : هل العادة سلوك سلبي أم ايجابي ؟
الطريقة : جدلية
طرح المشكلة :
يعد السلوك من الناحية النفسية ومن وجهة نظر علماء النفس استجابة تكيفية تهدف إلى تفاعل الإنسان مع محيطه الخارجي , والحقيقة أنه يمكن التمييز بين سلوكات فطرية غريزية ثابتة وأخرى مستحدثة نتيجة تفاعل الإنسان مع بيئته الطبيعية أو الاجتماعية ، وإذا علمنا أن العادة نوع من أنواع هذا السلوك فهي تلك القدرة المكتسبة التي تمكن الإنسان من أداء أعماله بشكل آلي وتتم على مستوى الجسم والنفس وكذلك العقل وتكون عن طريق التعلم والتكرار ، لكن ما أثار الجدل بين الفلاسفة هو مسألة تأثيرها على السلوك ، فهناك من أكد على الأثر الإيجابي للعادة ، وهناك من اعتبر أن لها آثار سلبية فقط وبالتالي فالإشكال المطروح : هل للعادة آثار إيجابية أم سلبية ؟ بعبارة أخرى ما هو الأثر الذي تتركه العادة ؟ هل هو سلوك ايجابي يؤدي إلى الانسجام والتكيف أم هو سلوك سلبي يؤدي إلى الانحراف ؟
محاولة حل المشكلة
عرض منطق الأطروحة : يرى أنصار هذا الرأي أن للعادة آثارا إيجابية إذا كانت فعالة خاضعة للإرادة والوعي ، فهي تعمل على تحرير الانتباه وتسمح بتعلم خبرات جديدة وتوسع أفقنا المعرفي وتوفر الوقت والجهد وتساعد على أداء العمل بدقة وإتقان كما أنها تعطي مرونة للجسم والفكر ، وقد ذهب أرسطو إلى كون أن العادة (( طبيعة ثانية )) إذ أنها تسهل على الإنسان حياته أكثر فيستطيع أن يتأقلم ويتفاعل بشكل أسهل مع محيطه ومجتمعه ، وهي بمثابة دعامة أساسية للتضامن الاجتماعي ، فلولا العادة لما تمكن الإنسان من التكيف مع تقاليد وضوابط مجتمعه ،فالعادات الاجتماعية كما يؤكد ليفي برويل ودوركايم على أنها العامل الفعال في حفظ النظام الاجتماعي فجميع القيم هي عادات أخلاقية كما أن العادة لها ضرورة أخلاقية فالكثير من الفضائل التي نمدح من اجلها ماهي عادات تعودناها كضبط النفس وكظم الغيظ وحب الخير والكرم والتضامن. . . لذلك يقول آلان : (( العادة تمنح الجسم الرشاقة والسهولة)) .
النقد : في الحقيقة لا يمكن أن ننكر الآثار الإيجابية للعادة ، لكن هذا لا يمنع من وجود آثار سلبية لها ، فهذا الموقف ركز على إيجابيات العادة وتغاضى عن سلبياتها .فكثيرا ما تكون عاداتنا نقمة على حياتنا فقد تكون لها أخطار جسيمة على الفرد والمجتمع .
عرض نقيض الأطروحة : يرى أنصار هذا الرأي أن للعادة آثارا سلبية وهذا في حالة ما إذا كانت عادة منفعلة تستبد بالإرادة والوعي ، ومن سلبياتها أنها تعيق التفكير والابتكار والإبداع وهذا إذا ما تعود الفرد نمطا من الأفكار واعتقد بصحتها ، كما أنها تقضي على روح النقد وتسلمنا إلى المألوف ، بالإضافة إلى أنها تبلد الشعور وتؤدي إلى التصلب فإذا ما تعود الجسم على حركات معينة صعب عليه الإتيان بحركات جديدة ، كما أنها تقف في وجه كل جديد فتؤدي إلى التخلف من الناحية الاجتماعية ، وقد ذهب الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل إلى أن العلماء قد يفيدون العلم في بداية مشوارهم ويضرون به في نهاية مشوارهم حيث قال : (( إن العلماء يفيدون العلم في النصف الأول من حياتهم ويضرون به في النصف الثاني من حياتهم )) ، كم ذهب جون جاك روسو إلى القول : (( خير عادة للطفل أن لا يألف أي عادة )) كما قال أيضا : (( خير عادات الإنسان أن لا يتعود شيئا )) .ويؤكد برودوم أيضا على سلبية العادة في قوله إن جميع الذين تستولي عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشر وبحركاتهم آلات كما أن العادة تقضي على بعض الصفات الإنسانية مثل أخلاق الشفقة والرحمة كما هو حال المجرم المحترف لهذا الفعل فهولا يكترث لعواقب إجرامه وما يلحقه من أضرار نفسية ومادية بضحاياه وهذا راجع لغياب الشعور والإحساس هذا الأخير الذي يعود إلى التكرار وفي هذا الصدد نجد روسو يقول إن كثرة النظر إلى البؤس تقسي القلوب
النقد :حقيقة أن للعادة آثار سلبية على سلوك الإنسان، لكن هذا لا يمنع من أن لها آثارا إيجابية ولها فوائد على حياة الإنسان، ومشكلة الآثار السلبية يمكن أن نتجاوزها بالإرادة والوعي .
التركيب :من خلال تحليلنا للموقفين السابقين بين مؤكد على إيجابيات العادة وفوائدها وبين مناد بسلبيات العادة ومضارها نصل إلى أن للعادة آثارا إيجابية على سلوك الإنسان كما أن لها آثارا سلبية ويبقى الأثر السلبي للعادة متوقف على شخصية الإنسان وإرادته ، فمن خلال إرادة الإنسان ووعيه يستطيع أن يتجاوز الآثار السلبية للعادة وصدق شوفالي حينما قال العادة أداة حياة أو موت حسب استخدام الفكر لها.
حل المشكلة :في الأخير يمكن أن نؤكد أن للعادة آثارا إيجابية ، كما أن لها آثارا سلبية ، ومشكلة الآثار السلبية يمكن تجاوزها بالإرادة والوعي وبالتالي فأثر العادة يرتبط دائما بكيفية استخدامنا لها