0 تصويتات
في تصنيف تعليم بواسطة (628ألف نقاط)

بحث حول نشأة علم النفس و تطوره خطة بحث عن علم النفس جاهزة 

بحث حول نشأة علم النفس و تطوره

خطة البحث 

مقدمة 

المبحث الاول : نبذة تـــــاريخية عن علم النفس

المطلب الاول: علم النفس العهد القديـــم

المطلب الثاني : علم النفس مـــا بعد الميلاد

المطلب الثالث : علم النفس الحديــــث .

المبحث الثاني : نبذة عن الاتجاهات النظرية العامة لعلماء النفس و ميادينه .

المطلب الاول : نبذة عن الاتجاهات النظرية العامة لعلماء النفس .

المطلب الثاني : ميادين علم النفس .

خلاصة الخاتمة  

 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2024 والبحوثات الجامعية كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... بحث حول نشأة علم النفس و تطوره خطة بحث عن علم النفس جاهزة 

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

بحث حول نشأة علم النفس و تطوره 

مقدمــــــــــــة :

يعيش الإنسان في بيئة من الناس و الأشياء و هو يسعى و يكد للظفر بطعامه و لباسه و مأواه ، و لإرضاء حاجاته المادية و المعنوية المختلفة . و لبلوغ أهداف يرسمها لنفسه و يراها جديرة بما يبذله في سبيلها من مشقة و عناء. وهو في سعيه هذا لقضاء حاجاته و تحقيق أغراضه يلقى موانع و عقبات ومشاكل و صعوبات مادية و اجتماعية شتى . و يجد نفسه على الدوام مضطرا إلى التوفيق بين مطالبه و إمكاناته البيئية ، و إلى تعديل سلوكه حتى يتلاءم مع ما يعرض له من ظروف و أحداث و مواقف جديدة أو عسيرة أو غير منتظرة ، و ذلك عن طريق التفكير و التقدير و استخدام ذكائه و ابتكاره طرق جديدة أو تعلم طرق جديدة للسلوك يستعين بها على حل ما يلقاه من مشكلات . كما يجد نفسه مضطرا إلى التقيد أو الامتثال لما تفرضه عليه البيئة. و خاصة البيئة الاجتماعية . من قيود و التزامات ، أو نزاعا إلى تهذيب بعض ما بهذه البيئة و تغييره و تبديله.. بل انه يرى نفسه في كثير من الأحيان مرغما على أن يرجئ إرضاء حاجاته و مطالبه العاجلة في سبيل تحقيق أغراض و أهداف آجلة ،و على لن يصبر و يحتمل الألم ، لو على أن يلجا إلى أساليب و حيل ملتوية شتى ابتغاء إرضاء هذه الحاجات و بلوغ هذه الأهداف ، و لا يخفى انه في سعيه هذا ، أي في تعامله مع البيئة معرض لشتى ضروب الشد و الجذب .و الخوف و الغضب و الحب و الكره . و الإقدام و الإحجام و النجاح و الإخفاق تحمله على المضي في نشاط معين أو كف نفسه عن هذا النشاط .

و غني عن البيان أن هذه البيئة التي يضطرب فيها ليست شيئا سلبيا تسمح له أن يصنع بها ما يريد و متى أراد . بل إنها تقاومه و تستفزه و تؤثر فيه، كما انه لا يقف منها موقفا سلبيا فينتظر أن تقدم له ما يحتاج إليه بل انه يقاومها و يجهد في استغلالها و الاشتراك في ميادين نشاطاتها و التأثير فيها باللين تارة و بالعنف تارة أخرى .و لابد له في هذا الكفاح من قدر من المرونة و الصلادة و الاحتمال و الا هلك.

و بعبارة أخرى فالعلاقة بين الإنسان و البيئة علاقة اخذ و عطاء، بل علاقة فعل و انفعال، وتأثير متبادل، و صراع موصول.

هذه الأوجه المختلفة من النشاط العقلي و الانفعال الجسمي و الحركي التي تبدو في تعامل الإنسان مع بيئته و تفاعله معها و التي تعكس تأثيره فيها و تأثره بها .هي موضوع دراسة علم النفس .

تابع قراءة على مربعات الاجابة اسفل الصفحة التالية 

4 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
بحث حول نشأة علم النفس

علم النفس في العهد القديم

منذ وجد الإنسان كان يفكر في نفسته و يحاول أن يفهم سلوكه و يفسر أسباب تصرفاته، ومن أهم التفسيرات التي لا تزال لها آثار موجودة الآن اعتقاد أجدادنا القدامى بوجود كائن صغير يسيطر على أعمالنا ، فكانوا يتصورون أن مخلوقا صغيرا يسكن الجسم الإنسان و يتحكم فيه....أحيانا يكون هذا المخلوق طيبا و أحيانا يكون شريرا ، وأحيانا يترك المخلوق الصغير الجسم و قد لا يعود ثانية و كان هذا هو تفسير ظاهرة الموت...

و الذي يتأمل حياة قدماء المصريين كما تبدو في آثارهم و معاملتهم للموتى ، يجد الكثير مما يتماشى مع هذه المعتقدات ، فالصور و النقوش التي ترى في المعابد تدل على اعتقادهم بان الموت لا يخرج عن كونه انفصال للمخلوق الصغير عن الجسم ، و أن ذلك الكائن لا يزال حيا ، و إذن فلا بد من تزويده بالطعام و الملبس و كل ما فيه ضمان راحته في الحياة الآخرة.علم النفس ص 15

كان الاعتقاد السائد عند الإغريق منذ خمسمائة سنة قبل الميلاد أن هناك كائنا آخر غير مرئي متحدا مع الجسم المرئي ، و سمي هذا الكائن غير المنظور بالروح و لما كانت الروح في نظرهم قادرة على ترك الجسم و لا تخضع في حركتها لزمان أو مكان فقد فسروا بها بواعث السلوك من أحلام و تفكير و حس و حركة . و كانت هذه التفسيرات أساس علم الروح الذي أصبح علم النفس الآن.و نظرا لغموض معنى الروح و صلتها بالمعاني الدينية و الروحانيات التي تخرج عن مباحث علم النفس فقد استبدل لفظ الروح بلفظ العقل و بدا الفلاسفة يضعون النظريات عن العقل و علاقته بالجسم و كانت تصوراتهم للعقل لا تخرج عن تصوراتهم للروح في أنها مثلا نوع من اللهب الداخلي او البخار الرقيق الخفيف أو أنها نوع من الحركة،كما قال البعض أنها نوع من نسمة الريح أو هواء التنفس لان وقوف التنفس معناه خروج الروح أو ترك العقل للجسم فيصبح ميتا.(1)

كما نلمس عند الحديث عن الفكر السيكولوجي بدءاً من الفلسفة اليونانية بالرغم من طابعها الميتافيزيقي ، اثر الفلسفات التي سبقتها على التطور الذي عرفه الفكر الفلسفي اليوناني، و يشير مؤرخوا الفلسفة مثلا إلى بصمات الفلسفة المصرية الواضحة على تعاليم الفلاسفة اليونانيين و خاصة ( تاليس) الذي يعتبر مؤسس الفلسفة القديمة.

تنسب إلى( تاليس640-547 ق. م ) الحكمة المشهورةٌٌٌٌٌ (اعرف نفسك) التي أصبحت المبدأ الرئيسي الذي اعتمد عليه سقراط في تعاليمه. وتقدم مدلولات هذه الحكمة الدليل الواضح على محاولة حكماء تلك الحقبة فهم السلوك الإنساني ومكانة الإنسان في هذا الكون.

ذلك لأن وجود الإنسان وأصله ومآله كانت إحدى المشكلات التي حاول( تاليس) البحث فيها ومعالجتها. فقد رأى أن الإنسان كائن يتألف من عنصرين رئيسيين متناقضين، الجسد أو البدن من جهة، والنفس أو الروح من جهة ثانية.

ويشاطر( فيثاغورس 578-450 ق. م) وأتباعه تاليس نظرته إلى العلاقة بين الجسم والنفس كجوهرين لا صلة لأحدهما بالآخر من حيث أصله وطبيعته.

ويقول( فيثاغورس )بإمكانية انتقال الروح من إنسان إلى آخر، أو إلى أي كائن حي، بعد الموت. وهذا ما يعرف بتناسخ الأرواح. وقد لاقت هذه الفكرة صدى إيجابياً لدى بعض الفلاسفة اليونانيين. كما وجدت طريقها إلى معتقدات عدد من المذاهب الدينية المختلفة في مراحل متأخرة من التاريخ العالمي. ويذهب بعض المؤرخين إلى أن( فيثاغورس) لم يكن أول من طرح هذه الفكرة، وإنما نقلها عن الفلسفتين القديمتين: المصرية والهندية.

ثم جاء الفيلسوف( سقراط 470-399 ق. م) ليطور نظرة( تاليس)الى الإنسان، معلناً أن الجوهر الأول، أي النفس العاقلة أو الروح، هو جزء من العقل الكلي أو الروح الإلهية. أما البدن فيتألف من عناصر العالم المحسوس:الماء والتراب والنار والهواء. وبما أن النفس الإنسانية هي جزء من الروح الإلهية التي تسيطر على الظواهر والحوادث والأشياء الكونية، فإن بإمكان الإنسان السيطرة على بدنه والتحكم برغباته

وشهواته.

