0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (628ألف نقاط)
عُدل بواسطة

خطبة مكتوبة عن الزكاة وفوائدها صيد الفوائد

خطبة مكتوبة عن الزكاة ملتقى الخطباء 

خطبة عن الزكاة وفوائدها

خطبة عن الزكاة صيد الفوائد

خطبة مكتوبة عن الزكاة للنابلسي

خطبة عن الزكاة pdf

خطبة عن الزكاة والصدقات

خطب مكتوبة عن الزكاة

خطبة الجمعة ما نقصت صدقة من مال

الصدقات في رمضان 

# ***فضل الصدقة***

الإجابة هي كالتالي 

# ***ما نقصت صدقة من مال***

# ***خطبه الجمعه***

خطبة الجمعة

الخطبه الاولى

الزَّكَاةُ تَزْكِيَةٌ وَطَهَارَةٌ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الزَّكَاةَ أَحَدَ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ، وَأَوْجَبَهَا فِي أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ طُهْرَةً لَهُمْ مِنَ الشُّحِّ وَالْآثَامِ، وَمُوَاسَاةً لِذَوِي الْحَاجَاتِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالْأَرَامِلِ وَالْأَيْتَامِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ذُو الطَّوْلِ وَالْإِنْعَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْبَدْرُ التَّمَامُ، بَعْثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعِبَادِ وَفَارِقًا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَفْضَلَ صَلَاةٍ وَأَزْكَى سَلَامٍ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَأُوصِيكُمْ- أَيُّهَا النَّاسُ- وَنَفْسِي بِالتَّقْوَى، فَبِهَا تُنَالُ كَرَامَةُ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى؛ يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[ [الحشر: 18].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

إِنَّ الزَّكَاةَ فَرِيضَةٌ مِنْ فَرَائِضِ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ الرُّكْنُ الثَّالِثُ مِنْ أَرْكَانِهِ الْعِظَامِ وَمَبَانِيهِ الْجِسَامِ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى وُجُوبِهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ؛ قَالَ تَعَالَى: ]وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ[ [البقرة:43] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]. فَلَا يَكْمُلُ إِسْلَامُ الْمَرْءِ إِلَّا إِذَا جَاءَ بِهَذِهِ الْأَرْكَانِ، بَلْ هِيَ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجِنَانِ وَالْقُرْبِ مِنَ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: «تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوْضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ» قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:

إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرُ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ وَزَمَنُ الْجُودِ وَالسَّخَاءِ، وَهُوَ وَقْتٌ يُخْرِجُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، مُتَلَمِّسِينَ فَضْلَ هَذِهِ الْأَيَّامِ وَبَرَكَاتِهَا، وَمُغْتَنِمِينَ نَفَحَاتِ رَبِّهِمْ فِي أَعْظَمِ أَوْقَاتِهَا، فَيَنْبَغِي التَّحَرِّي عِنْدَ إِخْرَاجِهَا، وَمُرَاعَاةُ مَا يَجِبُ لَهَا؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ r أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

أَيُّهَا الْمُبَارَكُونَ:

لَمَّا كَانَتِ الزَّكَاةُ مِنَ الْأَهَمِّيَّةِ بِمَكَانٍ قَرَنَهَا الْمَوْلَى جَلَّ وَعَلَا بِالصَّلَاةِ فِي الْقُرْآنِ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهَا، وَتَفْخِيمًا لِأَمْرِهَا، بَلْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ مَصَارِفَهَا تَرْغِيبًا فِي أَدَائِهَا، وَلِمَزِيدِ الْعِنَايَةِ بِهَا؛ فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ كَرِيمٍ: ]إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[ [التوبة:60] فَالزَّكَاةُ إِنَّمَا تُصْرَفُ لِهَؤُلَاءِ الْأَصْنَافِ دُونَ غَيْرِهِمْ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ تُصْرَفَ لِغَنِيٍّ وَلَا لِقَادِرٍ قَوِيٍّ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ [أَيْ: قَوِيٍّ سَلِيمِ الأَعْضَاءِ]» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ]. وَلَا يَجُوزُ أَنْ تُصْرَفَ كَذَلِكَ لِمَنْ وَجَبَتْ عَلَيْكَ نَفَقَتُهُ كَالْوَالِدَيْنِ وَالزَّوْجَةِ وَالْأَوْلَادِ.

أَيُّهَا الصَّائِمُونَ:

