هل العقاب تفرضه الضرورة الاجتماعية ام مطلب اخلاقي مقدس
مقالة متعلقة بالمسؤولية بين انصار النزعة الوضعية وانصار النزعة العقلية
هل العقاب تفرضه الضرورة الاجتماعية ام مطلب اخلاقي مقدس ؟
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... مقالة متعلقة بالمسؤولية بين انصار النزعة الوضعية وانصار النزعة العقلية
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
مقالة متعلقة بالمسؤولية بين انصار النزعة الوضعية وانصار النزعة العقلية
مقدمة طرح المشكلة :
اذا كانت المسؤولية تقتضي الجزاء على الفعل من حيث نوعه وطبيعته ، فهي اقتضاء يُمارس على الفاعل من حيث ارتكابه لفعله . فان كان الفعل حسنا قُلنا على صاحبه انه يستحق الثواب ، وان كان الفعل مُخالفا لزم صاحبه الذم والعقاب ، لكن طبيعة هذا العقاب هي من جعلت الجدل يحتدم بين الفلاسفة والعلماء حول ما اذا كان المجتمع هو من يفرض هذا العقاب ام ان الذي يُلزمنا به هو الضمير الاخلاقي . فكان السؤال كالتالي :هل العقاب مطلب اخلاقي ام ضرورة اجتماعية ؟. هل كل فعل مخالف يقتضي من صاحبه ان يتحمل المسؤولية باعتباره مسؤول ؟.واذا اعتبرنا ان الانسان مسؤول هل المسؤول يُعاقب ؟.
محاولة حل المشكلة :
الموقف الاول :"اصحاب النظرية المثالية او العقلية" "العقاب مطلب اخلاقي يقتضيه الواجب". يرى انصار هذا الموقف ان العقاب قضية اخلاقية يفرضها التكليف ، باعتبار الانسان مسؤول . اذ المسؤولية عندهم تقتضي الحرية وما دام الانسان حرا فهو يُميز بين الافعال "خيرها وشرها". ذلك كون الانسان يستطيع ان يميز بين الافعال ويختار منها ما هو ملائم ، ثم ان الغاية من العقاب هي تطهير للنفس وقصاص للعدالة فهي لا تعني انتقاما من المجرم بقدر ما تحمل بعدا انسانيا يتمثل في اصلاحه كما ان المسؤولية عندهم اخلاقية ، فردية كانت ام اجتماعية ، ومن دعاة هذا الموقف نجد كل من افلاطون من خلال اسطورته الشهيرة عن الجندي" ار" والذي مفادها ان البشر يخترون افعالهم بمحض ارادتهم وبعد ان يشربوا من نهر النسيان "لثه" ينسون انهم هم من اختار مصيرهم وتقمسهم القادم ، ثم يشرعون يسبون في القضاء والقدر في حين ان الله برئ والبشر انفسهم هم المذنبون .ومعنى هذا ان الله برئ من اختيار افعال الانسان ، فهو المسؤول عنها . اما الفيلسوف ارسطو فقد رأى بان يكون العقاب اشد واكبر من اللذة التي قد يحصل عليها المجرم اثناء ارتكاب الجريمة ومعنى قوله ان العقاب وسيلة ردع للمجرم ، اما فرقة المعتزلة وعلى راسها الشهرستاني فقد قالت بما يلي :" ان الانسان يحس من نفسه وقوع الفعل بحسب الدواعيوالصوارف ، فان اراد الحرك تحرك وان اراد السكون سكن ومن جحد ذلك جحد الضرورة الالهية " . ونفهم من هذا ان الانسان مخير غير مسير وبالتالي فهو مسؤول عن كل ما يصدر عنه . اما الفيلسوف الالماني ورائد الفلسفة النقدية ايمانويل كانط .فقد قال " ان الشرير يختار افعاله بإرادتها بعيدا عن تأثير البواعث والاسباب ن وبالتالي فهو بحريته مسؤول " وهذا يعني ان الفعل الصادر عن الانسان نابع من عقله بعيد عن كل اكراه ، ومنه يجب العقاب .