وعلى هذا فالنفس، من خلال هذا التصور، تشارك فيما هو إلهي، وهنا يبرز مغزى الشعار الذي رفعه سقراط "اعرف نفسك بنفسك". فمعرفة الإنسان لذاته تتوقف، في رأي سقراط، على الارتداد أو الرجوع إلى النفس وتأملها

و الوقوف على ما هو مشترك بينها وبين الروح الإلهية، أي بين الإنسان وبين الله.

وانطلاقاً من طبيعة كل من الجوهرين(النفس والبدن) يعتقد سقراط أن للنفس القدرة على البقاء بذاتها والخلود بعد مفارقتها الجسد، ما دامت تستمد حركتها من ذاتها، أي من الروح الإلهية. وهي على العكس من الجسد الذي يفنى لأنه يستمد حركته من الخارج.

تأثر( أفلاطون427-347 ق.م) بأستاذه إلى حد كبير. وهذا ما يظهر بجلاء عبر نظرته إلى طبيعة الروح والجسد ومصير كل منهما. و البرهنة على خلود الروح –بالنسبة له- تكون عن طريق المعرفة ذاتها؛ إذ من غير الممكن في رأيه تقديم تفسير صحيح وكامل للمعرفة من غير أن تتأمل الروح المثل التي تنتمي إليها قبل أن تحل في البدن. وهنا يطرح أفلاطون نظريته في المعرفة.

فالمعرفة الحقة تتم –في اعتقاد أفلاطون- عن طريق عملية التذكر التي يقوم بها الإنسان أثناء نشاطه الحياتي لما كانت النفس قد تمثلته قبل هبوطها إلى الأرض. فما ينتاب الإنسان من مشاعر وأحاسيس خلال مراحل حياته. وما يدركه من حوادث وأشياء وعلاقات على هذه الأرض، ما هو إلا الانطباعات والصور التي حملتها الروح معها من عالم المثل.

ويجد أفلاطون أن النشاط النفسي الدائم هو دليل خلود الروح. فالروح لا تعرف السكون، ولا تكف عن الحركة لأنها تستمد هذه الحركة من ذاتها. وهي، فوق ذلك، منزهة عن الموت باعتبارها مبدأ كل حركة. ولما كان هذا شأنها،فهي تشبه المثل المطلقة الخالدة، خلافاً للجسد الذي ينتمي إلى العالم المحسوس ويتركب من العناصر الفانية.

وعلى هذا فالإنسان –كما يراه أفلاطون- نفس وبدن. ويعتبر الارتباط بينهما ضرباً من تلاقي الأضداد واجتماعها. فالبدن يحول دون المعرفة الحقيقية لما يثيره من فوضى وتشويش في العمليات المعرفية. أما النفس فهي عقل خالص يتأمل جوهر الأشياء ويدرك كنهها. ولكنها تتعرض للعديد من المصاعب والضلالات حين يجرها البدن نحو الأشياء المحسوسة وتلبية الرغبات والشهوات الجسدية(الكهف الأفلاطوني).

و قد أوضح أفلاطون فلسفته في عدد من الأساطير و من امثلة ذلك أسطورة العربة التي شبه النفس فيها بعربة يجرها جوادان و يقودها سائق .فقال ان النفس الانسانية يكون احد الجوادين فيها سلس القيادة و هذا يرمز للارادة او النفس الغضبية ، و يكون الجواد الثاني عصبيا ميالا الى الجموح و هذا يرمز الى النفس الشهوانية .و اما السائق فيرمز الى النفس العاقلة و يتوقف توجيه العربة و حسن قيادتها للسائق من قدرة على التحكم و التوفيق بين طبيعة الجوادين.

وبما أن النفس كانت تعيش في عالم القيم السامية والمثل الرفيعة، ثم هبطت إلى عالم الفناء والتفسخ والفساد عقاباً لها، فإنها تتميز بعد اتحادها بالجسد عن النفس في ذاتها، أي قبل اتحادها به، إذ تتحول عندئذ إلى جسدية على نحو ما. وتبعاً لنسبة هذا التحول تتحدد قدرتها على معرفة الحقيقة وتجاوز الرغبات والشهوات واللذات الجسدية. وهذا ما حدا بأفلاطون إلى تقسيم النفس إلى ثلاثة أقسام:

١-الحكمة، ومركزها الرأس. وهي أعلى أقسام النفس مرتبة وأرقاها منزلة.

٢-الشهوة، ومركزها البطن. وهي أدنى مراتب النفس وأحطها.

٣-الشجاعة، ومركزها القلب. وهي تشغل الموقع الوسط بين الحكمة والشهوة.

ويرى أفلاطون ان هذه الأقسام توجد عند الناس بأشكالٍ متباينة ودرجات متفاوتة. فقد تتغلب الحكمة على الشجاعة والشهوة عند البعض، في حين تسود الشهوة على الحكمة والشجاعة عند البعض الآخر، أو الشجاعة على الحكمة

والشهوة عند الفئة الثالثة.

ويربط أفلاطون بين هذه الأقسام والانتماء الاجتماعي والطبقي للناس.فيجد أن المجتمع يتألف من ثلاث طبقات، تضم أولاها الحكام والفلاسفة الذين تسيطر الحكمة على أفعالهم وسلوكياتهم. وينتمي إلى الثانية منها العبيد

و الحرفيون وعامة الناس. ويّتسم هؤلاء بغلبة الشهوة على القسمين الآخرين. أما الطبقة الثالثة فتشمل القادة العسكريين والجند والمقاتلين. ويطغى جانب الشجاعة لديهم على سواه.

وهنا يتجلى الموقف الطبقي لأفلاطون وانحيازه إلى الطبقة الأرستقراطية الحاكمة، باعتبارها الطبقة المختارة التي أعطيت من النفس أرقى أجزائها وأسمى جوانبها، ووهبت أفضل القدرات العقلية لتتمكن –حسب زعمه- من

تدبير أمور البلاد وتنظيم شؤون المجتمع. أما العبيد والحرفيون والعامة من الناس والفلاحون فقد خلقوا للعمل من أجل الطبقة الحاكمة والجيش وسخروا من أجل خدمتهم.

إن موقف أفلاطون الطبقي ينعكس في آرائه التربوية. فقد اقترح إقامة بيوت عامة تتولى رعاية الأطفال منذ ولادتهم وحتى السابعة من العمر،ويشرف على تسييرها أناس مدربون ومختصون ومن ثم يجب أن يلتحق هؤلاء

الأطفال بالمدرسة ليتلقوا فيها مختلف أنواع المعرفة.ويظل حالهم هكذا حتى يبلغوا العشرين من العمر، فمن يظهر منهم ميلاً نحو الحكمة ينبغي على الدولة تشجيعه وتوفير الشروط اللازمة لتلقي العلوم من أجل أن يصبح قادراً على الإسهام في تسيير شؤون الدولة بعد الثلاثين من العمر. بينما يتوجب على من تبقى من الشباب بعد العشرين أن يلتحق بالجيش.

وعندما يتحدث أفلاطون عن تربية الأطفال و رعايتهم وإعدادهم، فإنه لا يعني سوى أبناء الطبقة الغنية في المجتمع. أما أبناء العبيد والسواد الأعظم من الشعب فلم يكونوا موضوع اهتمامه وحديثه عن التربية والتعليم.

جاء( أرسطو 384 - 322 ق. م) بعد ذلك
بواسطة (628ألف نقاط)
وحاول تذليل الثنائية التي قال بها سابقوه.

ولعلَّ المعطيات المتقدمة نسبياً في مجال الطب وعلم الأحياء يومذاك من ناحية، وملاحظاته العلمية التي قام بها أثناء مرافقته للقائد اليوناني( الإسكندر المكدوني) في حملاته العسكرية من ناحية ثانية مكنته من إدراك الكثير من الظواهر الطبيعية والحيوية والإنسانية، والانطلاق من الأسس العلمية في وصفها وتفسيرها. ويعتبر كتابه(في النفس)دليلاً على أن علم النفس قد صار حتى ذلك الحين ميداناً متميزاً إلى حد لا بأس به من ميادين المعرفة.

لقد وجد المعلم الأول أن ثمة علاقة بين الصفات والخصائص التي تتمتع بها النباتات والحيوانات من جهة، والشروط الطبيعية المحيطة بها من جهة ثانية. فهناك تباين بين الكائنات الحية التي تعيش في الجبال ونظيراتها التي تعيش في السهول، وبين هذه وتلك ومثيلاتها التي تعيش في الصحارى أو في المناطق الساحلية.