إِنَّ الزَّكَاةَ تَجِبُ فِي أَرْبَعَةِ أَنْوَاعٍ مِنَ الْأَمْوَالِ، أَوَّلُهَا: النَّقْدَانِ: وَهُمَا الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَمَا يَقُومُ مَقَامَهُمَا مِنَ الْأَوْرَاقِ النَّقْدِيَّةِ الَّتِي يَتَعَامَلُ النَّاسُ بِهَا الْيَوْمَ، فَمَنْ كَانَ يَمْلِكُ نِصَابًا، وَحَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ، وَجَبَتْ عَلَيْهِ حِينئِذٍ الزَّكَاةُ، وَهِيَ رُبْعُ الْعُشْرِ. النَّوْعُ الثَّانِي مِنْ أَمْوَالِ الزَّكَاةِ: بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ، وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ، فَمَنْ مَلَكَ نِصَابًا وَحَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ وَجَبَتْ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ، وَشَرْطُهَا أَنْ تَكُونَ سَائِمَةً الْحَوْلَ أَوْ أَكْثَرَهُ، فَإِذَا كَانَ صَاحِبُهَا هُوَ الَّذِي يَجْلِبُ لَهَا الْعَلَفَ أَكْثَرَ السَّنَةِ فَلَا زَكَاةَ فِيهَا مَا لَمْ تَكُنْ مُعَدَّةً لِلتِّجَارَةِ. النَّوْعُ الثَّالِثُ مِنْ أَمْوَالِ الزَّكَاةِ: الْخَارِجُ مِنَ الْأَرْضِ مِنَ الْحُبُوبِ وَالثِّمَارِ؛ قَالَ تَعَالَى: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ[ [البقرة:267]. وَإِنَّمَا تَجِبُ زَكَاتُهَا يَوْمَ حَصَادِهَا، فَلَا يُشْتَرَطُ فِيهَا الْحَوْلُ، قَالَ تَعَالَى: ]وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ[ [الأنعام:141]. فَالزَّرْعُ الَّذِي يُسْقَى بِلَا كُلْفَةٍ وَمَؤُونَةٍ فَفِيهِ الْعُشْرُ وَإِلَّا فَنِصْفُهُ؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا: الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ: نِصْفُ الْعُشْرِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]، وَالْعَثَرِيُّ هُوَ الَّذِي يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ مِنْ غَيْرِ سَقْيٍ. النَّوْعُ الرَّابِعُ مِنْ أَمْوَالِ الزَّكَاةِ: عُرُوضُ التِّجَارَةِ، وَهِيَ السِّلَعُ الْمَعْرُوضَةُ لِلْبَيْعِ طَلَبًا لِلرِّبْحِ، فَيُقَدِّرُ قِيمَتَهَا الَّتِي تُسَاوِيهَا عِنْدَ تَمَامِ الْحَوْلِ، وَيُخْرِجُ رُبْعَ الْعُشْرِ مِنَ الْقِيمَةِ الْمُقَدَّرَةِ.

فَاتَّقُوا اللَّهَ - عِبَادَ اللَّهِ -، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ، تَفُوزُوا بِثَوَابِ رَبِّكُمْ، وَيُبَارَكْ لَكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَهُ الْحَمْدُ الْحَسَنُ وَالثَّنَاءُ الْجَمِيلُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ - عِبَادَ اللَّهِ - وَاعْلَمُوا أَنَّ تَقْوَى اللَّهِ أَمْثَلُ طَرِيقٍ وَأَقْوَمُ سَبِيلٍ.

أَيُّهَا الْمُبَارَكُونَ:

لَقَدْ جَاءَ الْوَعِيدُ الشَّدِيدُ وَالزَّجْرُ الْأَكِيدُ فِي حَقِّ مَنْ بَخِلَ بِزَكَاتِهِ الْمَفْرُوضَةِ أَوْ قَصَّرَ فِي إِخْرَاجِهَا؛ قَالَ تَعَالَى: ]وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ[ [التوبة:34 - 35]. فَكُلُّ مَالٍ لَا تُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَهُوَ كَنْزٌ يُعَذَّبُ بِهِ صَاحِبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَـرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:

لَقَدْ شَرَعَ اللَّهُ الزَّكَاةَ لِحِكَمٍ عَظِيمَةٍ وَأَسْرَارٍ كَثِيرَةٍ يَعُودُ نَفْعُهَا لِلْمُجْتَمَعَاتِ وَالْأَفْرَادِ، فَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّهَا تُطَهِّرُ نَفْسَ صَاحِبِهَا وَتُزَكِّي قَلْبَ بَاذِلِهَا؛ قَالَ تَعَالَى: ]خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[ [التوبة:103]، فَتُخَلِّصُ النَّفْسَ مِنْ أَدْرَانِ الْبُخْلِ وَبَقَايَا الشُّحِّ، وَتُزَكِّيهَا بِالْجُودِ وَالسَّخَاءِ وَالْكَرَمِ وَالْعَطَاءِ، وَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّهَا تَحْفَظُ الْمَالَ وَتَدْفَعُ عَنْهُ الْغَوَائِلَ وَالْآفَاتِ وَالْمَصَائِبَ وَالْمُهْلِكَاتِ؛ قَالَ تَعَالَى: ] وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ[ [سبأ:39] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقُةٌ مِنْ مَالٍ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّهَا تَبُثُّ الْأُلْفَةَ وَالْوِئَامَ وَالْمَوَدَّةَ وَالِانْسِجَامَ بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ، فَيَكُونُ الْمُجْتَمَعُ مُتَّسِمًا بِالْعَطْفِ وَالْإِخَاءِ لَا بِالطَّبَقِيَّةِ الْمَقِيتَةِ وَالْعُنْفِ وَالْجَفَاءِ، فَيَسْمُو الْمُجْتَمَعُ بِأَخْلَاقِهِ، وَينْبُلُ بِشَمَائِلِهِ وَطِبَاعِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّ بِهَا تُدْفَعُ النَّوَائِبُ وَالنِّقَمُ، وَتُسْتَجْلَبُ الْآلَاءُ وَالنِّعَمُ؛ فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ» [رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا» [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْأَرْبَعَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَالْأَئِمَّةِ الْحُنَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ، أُولِي الْفَضْلِ الْجَلِيِّ، وَالْقَدْرِ الْعَلِيِّ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ وَالْآلِ وَالْأَزْوَاجِ وَالْقَرَابَةِ. اللَّهُمَّ اهْدِنَا لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا

لَا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَسُوءِ الْأَخْلَاقِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَ الْبِلَادِ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُ صَالِحَةً فِي رِضَاكَ، وَارْفَعْ بِهِ رَايَةَ الْحَقِّ وَالدِّينِ، وَارْزُقْهُ الْبِطَانَةَ مِنَ الصَّالِحِينَ الْمُصْلِحِينَ، وَانْفَعْ بِهِ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدِ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة مكتوبة عن الزكاة وفوائدها صيد الفوائد مختصرة

خطبة مكتوبة عن الزكاة ملتقى الخطباء

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...