النقد والمنافشة :لكن نلاحظ ان انصار هذا الموقف حتى وان بدا لهم الكثير من المعقولية الا انهم اهملوا الدوافع والاسباب التي دفعت المجرم الى اغتراف فعلته ، بل ركزوا على الافعال والنتائج من حيث هي مخالفة ، لكن هل فعلا كل فعل مخالف ينتج بالضرورة عن حرية وارادة ؟ الا يمكن ان يكون المجرم مدفوع الى الجرم ؟.
نقيض القضية : الموقف الثاني :"انصار النظرية الوضعية " "لا يجب عقاب المجرم بقدر ما يجب اصلاحه" . يرى انصار هذا الطرح ان المجرم مدفوع الى الجريمة دفعا والمدفوع لا يعاقب ، بل يجب حمايته واصلاحه لكي يصبح فردا صالحا ومؤهلا . ذلك لان العوامل النفسية والبيولوجية والاجتماعية هي الدافع الى الاجرام ، وبالتالي فان الجريمة ثمرة حتمية لمجموعة من الاسباب والشروط ،فاذا توفرت هذه الاخيرة حدثت الجريمة ومن رواد هذا الموقف نجد العالم الايطالي سيزارلومبروزو حيث رد الاجرام الى عوامل وراثية ، اذ يولد الانسان وهو مزود بما يُعرف بكروموزوم الجريمة اذ قسم المجرمين الى خمسة : مجرمون بالفطرة واخرون بالعادة ، اما النوع الاخر فمجانين ، واخرون يجرمون بالصدفة . ففي النوع الاول يجب القضاء عليهم ، اما النوع الثاني فكذلك يجب القضاء عليهم نتيجة التعود ، اما في النوع الثالث فالإجرام ناتج عن خلل عقلي لذا يجب العلاج بالطب النفسي ...الخ . والى جانب هذا الطرح برز الطرح الاجتماعي ، والذي يرى انصاره بانه ناتج عن ظروف اجتماعية قاهرة فالمجرم يقع في حالة الفقر او العكس يكون في حالة غنى فاحش ، كما يضاف الى هذا التفكك الاسري الذي يؤدي بدوره الى الاختلال في التوازنات الاجتماعية مما يعمل على اضطراب الفرد ، وهذه العوامل كلها مجتمعة تؤدي الى الاجرام . لذا يطلب منا الاصلاح لا العقاب . امالا العالم النفسي سيغموند فرويد فقد رأى ان الاجرام يحدث نتيجة اضطراب نفسي او ما يعرف بالكبت ، لان الانسان المريض يكون في حالة لا شعورية لذا وجب علينا معالجته .
النقد والمناقشة:لكن نلاحظ ان هذه النظرية هي الاخرى اهملت حقيقة الجريمة واهتمت بظروف المجرم ، ثم الا ترى ان ما جاء به اصحاب هذه النظرية يعد دعوى الى تفشي الجريمة واستفحالها في اوساط المجتمع ؟.اذ لا يجب ان نغلب الظرف عن حقيقة الجريمة .
التركيب :وعموما نستنتج ان مسؤولية الانسان نسبية ، وبالتالي فالغاية من الجزاء او العقاب يجب ان تكون اخلاقية واجتماعية في الان نفسه ، ذلك لان العقاب في حد ذاته مشروع باعتباره يقوم ويوجه سلوك الفرد والمجتمع ، كما قد نراعي الظروف والبواعث والاسباب المتعلقة بالجريمة .
حل المشكلة
الخاتمة :وكحل لهذه المشكلة يمكن ان نقول ان العقاب مطلب اخلاقي حاسم وضرورة اجتماعية لضبط الافراد وحماية الممتلكات العامة ، وبهذا نفصل في مقالنا بان العقاب هو الذي يهدف الى ردع المجرم وحماية المجتمع ، لكن يجب ان ننظر الاسباب المؤدية الى الجرم .