0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (628ألف نقاط)

صيام الست من شوال فضائل وأحكام هل حكم صيام ست من شوال : يجب. يستحب. يكره 

حكم قطع صيام الست من شوال

حكم صيام ست من شوال : يجب. يستحب. يكره.

هل يجوز صيام الست من شوال قبل القضاء عند المالكية

هل يجوز صيام الست من شوال بنيتين

هل يجوز صيام الست من شوال قبل القضاء دار الإفتاء

حكم صيام ست من شوال

معلومات عامة... أهلاً ومرحبا بكم زوارنا الاعزاء في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والاجابات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من العلوم الدراسية والثقافية والدينية والاخبارية والتاريخية حسب طرح أسئلتكم كما يسرنا في مقالنا هذا أن نطرح لكم إجابة السؤال السؤال القائل..  صيام الست من شوال فضائل وأحكام هل حكم صيام ست من شوال : يجب. يستحب. يكره 

الإجابة هي كالتالي

 صيام الست من شوال فضائل وأحكام

أولًا:

صيام الستة من شوال سنة؛ لما ثبت عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ". رواه مسلم (٢ /٨٢٢) أحمد (٥ /٤١٧) وأبو داود (٢٤٣٣) والترمذي (١١٦٤). 

قال ابن قدامة في المغني: (صوم ستة أيام من شوال مستحب عند كثير من أهل العلم).

وجاء في الموسوعة الفقهية: (ذهب جمهور الفقهاء -المالكية، والشافعية، والحنابلة، ومتأخرو الحنفية- إلى أنه يسن صوم ستة أيام من شوال بعد صوم رمضان .." 

ودَلِيلُ الشَّافِعِيِّ وَمُوَافِقِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ الصَّرِيحُ وَإِذَا ثَبَتَتِ السُّنَّةُ لَا تُتْرَكُ لِتَرْكِ بَعْضِ النَّاسِ أَوْ أَكْثَرِهِمْ أَوْ كُلِّهِمْ لَهَا." شرح النووى على مسلم (٨ /٥٦).

ولكأن الحديث يقول: إذا انتهى رمضان فلا تقفل باب الخير، ودعه مفتوحًا،فصم ستًا من شوال. (شرح الأربعين النووية عطية سالم (٦٤/٧)

• ومعنى صيام الدهر:

وقد فسّر ذلك النبي ﷺ بقوله: من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). وفي رواية: جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة." النسائي وابن ماجة وهو في صحيح الترغيب والترهيب ١ /٤٢١، ورواه ابن خزيمة بلفظ: "صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة".، ويقول الإمام النووي -رحمه الله-: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..).

ثانيًا: 

▪︎ يستحب البدء بصيام الست من شوال من ثاني أيام العيد مباشرة؛ لأن ذلك من باب المسارعة إلى الخير. قال تعالى (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران

وقوله تعالى (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بالله وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء والله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الحديد

• لا يُشترط التتابع في صيام الست من شوال، 

 فيجوز فيها أن يأتي بها متتابعة أو متفرقة؛ لأن الرسول ﷺ أطلق صيامها ولم يذكر تتابعًا ولا تفريقًا،

▪︎ فيجوز صيامها بداية من اليوم الثَّاني من شهر شوال، 

▪︎ ويجوز تأجيلُها إلى بُعيد ثالث يوم العيد؛ لأنّ الزيارات بين الأقارب والأحباب تكثر في هذه الأيّام، فقد يكون في الأمر حرج وتضييق للمباحات والمسرّات، والعيد إنّما جُعلَ للفرحة والسرور، وحتى تستطيع أن تقبل ما يقدمونه لك من واجب الضيافه، وفي نفس الوقت تعرف كيف تستقبل أهلك في بيتك وتقدم لهم واجب الضيافه وتأكل معهم ويجتمع الشمل، وتظهر البهجه والفرح بقدومهم، ولا تجعل قولك: "إني صائم" يشعرهم بأنهم في معصية، فالنبي ﷺ قال: "ثم أتبعه" وثم للتراخي بمعني أن الشهر كله محل للصوم.

▪︎ بل لو جاء لك ضيف وأنت في غير هذه الأيام، -وأنت صائم- فمن كمال الضيافه أن تفطر جبرًا لخاطره؛ لقول النبي ﷺ (الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر) رواه أحمد والترمذي، وقال النووي في المجموع ( ٦ /٣٩٥): (إسناده جيد).