وانطلاقاً من هذه النظرة المورفولوجية حدد أرسطو موقفه من النفس، وطرح موضوعه اتحاد البدن والروح، وعدم إمكانية الفصل بينهما إلا عن طريق التجريد. ورأى أن من غير الممكن تقسيم النفس أو الروح إلى أجزاء ، كما فعل( أفلاطون). ولكنه وجدها تتخذ أشكالاً متعددة، وتتجسد في مستويات وقدرات متباينة، كالقدرة على التغذية، والقدرة على الحس، والقدرة على الحركة، والقدرة على الفهم. وإن هذه القدرات مجتمعة هي –في اعتقاده-خاصية الإنسان وحده دون سائر الكائنات الحية الأخرى. والقدرات الثلاث الأولى خاصية الحيوان. بينما لا يتمتع النبات إلا بالقدرة على التغذية فقط. وعلى هذا الأساس الارتقائي أكد أرسطو أن الإنسان هو النفس والجسد في وحدتهما. بيد أنه يعود في فصل لاحق من كتابه المذكور ليفرق بين النفس في ذاتها كعقل خالص، والنفس كعرض تتمتع بثلاث قوى: الحس المشترك،و الذاكرة والتخيل. ولما كان العقل –في رأيه- جوهراً لا تتناوله الحركة ولا يعرف التغير ولا التبدل، فإنه ليس عرضة للفناء. وإن كان فناؤه أو فساده بعد أن ينتابه الضعف والوهن في المراحل المتقدمة من عمر الإنسان، فلا يعني ذلك أن النفس قد أصيبت بأمر ما، وإنما يعني أن الفرد الذي تقيم فيه النفس هو الذي أصيب.

أما القوى الثلاث(الحس المشترك والذاكرة والتخيل) فترجع من حيث الطبيعة والنشأة، إلى الإنسان الذي يحمل النفس. وهي لا تشترك مع العقل في شيء. ويذهب أرسطو إلى أن وظيفة هذه القوى هي تمكين الإنسان من التفاعل مع محيطه عن طريق ما تزوده به من معارف حسية حول أشياء هذا المحيط ومظاهره .

إن الفصل بين العقل والوظائف النفسية الأخرى على نحو ما فعل أرسطو ما هو في نهاية التحليل سوى فصل ما هو خالد عما هو فان. وهذا أمر يعيده إلى موقع معلمه الذي ألح على ضرورة التفريق بين النفس والجسد، وأكد على خلود الأول وفناء الثاني.

لم تكن الثنائية فكرة مشتركة لدى الفلاسفة اليونانيين. فقد عرف الفكر اليوناني مجموعة من الفلاسفة الذين عارضوا سقراط وأفلاطون وأرسطو فيما يتعلق بمسألة النفس والجسد وجوهر العلاقة بينهما. ويأتي في مقدمتهم (هيروقليطس القرن السادس ق. م)) وديمقريطس القرن الخامس ق. م) ، يرى كل من( هيروقليطس وديمقريطس) أن النفس تتألف من ذرات نارية، تخضع في ظهورها وتبدلها إلى نفس القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية والاجتماعية. وبذا يدخل هذان المفكران الحياة النفسية ضمن المسار الشامل للظواهر والعمليات الكونية. و تتوضح هذه النظرة إلى النفس من خلال موقف الفيلسوفين من العلاقة بين النمو النفسي والتعليم. فقد أكد( ديمقريطس) على أن خصائص الشخصية والقدرات المعرفية تكتسب عن طريق التعلم . و في هذا المعنى يقول: "ا ن من غير الممكن الوصول إلى الفن والحكمة، إذا لم يتم تعلمهما.

كما اعتقد ( ديمقريطس) بأن النشاط شرط أساسي لتعّلم القواعد والموسيقا والحكمة، وبالجملة لنمو الإنسان نمواً كاملاً ومتكاملاً. يقول: "فالناس يصبحون جيدين بالتدريب أكثر مما يصبحون عن طريق الطبيعة.

لقد اعتمد كل من (هيروقليطس و ديمقريطس) في تصوراتهما على النجاحات التي حققها الفكر الإنساني بصدد بنية الكائن الحي والوظائف التي تؤديها أعضاؤه. ففي القرن السادس قبل الميلاد وجد الطبيب اليوناني( ألكميون-) ولأول مرة في التاريخ- أن الدماغ هو عضو النفس.

ووقف الطبيب والفيلسوف( هيبوقريطس )على أن الظواهر النفسية مرتبطة بالعضوية ارتباطاً مباشراً. فقد تصور أن الجسم البشري مؤلف من عناصر أربعة: الدم والصفراء والبلغم والسوداء. وأن هذه العناصر توجد بنسبٍ متفاوتة ، و يطبع العنصر الغالب شخصية الإنسان بطابعه.

وعلى هذا الأساس صنف( هيبوقريطس) الناس في أربعة أنماط أو طرز:

الدموي والصفراوي والبلغمي السوداوي. فكل نمط من هذه الأنماط يتسم بصفات جسدية وخصائص نفسية محددة :

1 دموي المزاج جيد الظاهر كثير الاشتهاء عميق النوم حسن المعاشرة متفائل و جدي و فعال و ان اكن من الناحية الذهنية سطحيا و بسيطا.

2 الصفراوي ضعيف زيتوني الشكل قليل النوم سريع الغضب سئ الأخلاق محب للجاه و السلطة ،حسود و مقاوم.

3 البلغمي سمين شكله،مائل الى الحمرة،عميق النوم ،اجتماعي ،بطئ الغضب ،قليل الفعالية،بطئ الفهم،

4 السوداوي ضعيف غامق اللون ،مهموم ،غير اجتماعي ،و ليس له رغبة في العمل ،و لكنه مقاوم و صبور وعموما انسان مضطرب و متألم و سئ الظن بالآخرين .

و ينسب هذا التقسيم أيضا ( لجالينوس) الذي عاش في القرن الثاني الميلادي.

. وقد احتفظ هذا التصنيف بقيمته العلمية حتى يومنا هذا، على الرغم من ظهور العديد من التصنيفات في القرن التاسع عشر والقرن العشرين.

وهكذا فالمنجزات الضخمة الأولى على طريق الفهم العلمي للنفس البشرية جاءت نتيجةً حتمية لتأكيد أصحابها على خضوع النشاط النفسي لقوانين معينة، شأنها شأن الظواهر الأخرى في المجتمع والطبيعة، وكذا ارتباطها بالبناء العضوي لجسم الإنسان. إلا أن اعتماد هؤلاء المفكرين على الشروط المادية لم يمكنهم من معرفة طبيعة التفكير المجرد وتفسير ظهور وتطور المثل والقيم الروحية والأخلاقية والجمالية والاجتماعية عند الإنسان .(1)

وفي القرن الثالث قبل الميلاد عرفت البحوث والدراسات التجريبية تطوراً كبيراً، ولا سيما في مجال العلوم الطبيعة والفيزيولوجيا، الأمر الذي أدت إلى وضع تصورات متقدمة حول النفس والصلة القائمة بين مظاهرها و أوجه نشاطها من جهة وبنية الجسم ووظائف أعضائه من جهة ثانية. فقد كشفت مجموعة أطباء الإسكندرية بإشراف( هيروفيل وايراز سترات) عن الأعصاب ودور النسيج العصبي في أفعال الإنسان ومواقفه إزاء العالم الخارجي. ودرست المجموعة علاقة الوظائف النفسية(الحس والإدراك) والحركات بتلافيف المخ.

(1) علم النفس في القرن العشرين ج 1 ، د بدر الدين عامود ، ص 31

و أكد هؤلاء الأطباء على وجود علاقة وثيقة بين النفس وبعض أعضاء الجسم(الدماغ والأنسجة العصبية) فقط، خلافاً لما كان شائعاً في تلك الفترة من أن العلاقة هي علاقة النفس بالجسد ككل.

أما في القرن الثاني قبل الميلاد فقد قام الطبيب الروماني( غالينوس) بتعميم المنجزات العلمية في ميدان الطب ووظائف الأعضاء وأثرى الأفكار التي كانت سائدة في عصره حول الأساس الفيزيولوجي للنفس؛ حيث ربط الجانب النفسي بالبناء العضوي لجسم الإنسان. وبذا يكون (غالينوس) قد اقترب من أحد عناصر الوعي.

لقد ميز( غالينوس) ثلاثة مستويات أو أنواع للروح، وهي: الروح النفسي ومركزه الدماغ والأعصاب، والروح الحيواني ومركزه القلب والشرايين، والروح الطبيعي ومركزه الكبد والعروق. ومن خلال ذلك أشار إلى وجود

نوعين من الحركات عند الإنسان: الحركات الإرادية التي تشارك فيها العمليات النفسية كالإدراك والانتباه والتذكر والتفكير، والحركات غير الإرادية التي تصدر عن الإنسان دون تدخل الشعور أو الوعي، كما هو الحال أثناء النوم

مثلاً.علم النفس ما بعد الميلاد
0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
علم النفس ما بعد الميلاد :

وفي ظل الحضارة العربية –الإسلامية لمعت أسماء كثيرة من المفكرين والعلماء في دنيا المعرفة وكان لأصحابها فضل كبير في حفظ التراث الفكري الإنساني وترجمته ورفده بالعديد من المعطيات الجديدة الأصلية، مما اعتبره

المؤرخون مقدمة أساسية من مقدمات النهضة الأوربية.

ومن بين هؤلاء المفكرين والعلماء نذكر على وجه الخصوص الكندي والفارابي وابن سينا وابن الهيثم وابن خلدون وابن رشد وابن طفيل.

لقد حظيت مسألة النفس بقسط اوفرٍ من اهتمام) الكندي(، وأفرد لها عدداً من مؤلفاته الكثيرة.

يرى) الكندي801-866 م( إن النفس مباينة للجسد، منفردة عنه بنية ووظيفة ومآلاً.