▪︎ إضافة إلى أنّ صيامها لم يُخصّص بأوّل الشهر أو آخره، وإنّما لك صيامها على امتداده بعد انقضاء أيام العيد التي يتزاور الناسُ فيها.

ولكن يجب أن يحذر من ضياع الشهر قبل الانتهاء من صيامها.

▪︎ يلزم في الست من شوال ونحوها من النفل المقيد من تبييت النية من الليل لقول النبي ﷺ: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر، فلا صيام له) رواه النسائي 

ويقوم السحور مقام تبيت النية.

▪︎ لا حرج في أن تجعل صيام الست من شوال يوم الإثنين والخميس، ويكتب لك ثواب صيام الستة أيام وصيام الاثنين والخميس. فإذا اتفق أن يكون صيام هذه الأيام الستة في يوم الاثنين أو الخميس فإنه يحصل على أجرين (أجر الأيام الستة، وأجر يوم الإثنين أو الخميس)؛ لقوله ﷺ: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى).

● ويجوز جمع أكثر من نية في صيام الأيام الستة من شوال وذلك بجمع نية: 

• الأيام الست. 

• صيام الإثنين والخميس. 

• الأيام البيض من كل شهر.

• صيام ثلاثة أيام من كل شهر.

• صيام ثلاثة أيام يذهب بها وحر الصدر.

فصيام يوم الإثنين أو الخميس مع نية صيام الإثنين ونية الست من شوال ونية الأيام البيض.

 فهذا صيام يوم واحد ولكن الثواب والأجر لثلاثة أيام. 

فإذا أردت أن تتاجر مع الله وتصوم عمرين فى عمرك فعليك بصيام ست أيام من شهر شوال ثم صوم أى ثلاثة أيام من كل شهر هجرى من الأول أو من الآخر أو من المنتصف 

١- عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ «صَوْمُ ثَلَاثَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ، صَوْمُ الدَّهْرِ» صحيح مسلم (١١٦٢)

٢- عن مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةُ، أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ: «أَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟» قَالَتْ: «نَعَمْ»، فَقُلْتُ لَهَا: «مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟»

قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ» صحيح مسلم (١١٦٠).

وقد نقل جواز ذلك عن السيوطي والنووي وابن رجب في القواعد ٢٣ وغيرهم من أهل العلم رحمهم الله جمعيًا.

قال الإمام السيوطى فى كتابه الأشباه والنظائر (صـ ٢١): لِلتَّشْرِيكِ فِي النِّيَّة نَظَائِر: أَنْ يُنْوَى مَعَ الْعِبَادَة الْمَفْرُوضَة عِبَادَة أُخْرَى مَنْدُوبَة، مِنْهَا مَا لَا يَقْتَضِي الْبُطْلَانَ وَيَحْصُلَانِ مَعًا، وَفِيهِ صُوَر: 

- أَحْرَمَ بِصَلَاةٍ وَنَوَى بِهَا الْفَرْض وَالتَّحِيَّة صَحَّتْ، وَحَصَلَا مَعًا، قَالَ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ: اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَصْحَابنَا، وَلَمْ أَرَ فِيهِ خِلَافًا بَعْد الْبَحْث الشَّدِيد سِنِينَ.

-نَوَى بِغُسْلِهِ غُسْل الْجَنَابَة وَالْجُمُعَة، حَصَلَا جَمِيعًا عَلَى الصَّحِيح،

- نَوَى حَجّ الْفَرْض وَقَرَنَهُ بِعُمْرَةِ تَطَوُّع أَوْ عَكْسه حَصَلَا.

- صَامَ فِي يَوْمِ عَرَفَة مَثَلًا قَضَاء أَوْ نَذْرًا، أَوْ كَفَّارَة، وَنَوَى مَعَهُ الصَّوْم عَنْ عَرَفَة، فَأَفْتَى الْبَارِزِيُّ بِالصِّحَّةِ، وَالْحُصُولِ عَنْهُمَا. أهـ

ثالثًا: من فوائد الصيام في هذه الأيام:

إليك هذه الفوائد أسوقها إليك من كلام الحافظ ابن رجب -رحمه الله-:

• إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.

• إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تُجبر أو تكمل بالنوافل يوم القيامة." لطائف المعارف صـ ٢٢٠

فعن أبى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ قَالَ « إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلاَةُ قَالَ يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ انْظُرُوا فِى صَلاَةِ عَبْدِى أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِى مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ أَتِمُّوا لِعَبْدِى فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ» وزاد فى حديث تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ...ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ،ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى حِسَابِ ذَلِكَ» مسند أحمد (١٦٩٥١)، سنن أبى داود (٨٦٤)، صحيح الجامع (٢٥٧٤). 

وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.

• علامة على قبول صوم رمضان؛ فإن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده كما قال ابن عباس: إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها فمن عمل حسنة ثم اتبعها بعد بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى كما أن من عمل حسنة ثم اتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة و عدم قبولها". لطائف المعارف (صـ ٢٢١).

• إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره .

• أن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكرًا لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبي ﷺ يقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فيقول: {أفلا أكون عبدًا شكورًا}.

• في الصيام شكر لله تعالى

 وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:١٨٥] فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرًا عقيب ذلك. السابق.

 

* وعدم السأم منها، ومنها ألا يعرض له من الأمور ما يمنعه من صيامها إذا أخرها، (توضيح الأحكام من بلوغ المرام (٣ /٥٣٤)

* إذا صام ست أيام من شوال سقط عنه صيام الأيام البيض، سواء صامها عند البيض أو قبل أو بعد لأنه يصدق عليه أنه صام ثلاثة أيام من الشهر، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي ﷺ يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره، وهي من جنس سقوط تحية المسجد بالراتبة فلو دخل المسجد وصلى السنة الراتبة سقطت عنه تحية المسجد …"

رابعًا: 

#حكم_صيام_ست_من_شوال قبل قضاء رمضان 

هناك الكثير من النساء يكون عليهنّ أيام من رمضان أفطرن فيهنّ، ويريدن صيام الست من شوال، ويتساءلن: بأيهنّ يبدأن؟ هل يبدأن بقضاء رمضان؛ لأنه فرض؟ وكدة كدة لا بد من صومهن

أم يبدأن بصيام الست؛ لأنهن سنه، ويفوت وقتهم بانقضاء شوال؟ وهل يجوز أن يجمع بين نيتي قضاء رمضان والست من شوال؟

أجاب أهل العلم عن ذلك وبالله التوفيق:

أولًا: لم يقيد الله تعالى القضاء بالاتصال برمضان ولا بالتتابع. فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان يكون عليّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان" 

أي في خلال العام من شوال إلى شعبان كل هذا وقتٌ -كما يقول عنه علماء الأصول- موسّع 

• وقد وسع الله في القضاء فقال: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} [البقرة:١٨٥] ، 

يتبع في الأسفل 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
صيام الست من شوال فضائل وأحكام

فضل صيام ست من شوال

ففضيلة صيام الست من شوال لا تحصل إلا لمن قضى ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر.

 واستدلوا لذلك بأن النبي ﷺ قال فيما رواه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري: من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر.

 وإنما يتحقق وصف صيام رمضان لمن أكمل العدة.

قال الهيتمي في تحفة المحتاج (٣ /٤٥٧): (لأنها مع صيام رمضان أي: جميعه، وإلا لم يحصل الفضل الآتي وإن أفطر لعذر).

فالأولى لمن عليه قضاء من رمضان أن يبدأ به لأنه أبرأ لذمته؛ ولأن الفرض مقدم على النافلة،

القول الثاني: أن فضيلة صيام الست من شوال تحصل لمن صامها قبل قضاء ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر؛ لأن من أفطر أيامًا من رمضان لعذر يصدق عليه أنه صام رمضان فإذا صام الست من شوال قبل القضاء حصل ما رتبه النبي ﷺ من الأجر على إتباع صيام رمضان ستًا من شوال.

 وقد نقل البجيرمي في حاشيته على الخطيب بعد ذكر القول بأن الثواب لا يحصل لمن قدم الست على القضاء محتجًا بقول النبي ﷺ ثم أتبعه ستًا من شوال (٢ /٣٥٢) عن بعض أهل العلم الجواب التالي: (قد يقال التبعية تشمل التقديرية؛ لأنه إذا صام رمضان بعدها وقع عما قبلها تقديرًا، أو التبعية تشمل المتأخرة كما في نفل الفرائض التابع لها ا هـ.

وقال في المبدع (٣ /٥٢): (لكن ذكر في الفروع أن فضيلتها تحصل لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطر لعذر ولعله مراد الأصحاب، وفيه شيء).