-) من أهم أعمال الفيلسوف الكندي التي ضمنها آراءه في النفس ما يلي(: ١-كلام في النفس مختصر وجيز.

٢-رسالة في أنه جواهر لا أجسام. ٣-رسالة في ماهية النوم والرؤيا. ٤-رسالة في العقل. ٥- رسالة

في القول في النفس. ٦-المختصر في كتاب أرسطو وأفلاطون وسائر الفلاسفة.) - فهي جزء من الجوهر الإلهي الروحاني، تسكن البدن بعد الولادة لتقف على ما يقوم به، وتقوم زلات الإنسان وأخطاءه التي تدفعه إلى الوقوع فيها قوة الشهوة أو قوة الغضب. يقول الكندي في هذا الصدد: " وذلك أن القوة الغضبية قد تتحرك على الإنسان في بعض الأوقات، فتحمله على ارتكاب الأمر العظيم، فتضادها هذه النفس، وتمنع الغضب من أن يفعل فعله، أو أن يرتكب الغيظ وتوتره، وتضبطه كمل يضبط الفارس الفرس، إذا هم أن يجمح به أو يمده. و يقول في هذا السياق: "فأما القوة الشهوانية فقد تتوق في بعض الأوقات إلى بعض الشهوات، فتفكر النفس العقلية في أنه . خطأ... فتمنعها عن ذلك وتضادها.

والتفاعل بين الإنسان ومحيطه يتم –حسب ما يرى الكندي- على ثلاثة مستويات: الإدراك الحسي، وتتولى القيام به الحواس الخمس. والمصورة أو المتوهمة، التي تقوم بوظيفة التصور، أي الاحتفاظ بصور الأشياء والموضوعات بعد إدراكها وأثناء غيابها من جهة، ووظيفة تخيل هذه الصور وتركيبها من جهة ثانية. وأخيراً العقل الذي يتولى معرفة الظواهر والحوادث وجواهرها على نحو أعمق وأشمل مما تقوم به النفس في المستويين السابقين.

ويلاحظ مدى تأثر) الكندي( بآراء الفلاسفة اليونانيين القدماء، ومنهم أفلاطون وأرسطو بشكل خاص. وهذا ما نلمسه أيضاً لدى الإطلاع على موقفه من النفس ومصيرها. فالكندي يجد أن الموت يلحق بالبدن وحده دون النفس، ذلك لأن النفس –عنده- جوهر شبيه بجوهر الباري عز وجل. فهي تتحول حالما تفارق البدن إلى "... عالم العقل فوق الفلك..." لتصير عالمة بكل شيء،وتصير "الأشياء كلها بارزة لها كمثل ما هي بارزة للباري عز وجل.

ولعلنا نجد موقفاً شبيهاً بموقف الكندي ونظريته في الإنسان والمعرفة عند( الفارابي870-950 م) فقد ذهب هذا الفيلسوف إلى القول بأن النفس الإنسانية وجدت بطريقة الفيض. وهي تسكن البدن بعد ولادة الإنسان. و لا تفنى أو تموت بعد موته، وإنما ترجع إلى الله ليثيبها على ما قدمت ويعاقبها على ما أخرت.

وتشمل النفس عند الفارابي خمس قوى متعاقبة من حيث وجودها الزماني وأهميتها، وهي: القوة الغاذية، والقوة الحاسة، والقوة النزوعية والقوة المتخلية،والقوة الناطقة. وتتركب كل واحدة من هذه القوى من قوة رئيسية واحدة، وقوى أخرى ثانوية تعمل لمصلحتها، باستثناء القوة الناطقة التي لا تتفرع عنها أية قوة، لأنها قوة رئيسية بين سائر قوى النفس. فالقلب يقوم بوظيفة التغذية الرئيسية، بينما تناط بأعضاء الجسد الأخرى كالمعدة والكبد والطحال وسواها الوظائف الثانوية في التغذية. وهي، إذ تقوم بهذه الوظائف، إنما ترفد بذلك القوة الغاذية الرئيسية.

وتتولى الحواس الخمس المعروفة إدراك العالم الخارجي وإمداد القوة الرئيسية(الحس المشترك)بالأخبار والمعلومات عن العالم الخارجي. فكل عضو من أعضاء الحس الخمسة يقوم بدور ثانوي أو بوظيفة فرعية تخدم الوظيفة الرئيسية التي يتولى القلب أداءها. وهكذا بالنسبة للقوة المتخيلة.

وما ينبغي ملاحظته في تقسيم الفارابي لقوى النفس هو اهتمامه بالجانب الانفعالي والإرادي وعلاقته بالجانب المعرفي في السلوك الإنساني.

وتبرز مقارنة رأي الفارابي بآراء سابقيه من الفلاسفة في النفس الأثر الكبير الذي تركه كل من أرسطو وأفلاطون بصورة خاصة على موقفه

لقد مهد نشاط الفارابي الفكري السبيل أمام ظهور أفكار عظيمة أكثر نضجاً في ميدان علم النفس ووفرت أعماله كثيراً من الوقت والجهد على من جاء بعده مما يمكن اعتباره بحق شرطاً من شروط نشوء علم النفس السينوي.

هذا ما يعترف به ابن سينا ذاته عبر الحديث عن الصعوبات التي لاقاها في فهم كتاب "ما بعد الطبيعة" لأرسطو. و حسب روايته فقد قرأ هذا المؤلف أربعين مرةً، دون أن يتمكن من الوقوف على أغراضه، وأنه عثر بعد ذلك وبالصدفة على كتاب الفارابي "أغراض ما بعد الطبيعة"، فاطلع عليه واستوعب مضمونه و أدرك غاياته.

انطلق ) ابن سينا 980 -1037 م ) من نظرته الثنائية إلى الإنسان، حيث وجد أن النفس تختلف جوهرياً عن الجسد. ولما كانت –حسب رأيه- جزءاً من العالم العلوي، على العكس من الجسد الذي يتكون من العناصر الأربعة(التراب والماء والنار والهواء، فإنها تتحد به عقب الولادة ، وتفارقه بعد الموت لتعود إلى الباري عز وجلّ فتحاسب على ما فعلت أثناء وجودها على الأرض. فهي من هذا المنظور صورة الجسد، وذات آلة به، ولكنها لا تفسد بفساده، ولا يغير موته جوهرها، وإنما تبقى كسائر الجواهر الخالدة.

ولقد كرس ابن سينا عدداً من رسائله لإيضاح موقفه من النفس وعلاقتها بالبدن، وأصلها ومصيرها. ولعلَّ أهم ما وصل إلينا من تراثه في هذا المجال "رسالة الطير" و "سلامان وأبسال" و "حي بن يقظان" وقصيدته العينية المشهورة ، وهكذا أبقى ابن سينا على الثنائية التي ميزت نظريات الفلاسفة السابقين أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو والكندي والفارابي.

ينظر ابن سينا إلى النفس من خلال مستويات ثلاثة: المستوى النباتي والمستوى الحيواني والمستوى الإنساني. وكلّ مستوى من هذه المستويات يتولى القيام بوظائف معينة . فالمستوى النباتي من النفس يقوم بوظائف التغذية والنمو والتكاثر وهو ما نجده عند النبات والحيوان والإنسان. وتقوم النفس الحيوانية بوظائف الإحساس والتخيل والحركة التي نجدها عند الإنسان والحيوان. أما المستوى الإنساني ووظيفته العقل، فهو يخص الإنسان وحده. ويشبه هذا التصنيف التصنيف الذي قدمه أرسطو. وهذا ما يحمل على الاعتقاد بأن ابن سينا تأثر بأرسطو في وضع هذه الحدود العريضة للنفس. غير أن الدخول في تفصيلاتها الدقيقة يضعنا أمام تباين وجهتي نظرهما. صحيح أن كلاً منهما تحدث عن وجود إدراك ظاهري تقوم به الحواس الخمس الخارجية وإدراك باطني تقوم به حواس داخلية، وأن أرسطو تحدث عن ثلاث من هذه الحواس الحس المشترك والذاكرة والتخيل، ولكن ابن سينا يضيف إليها حاستين أخريين. وهما: المصورة والوهم..(1)

وليس بعيداً عن ابن سينا نحا أحد معاصريه، و هو الفيزيائي والرياضي العربي) ابن الهيثم 956-1039 م( منحى آخر في نشاطه العلمي، واقترح أفكاراً جديدة في علم النفس الفيزيولوجي . فقد درس الإدراك البصري، وانطلق في تفسيره لهذه الظاهرة من قوانين البصريات. وقادته ملاحظته الدقيقة إلى القول بأنها تتم نتيجة انعكاس الموضوع الخارجي وتكون شكله على شبكية العين بوصفها جهازاً بصرياً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

(1) علم النفس في القرن العشرين ، د بدر الدين عامود، ص 35

إن ما اصطلح العلماء فيما بعد على تسميته إسقاط الشكل، أي نسبته إلى الموضوع الخارجي، اعتبره ابن الهيثم ثمرة لنشاط عقلي متمم ذي نظام راق. فحادثة الإبصار تعني بالنسبة لابن الهيثم، وجود الأثر المباشر للمنبهات الخارجية أولاً، ونشاط العقل الذي يمكن من إدراك أوجه الاختلاف والتشابه بين الموضوعات المرئية ثانياً. وقد افترض ابن الهيثم أن هذه العملية تتم بصورة لا شعورية. وبهذا يكون قد سبق كلا من( هيلمهولتز وسيجينيف) بأكثر من ثمانية قرون ونصف القرن إلى القول ب "الاستنتاج اللاشعوري" كآلية رئيسية للإدراك البصري

وفي المغرب العربي كان الإنسان والمجتمع محور نشاط الفلاسفة والمفكرين في تلك الفترة ويعد( ابن خلدون 1322-1406 م) واحداً من أبرزهم.

يميز ابن خلدون مراتب عديدة للنفس الإنسانية، تتحدد عبرها وبفضلها موضوعات النشاط البشري، بل وموقع الإنسان في هذا الكون. فالنفس في المرتبة الأولى تكون مرتبطة ارتباطاً كلياً بالبدن. وتعتمد في تفاعلها مع العالم الخارجي على القوى الحسية والخيال والذاكرة والتفكير بالمحسوسات. بينما تستطيع في المرتبة الثانية من الإفلات من عالم المحسوسات لّتتجه نحو "عالم المشاهدات الباطنية" و "التعقل الروحاني".وما يميز المرتبة الثالثة من النفس البشرية هو ما فُطرت عليه من قدرة التخّلي عن كلّ ما هو محسوس بصورة كلية والتحول إلى عقل محض أو "ذات روحانية".

إن المرتبة الأولى من النفس تسم أوجه النشاطات الحسية التي يقوم بها الناس عامة، والعلماء منهم خاصة. بينما تتبدى المرتبة الثانية في الرؤى ونشاطات الكهان والعرافين أما المرتبة الثالثة فهي خاصية الأنبياء وحدهم، و تتجسد في ظاهرة الوحي.(1)

وفضلا عن هذا-وفيما يذكر جيمس كو لمان أن الإنصاف العلمي يدعو للإشارة إلى أن من بين جميع حضارات العصور الوسطى لم يكن هناك غير العرب ممن استطاعوا أن يطوروا بعض الأفكار العلمية عن الأمراض العقلية. فقد نشأت أول مصحة عقلية في بغداد سنة 792 هجرية `وتبعها بعد ذلك إنشاء مصحات نفسية أخرى( بيمارستانات) في دمشق وبعض ا لمناطق والبلدان العربية وفي هذه ا لمستشفيات العربية كان ا لمرضى النفسيون يتلقون معاملة إنسانية في الوقت الذي كان زملاؤهم في الدول ا لمسيحية يحرقون ` أو يُلقون بالسلاسل في الأقبية المهجورة ا لمظلمة حتى الموت .(2)

اعتقد( ديكارت1596-1650م )أن سلوك الحيوانات والإنسان أشبه ما يكون بعمل الآلة.ولذا فهو ينطلق في تفسيره للسلوك من المبدأ الذي تفسر به الظواهر الفيزيائية،والانعكاس –عنده- هو الاستجابة اللا إرادية .REFLEX وهو مبدأ الانعكاس والآلية التي ترد بها العضوية على مثيرات العالم الخارجي بهدف التكيف معه.

و كان يرى ان الكائن الحي عبارة عن الة معقدة الصنع تتاثر بالصوت و الضوء و المؤثرات الخارجية من تلقاء نفسها .و لكنه فرق بين الحيوان و الانسان بقوله ان الحيوان يتصرف على اساس ميكانيكي صرف كالالات التي نراها .اما الانسان فبرغم كونه مثل الحيوان في قدرته على التصرف الالي الا ان استجاباته مبنية على ما يكون لديه من الوعي و الاحساس و الانفعال بما يميزه عن الحيوان. ولقد كانت فكرته عن العقل انه مادي كالجسم ايضا ،و ان له مكانا خاصا في قاع المخ في وسط الراس تماما في مكان ما يعرف بالغدة الصنوبرية ،و كان يرى ان هناك ارواحا حيوانية في شكل جسيمات صغيرة لا تشغل فراغا محسوسا ،و يمثلها بسائل رقيق او لهيب حي .و هذه الارواح الحيوانية يولدها القلب و تتخزن في المخ ،و تنساب في الاعصاب التي كان يصورها بقنوات تسمح بمرور هذه الارواح الحيوانية لكي تصل الى اعضاء الحس و الحركة فتحدث التصرفات التي يريدها العقل المسيطر، .(3)

مما سبق يمكن ان نلمس ان ديكارت كان اول من وضع مبادئ دراسة الجهاز العصبي و اول من وجه النظر لدراسة السلوك البشري على

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

(1) علم النفس في القرن العشرين ، د بدر الدين عامود، ص 41

(2) الانسان و علم النفس ،عبد الستار ابراهيم ، ص 34

(3) علم النفس، كامل محدمد محمد عويضة، ص 19

اسس فسيولوجية .و لهذا يعتبر ديكارت مؤسس علم النفس الفسيولوجي .

ومهما يكن من أمر فقد كانت آراء ديكارت في السلوك الإنساني والحيواني الأساس الذي اجتهد المفكرون والفلاسفة لتطويره وتوسيعه، وسعوا لصياغة أفكار أكثر تحديداً من خلاله وفي هذا الشأن يمكن تمييز تيارين رئيسيين؛ اتخذ ممثلو أولهما من الانعكاس منطلقاً لهم في تفسير كافة المظاهر السلوكية. بينما اعتمد ممثلو التيار الثاني في دراستهم للإنسان على الفصل بين ما هو نفسي أو روحي، وما هو عضوي أو جسمي، وأسبقية الروح وثانوية الجسد.

ثم جاء الفيلسوف الإنكليزي( توماس هوبز 1588-1679 ). فقد وجد هذا الفيلسوف أن الظواهر الكونية، بما فيها مظاهر السلوك، تقوم أساساً على الحركة الآلية.

فالموضوعات الخارجية تؤثر على أعضاء الحس
بواسطة (628ألف نقاط)
، فتنتقل منها إلى القلب والمخ بوساطة الأعصاب، حيث تحتفظ بحركتها هناك على شكل مشاعر وصور وأفكار.

وبذا يعد هوبز أول مفكر حذف مفهوم الروح واكتفى بدراسة دور الأفعال الآلية التي تصدر عن الجسم. وقد اعتبرت آراؤه حجر الزاوية في نشأة الارتباطية في القرن الثامن عشر ومن ثم تطورها عبر القرن التاسع عشر.

ولعلنا نجد موقفاً مماثلاً عند( باروخ سبينوزا 1632- 1677 )فالأفكار والأحاسيس والمشاعر تخضع في حركتها وديناميتها –من وجهة نظر هذا الفيلسوف- إلى نفس النظام الذي تخضع له الأشياء والحوادث الطبيعية في تشكلها وتطورها. ويشير سبينوزا إلى أن الظواهر النفسية، مثلها مثل الظواهر المادية، تنشأ وتتطور بفعل جملة من الأسباب والعوامل الموضوعية.

والنتيجة التي يخلص إليها هذا الفيلسوف هي أن دراسة هذه الظاهرة أو تلك تقتضي النظر إليها كمعلول يتوجب على الباحث معرفة العّلة والإحاطة بكافة عناصرها. ويمكن اعتبار هذه النتيجة إسهاماً من جانب سبينوزا في وضع مبدأ هام من مبادئ علم النفس، وهو مبدأ الحتمية.

هذا و اكتشف الفيلسوف الألماني( غوتفريد ويلهلم ليبنتز1646-1716) مفهوم اللا شعور،وميز في الحياة النفسية بين الظواهر اللا شعورية التي تنشأ على مستوى الإدراك من جهة، وبين الشعور أو الوعي الذي يتجلى في الانتباه والتذكر من جهة ثانية.

كان( ليبنتز) من أبرز ممثلي النزعة المثالية في عصره. فالعالم –عنده-يقوم في جوهره على مجموعة من الأرواح أو كما يسميها "المونادات". والموناد هو الجوهر الذي لا يتجزأ. ولدى تعميم هذا المبدأ على الكائن الحي، فإن الروح هي التي تؤلف جوهر كينونته وتعتبر العلة الأولى لكافة أنواع حركته.

إن أفكار( ليبنتز) بوجه العموم هي نموذج للاتجاه العقلاني الذي صبغ الفكر الأوروبي في القرن السابع عشر بصبغته الخاصة. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن المعرفة الخالصة هي نتاج العقل وحده. بيد أن تطور الحياة الاجتماعية والعلمية كانعكاس للثورة الصناعية الأولى التي شهدتها أوربا خلال القرن الثامن عشر كان له الفضل في ولادة اتجاه آخر، هو الاتجاه التجريبي الحسي الأمبيريقي. فالإحساس والإدراك والتجربة الحياتية للفرد هي، برأي أصحاب الاتجاه التجربي، مصدر المعرفة الإنسانية. ويعتبر الفيلسوف والمربي الإنكليزي( جون لوك 1632-1704 م ) مؤسس هذا الاتجاه.

يرفض( لوك )وجود قدرات أو صفات نفسية موروثة. فالطفل، من هذا المنطلق، يولد صفحة بيضاء. والمجتمع هو الذي يتولى تشكيل الظواهر النفسية وتطويرها لديه بعد الولادة. وعلى هذا النحو تتكون خبرة الإنسان وتتعاظم

تجاربه بصورة تدريجية مع انتقاله من سن إلى أخرى.