أما صيام الست من شوال فهي فضيلة تختص بهذا الشهر وتفوت بفواته. ويقولون عنه: إنه وقتٌ ضيق أي تنتهي العبادة فيه بانتهاء أيامه، والقاعدة الأصولية تقضي بأن: "الوقت المُضيّق يبدأ به قبل الوقت المُوسّع"

** أيضًا هناك بعض النساء قد تمتد أيام عادتها -الشهرية- لخمسة عشرة يومًا، فيصعب عليها -والحال هكذا- أن تأتي بالفرض -الأيام التي عليها-، والسنة -الست من شوال- معًا في نفس الشهر، وقد تنشغل بحملٍ أو رضاع،

وقد لا تأتي بالصيام مباشرة؛ انتظارًا لانقضاء أيام العيد والزيارات -كما سنوضح ذلك بعد قليل-

** نقطة أخرى وهي أن الفرض أقوى من السنة أو التطوع؛ فإذا بدأت بالنافلة؛ -لضيق الوقت- فإنها ستجتهد في تأتي بالأيام التي عليها، بخلاف ما إذا بدأت بالفرض فإنها قد تتكاسل وتظل تؤجل في صيامهم -الست من شوال- حتى يخرج وقتها، فتفوتها فضيلة إحراز صيام الدهر.

** من كان لا يتسع شوال عنده مع القضاء وهو يرجو أن يُفرق القضاء بعد ذلك على أيام العام جاز له صوم الستة فى شوال وتأخير القضاء إلى ما بعد ذلك لأن وقت الستة من شوال محصورة فيه، أما القضاء فوقته موسع فى العام كله لقوله تعالى: "فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" وذلك مراعاة لوظيفة الوقت المضيقة دون ما كان وقته مُوسعًا. (إتحاف الأنام بأحكام الصيام (١٣٨).

ويقول الدكتور خالد المصلح -مبينًا جواز صيـام ست من شوال قبل القضاء-: "أما صيام الست من شوال فهي فضيلة تختص هذا الشهر تفوت بفواته.

والذي يظهر أن ما قاله أصحاب القول الثاني أقرب إلى الصواب؛ لا سيما وأن المعنى الذي تدرك به الفضيلة ليس موقوفًا على الفراغ من القضاء قبل الست فإن مقابلة صيام شهر رمضان لصيام عشرة أشهر حاصل بإكمال الفرض أداء وقضاء وقد وسع الله في القضاء فقال: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ﴾ (البقرة: ١٨٥)،

 

▪︎ وعليه فيجوز للمرأة التي عليها أيام من رمضان أن تبدأ بصيام الست من شوال أولًا ثم تبدأ في قضاء رمضان

▪︎ ومع هذا فإن البداءة بإبراء الذمة بصيام الفرض أولى من الاشتغال بالتطوع.

 لكن من صام الست ثم صام القضاء بعد ذلك فإنه تحصل له الفضيلة إذ لا دليل على انتفائها، والله أعلم.

خامسًا:

هل يمكن الجمع في النية بين صيام الثلاثة أيام من الشهر وصيام الست من شوال، وهل يأخذ الأجرين؟

 تداخل العبادات قسمان: قسم لا يصح: وهو فيما إذا كانت العبادة مقصودة بنفسها، أو متابعة لغيرها، فهذا لا يمكن أن تتداخل العبادات فيه، مثال ذلك: إنسان فاتته سنة الفجر حتى طلعت الشمس، وجاء وقت صلاة الضحى، فهنا لا تجزئ سنة الفجر عن صلاة الضحى، ولا الضحى عن سنة الفجر، ولا الجمع بينهما أيضًا؛ لأن سنة الفجر مستقلة وسنة الضحى مستقلة، فلا تجزئ إحداهما عن الأخرى.

• وكذلك إذا كانت الأخرى تابعة لما قبلها فإنها لا تتداخل، فلو قال إنسان: أنا أريد أن أنوي بصلاة الفجر صلاة الفريضة والراتبة، قلنا: لا يصح هذا؛ لأن الراتبة تابعة للصلاة فلا تجزئ عنها.