يولي لوك أهميةً كبيرةً للتربية. ويرى أن عليها أن تتجه نحو تكوين بنية جسدية متينة وعقل سليم وإرادة قوية وأخلاق فاضلة لدى الفرد كي يكون قادراً على مواجهة مشكلات الحياة.

و كان له كتاب في ذلك اسمه (أفكار حول التربية1693).

(هلم هلتز 1821-1894 م )قام ولاول مرة بقياس سرعة التحرك العصبي،من خلال التجارب التي اقامها على الضفادع و تحريك عصب الحركة في قدم الضفدع و قياس زمن الاثارة و الحركة و نتيجة الحركة بدقة بالغة ،و كذلك الحال في الاعصاب الحسية للانسان و زمان الحركة الانعكاسية للاعصاب .

(ارنست وبر 1795- 1878 )تركزت تحقيقات ارنست وبر على عمل الحواس ،و خاصة حاستي السمع و البصر ،لقد اثرت تجاربه الفسيولوجية الابحاث النفسية المتعلقة بالمؤثرات الخارجية و كيفية الاستجابة الحسية لها ،بحيث زاد من ربط عجلة علم النفس بالعلوم الطبيعية،و اضعف ارتباطه بالفلسفة الى حد كبير.

لم يكن وبر شانه شان هلتز يعطي اهتمام لمعطيات تجاربه من جانبها العلمنفسي –السيكولوجي-بل بما لها من قيمة فسيولوجية الاان علماء النفس استفادوا كثيرا من تحقيقاته،لاسيما المتعلقة في التخقيق حول اشكالية ارتباط البدن و الذهن،و كذلك بين المثير و الاستجابة،لقد كانت تحقيقات( وبر ) تجريبية بتمام معنى الكلمة و هذا ما فتح افاقا جديدة للباحثين في علم النفس و اكد مقولة امكانية الحصول على نتائج معطيات علمية مختبرية على الصعيد النفساني .

كان( فكنز 1801-1887 م) و احد تلاميذ وبر معروفا كفيزيائي و كعالم رياضي عندما اصيب بازمة خطيرة وجهت اهتمامه الى التفكير الماورائي في المسائل المتعلقة بالروح،..و اخذ يركز على العلاقة بين بين الروح و المادة ،كانت تلك العلاقة التي مبحوث عنها على وجه اكثر دقة هي العلاقة التي تتقرر بين المثير الخارجي لاعضاء الحس (نور، صوت، وزن..)ذي النطاق المادي ،و بين الاحساس الحاصل بواسطة هذا المؤثر ،وهو احساس داخل نطاق النفس ،و لكن كيف يمكن قياس الاحساس بذاته ؟لكي يصل فكنز الى ذلك استعمل النتائج التي توصل اليها العالم الفيزيولوجي الالماني( وبر) حيث دلل سنة 1834 على انه اذا كان فرد ما يستطيع بمشقة التمييز بين وزن 29 اونصة و وزن 32 اونصة (اذا رازنهما بيده) فهو بالكاد يميزالفرق بين 29 دراخمة و 32 دراخمة ذلك ان الحدة المطلقة للمنبه و هو الوزن قد صارت 8 اضعاف اقل (الاونصة تعادل 8 دراخمات) لكن اقل تدن في الوزن اللزم لكي تدرك الحواس قد ظل نسبيا هو نفسه 3/32 في المثال المذكور،(1)
0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
علم النفس الحديث :

من خلال ما تقدم في تصوير المسار المعرفي لعلم النفس لابد وان نصل الى هذه النتيجة الحتمية المترتبة على المنهجية التجريبية لعلماء الغرب ،وهي استقلالية علم النفس عن الفلسفة و تغيير المنهج التاملي و البرهاني العقلي في الفلسفة الى التجريبي في دائرة العلوم النفسية ،و لا بد ان يصدع احد العلماء بهذا الامر ،و يتحمل عبئ التاسيس لهذا العلم ،و لملمت المفردات المتناثرة ونتائج التجارب السالفة و صبها في بوتقة واحدة في إطارها الجديد، و هو ما قام به ويلهلم فونت 1832-1920 م ) بتأسيسه أول مختبر للدراسات التجريبية النفسية في المانيا1879 م في مدينة لايزيج و هو أول معمل مزود باجهزة خاصة الجراء التجارب على الحواس المختلفة من سمع و بصر و لمس و كذلك على كيفية التذكر و التعلم و التفكير و الانتباه و قياس سرعة النبض و التنفس في حالات الانفعال ،(8)

ودلت الدراسات التجريبية التي أجراها على ان معظم الوظائف النفسية كالتفكير و التعلم و التذكر و النسيان و الانفعال،يمكن ان تدرس دراسة موضوعية اي دون الاشارة الى الحالة الشعورية للفرد الذي تجري عليه التجرية . ففي دراسة التذكر مثلا يعطى الفرد درسا يحفظه في ظروف معينة –وهو مستريح او و هو منفعل او وهو وسط ضوضاء –ثم يسجل المجرب مدى اتقانه الحفظ و سرعته.ثم يعطى بعد ذلك درسا اخر مساوي افي الصعوبة للدرس الاول لكن في ظروف اخرى غير الظروف الاولى ..ويلاحظ المجرب ما اذا كان الحفظ في الحالة الاولى احسن او اقل منه في الحالة الثانية. ومن ثم يمكن الكشف عن الظروف المواتية للحفظ ، و استخلاص نتيجة عن طبيعة عملية التذكر...وخلال هذه التجربة لا يكون هناك داع على الاطلاق ليستخدم الفرد التامل الباطن.

و لما ظهر( داروين 1809-1882) بنظرته التطور كان لهذه النظرية اثر عميق في علم النفس ،اذ قضت على الشائع بانفصال الحيوان على الانسان انفصالا جوهريا، و اكدت اثر الوراثة في الوصل بين الماضي البعيد للخليقة و بين حاضرها ،كما اكدت اثر البيئة في تطور

الكائنات الحية و بقاء الانسب في معركة الحياة ..كما اثار ظهور هذه النظرية موضوعات و مشكلات جديدة لم يعهدها علم النفس من قبل ،فبدا علماء النفس يهتمون بدراسة سلوك الحيوانات المختلفة و غرائزها و ذكائها و عملية التعلم لديها ..كما زاد اهتمامهم بدراسة مراحل النمو النفسي في الفرد و في النوع و تاثرهما بكل من الوراثة و البيئة ،هذا الى جانب اهتمامهم بدراسة الفروق الفردية بين السلالات المختلفة ... و التي من دونها يكون كل الناس نسخة مكررة من بعضهم البعض . (1)

و لا يخفى ان هذه الدراسات المختلفة على الحيوان و الطفل لا يجدي التامل الباطن في تناولها ... ومن ثم قل الاهتمام بدراسة الشعور و زاد الاهتمام بدراسة السلوك.

ثم جاء الطبيب النمساوي (فرويد1856 1939) واثبت بادلة قاطعة وجود حياة نفسية لاشعورية الى جانب الحياة الشعورية ،بل ليست الحياة الشعورية الا جزءا يسيرا من الحياة النفسية باسرها ..ومن ثم اتسع مدلول الحياة النفسية و امتدت افاقها ،فانبسط ميدان علم النفس و موضوعه . فبعد ان ظل قرونا يقتصر على دراسة الخبرات الشعورية و يسمى( علم الشعور) ،اذا به اصبح يرى نفسه مضطرا الى ان يحسب للعوامل اللاشعورية حسابا كبيرا في تفسير الظواهر النفسية ،السوية و الشاذة ،جميعا.و بدت الحاجة الى منهج جديد للبحث في هذه الحياة اللاشعورية التي لا يمكن دراستها عن طريق التامل الباطن،بل بطرق غير مباشرة كملاحظة السلوك الخارجي للفرد و تعبيراته اللفظية..

و لما كانت البحوث النفسية تتعلق في اغلبها بامور معنوية كالتفكير و الانفعال مما جعل اخضاعها للتجريب امرا صعبا اذا قورن بالتجارب في الطبيعة و الكيمياء مثلا .فان حركة التجريب و البحث العلمي في علم النفس جاءت متاخرة عن العلوم الاخرى كالطبيعة او الفسيولوجيا.

و لهذا ليس بغريب ان نجد نشاة التجريب و القياس قد بدات على ايدي رجال هذه العلوم ذاتها ،

يمكننا ان نقول ان خطوة تطور علم النفس كعلم حقيقي قد بدات على ايدي عدد من العلماء الالمان منهم( فبر و فشنر ) و قد بحثا في العلاقة بين شدة الاحساسات و بين قوة المؤثر و تزايدها و وصلا الى صياغة القانون القائل بانه اذا كانت شدة المؤثر تتزايد في شكل متوالية هندسية فان شدة الاحساس تتزايد في صورة متوالية حسابية .

و و لعل ما كان يجري في معمل فونت في مقارنة الافراد في الاحساسات و الوظائف الادراكية و الحركية و غير ذلك كان متاثرا الى حد ما بما كان يجري في انجلترا على يد( فرنسيس جولتون1822-1911 م ) في البحث عن وراثة الصفات النفسية و الفروق الفردية في القدرات العقلية مما ادى الى البحث في قياس الذكاء و النواحي العقلية الاخرى فيما بعد.

و كان اسهام جولتون الرئيس في مجال طرق البحث ،و هو يعتبر مؤسس مدرسة القياس النفسي ، و واضع اول طرق للاختبار النفسي لقياس الذكاء و القدرة،و اعدها بالمقارنة بين مجموعات من الافراد من النقيضين،ممن يتميزون بالموهبة العالية او النقص العقلي الشديد (2)

و ساعد على ذلك المعاونة التي لقيها ( جولتون )من عالم الإحصاء الشهير( بيرسون) فوجها البحوث النفسية الى الاستفادة من الطرق الاحصائية و وجدت بذلك نواة علم النفس الإحصائي ،و أدخلت طرق التحليل العاملي في معالجة نتائج الاختبارات النفسية فيمل بعد.

و ليس من الإنصاف ان نقصر الفضل في تطور علم النفس كعلم على ألمانيا و انجلترا وحدهما ،بل ان حركة القياس العقلي في علم النفس قد أخذت طريقها إلى أمريكا أيضا على يد (جيمس مكين كاتيل 1860-1944 م )الذي كان ممن درسوا في معمل فونت كما افاد من دراسات (جولتون) فبعث حركة القياس العقلي في امريكا و كذلك (ادوارد لي ثورنديك 1874-1949 م ) الذي يعتبر إمام علم النفس التعليمي.

الذي اشتهر بنظريته المعروفة باسم نظرية المثير الاستجابة و ببحوثه في مجال التعلم ..و دراساته هي اساس نظريته في التعلم و هي التي اهتدى بها الى مبادئ او قوانين اشتهرت عنه ،او لها (قانون الاثر )و هو اسهامه الكبير في نظرية التعلم اطلاقا ، ومؤداه ان اي سلوك يثبت فاعليته او جدواه في موقف من المواقف فانه يرتبط به،بحيث اذا تكرر الموقف فان الغالبان يتكرر السلوك نفسه معه ، وعلى العكس فان السلوك الذي لا يثبت جدواه في موقف فان هذا الموقف اذا تكرر فان السلوك يستبعد غالبا ...ة القنون الثاني هو قانون التمرين و مؤداه ان الربطة بين المؤثر و الاستجابة تقوي الاستعمال ،و تضعف بعدم الاستعمال ..و القانون الثالث هو انتشار الاثر و يقصد به ان الاثار السارة او المواتية التي تعقب السلوك المواتي لا تقوي ايضا الارتباط بين اية مؤثرات اخرى استجابة لها ..(1)

و كذلك كان لكل من( ايتيارد) و (ادوارد سجوان1812-1880م ) في فرنسا فضل كبير في دراسة ضعاف العقول مما ادى الى ظهور مقياس للذكاء في فرنسا على يد (بينيه) في اوائل القرن العشرين.( 2)

و كانت التجارب على الحيوان مما ساعد على صيغ الحقائق النفسية بالصبغة العلمية و هو التجريب في علم النفس على الحيوان في النواحي النفسية المشتركة بين الحيوان و الانسان ،و التي لا يكون الخلاف او الفرق فيهما فرقا في النوع بل فرقا في الدرجة فقط ،مثل الاحساس و الادراك و تكوين العادات ،و كذلك في التعليم و الانفعال و الاضطرابات النفسية ،و بذلك اخذ العلماء يضعون اسئلة محددة و

يجيبون عليها بالتجريب مثل :في اي مرحلة من مراحل التطور يمكن ان يتعلم الحيوان شيئا معينا ؟ثم كم من الوقت يلزم لمحاولته في هذا التعليم؟و ماذا يحدث لحيوان اذا اثير بمؤثر معين؟ و اي مناطق المخ هي المسؤولة عن اساليب السلوك و نواحيه الادراكية و الانفعالية المختلفة؟....

و قد وجد العلماء في التجريب على الحيوان كثيرا من المميزات منها سهولة الحصول على عدد كبير من افراد الحيوان لاجراء التجارب،ثم ان دورة حياة الحيوان قصيرة يمكن اجراء التجارب على اكثر من جيل واحد ،علاوة على ذلك فهناك ظروف انسانية و اجتماعية تجعل من اليسير اجراء التجارب على الحيوان خصوصا اذا كان فيها خطورة على حياة الانسان .و من اهم من كان لهم الفضل في اجراء التجارب على الحيوان هم ( ايفان بيتروقتش بافلوف 1849 – 1936 م ) الروسي الذي كان يجري التجارب على الكلاب لدراسة الفعل المنعكس الشرطي .

و يشتهر بافلوف في مجال علم النفس باكتشافه للاشراط و تطويره له في ميدان التعلم .و التعلم الشرطي بطريقة بافلوف يشار اليه

باعتباره النموذج الكلاسيكي للتعلم الشرطي ... و اهمية بافلوف انه جعل من دراسة الافعال المنعكسة و هي دراسة فسيولوجية خالصة ،فلسفة علمية لم يسبقه اليها احد ، و كانت الاساس للمدرسة السلوكية في علم النفس . و قد راى بافلوف ان كل ردود الفعل سواء كانت ارادية او لا ارادية ،شعورية او لا شعورية ،فسيولوجية او سيكولوجية ،لا تعدو ان تكون افعالا منعكسة لها اسباب مادية .و يربط بين الاستجابات الجسمية و الاستجابات النفسية .و يقول بوحدة النفس و الجسم ... .

وكذلك (فولفجانج كهلر 1887- 1967 م) الذي اجرى التجارب على القرود في دراسة التفكير و التعلم ...

و كهلر احد مؤسسي مدرسة الجشطلت في علم النفس مع زميليه ( كوفكا و فيرتايمر) و عين سنة1921 مديرا للمختبر النفسي ببرلين ..

وهناك عالم كبير بل هو الاشهر بين زملائه في امريكا لا يمكن ان نغفل عن مجهوداته التي ساهم بها في هذا العلم انا و هو(جون بروداس واطسون)السلوكي الامريكي الاشهر و له الريادة في صياغة المذهب السلوكي و الدعوة له عبر و سائل الاعلام الامريكية ،حتى اصبحت مفاهيمه العامة و اصطلاح السلوكية من الامور المالوفة للمواطن الامريكي العادي ، وقيل ان شهرة واطسن بسبب دعايته لنفسه حتى نافست شهرته شهرة سيجموند فرويد في مجال علم النفس عند الجمهور الامريكي.

و قد راى واطسون ان علم النفس ينبغي ان يكون علما طبيعيا و ليس من العلوم الاجتماعية،و ان يقطع صلته بماضيه غير العلمي ، وان يقتصر في بحوثه على دراسة السلوك او دراسة الاستجابات على المنبهات البيئية،و في خلال مرحلة الثلاثينات من القرن العشرين مانت مدرسة علم النفس الوطسوني هي المدرسة الغالبة على الفكر النفسي ،الا ان تلاميذ واطسن و المتابعين له من بعد عدلوا الكثير من نظرياته.و يقول واطسون في كتابه الاخير (السلوكية)عبارته المشهورة ااعطوني اطفال اصحاء و اسوياء و ان اصنع منهم عشوائيا و من دون اختيار اطباء و محامين و فنانين و نجار مرموقين،او حتى شحادين او لصوص بصرف النظر عما قد يكون او لا يكون لهم من مواهب و قدرات و مهما كانت اصولهم العرقية .

و قد راينا انه من الضروري ان نمر ياختصار على الاتجاهات النظرية العامة لعلماء النفس فكان الاتي :
0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
نبذة عن الاتجاهات النظرية العامة لعلماء النفس:

1 -اتجاه يرى أن السلوك الإنساني محكوم من الخارج ` أي من البيئة و يمثل هذا الاتجاه »بافلوف « و »واطسون « و »سكينر « و »با ندورا Bandura «ويطلق على هذا الاتجاه اسم »السلوكية « ووسيلة هذا لاتجاه هي البحث

العلمي ا لموضوعي والتجارب العلمية ا لمنضبطة والكاشفة عن كيفية تعلم جوانب السلوك من البيئة.

2- الاتجاه التحليلي النفسي الذي أسسه الطبيب النفسي النمساوي ا لمعروف »سيجمند فرويد «Freud . لقد كان لجهود فرويد ثم »يونج Jung « و »أدلر «Adler و »ميننجر Menniger « الفضل في اكتشاف أن ما يحكم السلوك الظاهري للفرد دوافع لاشعورية ` قوى داخلية لا منطقية ` وغرائز بدائية هي الغرائز الجنسية والعدوانية عند فرويد جميعها تساهم في توجيه السلوك البشري والشخصية. ولأن هذه الدوافع لاشعورية ومكبوتة منذ الصغر فانه لا يمكن الاطلاع عليها إلا من خلال أحلام الفرد وتخيلاته الفردية ` والأخطاء اللامقصودة.

كما يمكن الكشف عنها علميا بمنهج التداعي الحر الذي يساعد على العودة بالشخص إلى ا لمراحل ا Aبكرة من الطفولة حيثيمكن للفرد أن يطلع على الأسباب الدفينة والقد يمة التي تجعله يتصرف على هذا النحو أو ذاك في الصحة أو ا لمرض.