والقسم الثاني: أن يكون المقصود بالعبادة مجرد الفعل، والعبادة نفسها ليست مقصودة، فهذا يمكن أن تتداخل العبادات فيه، مثاله: رجل دخل المسجد والناس يصلون صلاة الفجر، فإن من المعلوم أن الإنسان إذا دخل المسجد لا يجلس حتى يصلي ركعتين، فإذا دخل مع الإمام في صلاة الفريضة أجزأت عنه الركعتين، لماذا؟ لأن المقصود أن تصلي ركعتين عند دخول المسجد، وكذلك لو دخل الإنسان المسجد وقت الضحى وصلى ركعتين ينوي بهما صلاة الضحى أجزأت عن تحية المسجد، وإن نواهما جميعًا فأكمل، فهذا هو الضابط في تداخل العبادات.

وعليه فمسألة الجمع بين النوايا اختلف فيها العلماء بين مجيزٍ ومانعٍ في السنة فقط كأن تجمع بين نيتي الست من شوال والإثنين أو الخميس، أو الأيام القمرية

ففي هذه الحالة أجاز بعض العلماء أن تجمع بين نية صيام الإثنين مع الست من شوال -كما قلنا قبل- ولكنهم

ولكنهم أجمعوا واتفقوا على عدم جواز الجمع بين الفرض والسنة؛ لأنك مطالب بأداء الفرض أو الواجب أولًا ثم لك أن تتطوع بعد ذلك، وعليه

فما تقوم به بعض النساء من الجمع بين نية قضاء رمضان مع صيام الست من شوال لا يجوز والله تعالى أعلم

سادسًا:

 هل يجوز الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال؟

 أجابت على ذلك لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية

بقولها: "اختلف الفقهاء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال القول الأول: يرى أصحابه أن الجمع بين نية صيام الست من شوال ونية قضاء رمضان يصح عن أحدهما لا عن كليهما. وهو مذهب الحنفية، وإن اختلفوا إن صامًا جامعا بين النيتين عن أيهما يقع.

فعند أبي يوسف يصح عن قضاء رمضان؛ لأنه فرض وعند محمد يصح عن الست، يعني يقع عن النفل، ولا يصح عن القضاء.

دليل أبي يوسف: أن نية الفرض محتاج إليها، ونية النفل غير محتاج إليها، فاعتبر ما يحتاج إليها، وبطل ما لا يحتاج إليها.

 ودليل محمد: أن بين نية النفل ونية الفرض تنافيا فيصير متطوعا؛ لأنه لم يبطل أصل النية، وأصل النية يكفي للتطوع.

القول الثاني : يرى أصحابه صحة الصوم عن الفرض والنفل في حالة الجمع بينهما وهو مذهب المالكية كما في المدونة ، وأكثر الشافعية ، والرواية المعتمدة عند الحنابلة جاء في المدونة: { في صيام قضاء رمضان في عشر ذي الحجة، وأيام التشريق قلت: ما قول مالك أيقضي الرجل رمضان في العشر ؟ فقال : نعم. قلت: وهو قول مالك ؟ قال: نعم).

 وفي شرح التنبيه للحافظ السيوطي: {من فتاوي البارزي فإنه قال: "لو صام في يوم عرفة مثلا قضاء أو كفارة أو نذرًا ونوى معه الصوم عن عرفة صح وحصلا معا، وكذا إن أطلق}

ودليل هذا القول: ما روي عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: {ما أیام أحب إلىّ أن أقضي فيها شهر رمضان من هذه الأيام لعشر ذي الحجة". فدل الأثر على جواز تشريك النية بين الفرض والنفل.

القول الثالث: يرى أصحابه عدم جواز التشريك بين النيتين، ولا يصح عن واحد منهما، وهو مذهب بعض الشافعية، ورواية عند الحنابلة.

 ودليلهم: أن الصوم الواجب بطل؛ لعدم جزمه بالنية له، وكذا النفل لعدم صحة نفل من عليه قضاء رمضان قبل القضاء.

وترى اللجنة: الأفضل إفراد نية القضاء عن نية صيام الست من شوال خروجًا من الخلاف؛ لأن الخروج من الخلاف مطلوب ومستحب.

فإن بدأ بالقضاء من باب: {وعجلت إليك رب لترضى} فله ذلك ،وإن بدأ بالست من شوال على اعتبار أن وقت القضاء موسع ووقت الست مضيق فله ذلك،

 ولو أخذ برأي من يرى جواز الجمع بين النيتين فلا حرج؛ لأنه لا ينكر على المختلف فيه. والله أعلى وأعلم ، وبه الهداية، ومنه التوفيق

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...