وبالرغم من اتفاق علماء التحليل النفسي على أن مصادر السلوك والشخصية لاشعورية ` وأن خبرات الطفولة تلعب دورا حاسما في تشكيل الشخصية فيما بعد ` فإنهم اختلفوا اختلافات شاسعة أثارت فيما بينهم كثيرا من ا لمشاحنات والخصومات.

»ففرويد « يضع للغريزة الجنسية دورا بارزا في نظريته على أساس أنها هي التي تتعرض للكبت في الطفولة وتحرك السلوك على نحو لا شعوري بعد ذلك. إلا أن »أدلر « أبرز أن محددات السلوك اجتماعية وليست غريزية وتتركز على رغبة الإنسان في الانتماء والتفوق.وفشل الإنسان في ذلك يثير لديه إحساسا بالنقص الذي يوجه غالبية الشخصيات الإنسانية.

أما »يونج « ففضلا عن تأكيده على فكرة أ نماط الشخصية الانطوائية والانبساطية فقد رأى أيضا أن هناك لا شعورا جمعيا ولا شعورا فرديا. وعلى الفرد أن يجانس بين اللاشعورين حتى يحقق لنفسه التكامل الفردي والاجتماعي. ويعود الفضل( لمننجر « في إنشاء عيادة على الغرار الفرويدي قدمت تدعيمات لمبادئ فرويد.

3- وهناك أيضا الاتجاه الجشتالتي ` نسبة إلى جشتالت ` وهي كلمة أ لمانية تعني الشكل أو الصيغة الكلية. وهذا الاتجاه يرى كما يوحي الاسم أن إدراكنا للأشياء يتم ككل ثم يتميز إلى أجزاء.

ولهذا غلب أصحاب هذه ا لمدرسة اتجاه النظر للسلوك ككل وليس كجزئيات أو وحدات مستقلة كما تفعل السلوكية. وقد وضع أصحاب هذه ا لمدرسة أيضا عددا من القوانين التي تؤدي إلى إدراك الصيغات اﻟﻤﺨتلفة في البيئة` . ومن أهم ممثلي هذا الاتجاه »ماكس فرتهيمر Wertheimer « وكيرت كوفكا Kofka وكوهلر Kohler والثلاثة ولدوا بأ لمانيا.

4- وهناك اتجاه رائده العالم السويسري ا لمعروف »جان بياجيه Jean « Piagetالذي يرى أن عالم النفس ينبغي عليه أن يهتم بالعمليات ا لمعرفية وهي جوانب من السلوك لا تخضع للملاحظة ا لمباشرة ` ولو أنها تلعب دورا واضحا في توجيه السلوك والشخصية والتعلم. وماذا يعارض هذا الاتجاه ا لمعرفي الاتجاه السلوكي الذي يولي اهتمامه للسلوك الذي يمكن ملاحظته مباشرة. إن كثيرا من ا لمفاهيم يتبناها هذا الاتجاه ` ولا يمكن ملاحظتها بالعين اﻟﻤﺠردة ولكن يمكن الاستدلال عليها وذلك مثل التفكير والذكاء والوعي والقيم ` والتوقع. وهي أشياء يرى بياجيه-مثلا-أنها تحكم إدراكنا للعالم والبيئة ` دون أن يعني هذا أن البيئة أو العالم الخارجي يلعب دورا سلبيا في نمو وعي الإنسان. فبياجيه ` إذن ` يرى أن تأثير البيئة على الإنسان محكوم بمدى وعيه بها ` وهو وعي يمر في مراحل ارتقائية مختلفة. ولهذا يتغير إدراك البيئة لدى الشخص بتغيره ونموه ونضوجه. و يمكن أن يضم لهذا الاتجاه ا لمعرفي الفلاسفة الفنومنولوجيون وعلماء النفس الوجودي بدءا من كيركجارد Kierkegaard ثم »جان بول سارتر Sarter « و »رولوماى May « و »لينج .Laing «

ومؤدى هذا الاتجاه أن آراءنا عن العالم هي التي تحكم شخصياتنا. ولهذا يرى أصحاب هذا الفريق أن الطبيعة الإنسانية طبيعة ثرية وغنية ` وتحكمها الخبرة الخاصة للفرد ` وأن السلوك الإنساني لهذا السبب يجب أن يدرس بالتركيز على عالم القيم ` والأفكار والرموز وأساليب التفكير التي يبنيها كل فرد من خلال خبراته الخاصة.

و أخيرا وليس آخرا بالطبع-يوجد الاتجاه الإنساني humanistic الذي تبلور في السنوات الأخيرة »كقوة ثالثة « بين الاتجاه التحليلي والاتجاه السلوكي و يمثل الاتجاه الإنساني »أبراهام ماسلوا Maslow « و »فرديدريك بيرلز Perlz « و »كارل روجرز Rogers « . وا لمنطلق الرئيسي لهذا الفريق هو أن الإنسان بطبيعته مدفوع لفعل الخير ` وأنه ينطوي على دافع رئيسي للنمو والارتقاء والإبداع وتحقيق الذات. ولهذا يرى علماء النفس الإنساني أن وظيفة عالم النفس هي أن يساعد البشر على أن يكتشف كل منهم إمكانياته الحقيقية وإعانته على تحقيقها من خلال التوجيه والإرشاد.(1)

ميادين علم النفس:

و فيمل يختص بالموضوعات التي يدرسها علم النفس العام فهي كما يلي :الدوافع و الحاجات ،الانفعالات و العواطف ،كيف يتعلم الانسان سلوكه و ما صلة ذلك بتكوين العادات ،و عمليات التفكير المختلفة كالادراك الحسي و التخيل و التذكر و الذكاء ،ثم كيف تتكامل تلك

العوامل لبناء الشخصية السليمة.

و هناك ايضا عدة فروع نظرية لعلم النفس العام من امثلتها علم النفس الفسيولوجي الذي يبحث في الظواهر الجسمية الداخلية في اتصالها بالحالات النفسية على اساس ان هناك صلة قوية متبادلة بين الجهاز العصبي للفرد و سلوكه الخارجي .ثم علم النفس الطفل الذي يدرس حياة الطفل منذ ميلاده و يبحث في العوامل التي تؤثر في نموه و بين مراحل هذا النمو و كيفية اكتساب الطفل اللغة و التفكير و التقاليد

و تعامله مع الاخرين .و يدرس علم النفس الفارقي الفروق القائمة بين الافراد فيما بينهم من جهة و بين الجماعات و بعضها من جهة اخرى ليرى اسبابها و كيفية تكوينها . اما علم النفس الشواذ فيختص بدراسة ظواهر الشذوذ و الضعف العقلي و الانحرافات المرضية السلوكية لدى الافراد لمعرفة اسبابها و كيفية علاجها و نجد من ضمن هذه الفروع النظرية علم النفس الاجتماعي الذي يدرس السلوك الفردي في تاثره بالجماعة ،اي العلاقة القائمة بين الفرد و الجماعة في ظواهرها المختلفة مثل الراي العام و الزعامة و تغيير الاتجاهات الفردية و الجماعية و غيرها .

علم النفس الارتقائي يتناول بالدراسة مراحل النمو المختلفة التي يتجاوزها الفرد في مراحل حياته و خصائص كل مرحلة.و على هذا فان هذا الفرع يصوغ قوانين السلوك كما تتكون خلال المنبهات المتعلقة بالمنهج العضوي ،و الوصف الدقيق لشكل الوظائف النفسية و مستوى ادائها في مراحل العمر المختلفة ،و مدى اسهام عوامل الوراثة و النضج و الاكتساب في ارتقاء الوظائف.رحلة في علم النفس ص 15

بالاضافة الى علم النفس الحيواني الذي تقوم موضوعاته على المقارنة بين سلوك الانسان و الحيوان في الخبرات المبكرة و الغرائز و الدوافع و التعلم البسيط و السلوك الاجتماعي و السلوك الجنسي .

علم نفس المجتمع و يهتم بافراد الجماعة الذين يعانون من المشكلات النفسية باسلوب العمل داخل الجماعات و انشاء و تطوير برامج الجماعة بهدف تحسين الصحة النفسية لافراد هذه الجماعة.

علم نفس الشخصية يستهدف دراسة الفروق الفردية و كيفية قياسها .

و تتنوع الفروع و الميادين التطبيقية لعلم النفس تنوعا كبيرا و تعتبر كلها محاولات للاستفادة مما وصل اليه علم النفس العام من دراسات و نتائج مختلفة من امثلتها ما يلي :

علم النفس التجاري :يبين كيف يمكن التاثير على المشترين و اقناعهم ،ثم طرق معاملة الزبائن وماهي نفسية المشتري و دور الاعلان و الدعاية في الترويج للبضاعة.

علم النفس الصناعي :يدرس كيفية اختيار العامل وتوجيهه الى العمل الذي يتفق مع ميوله و قدراته حتى يزداد انتاجه و العوامل التي تؤدي الى وقوع الحوادث و كيف نقلل منها ثم ماهي احسن اوقات العمل و ما اهمية التدريب و غير ذلك.

علم النفس الحربي :و يدرس كيف يستخدم الجندي كل قواه النفسية باكبر قدر ممكن اثناء الحرب ، وما دور الانتباه في ذلك؟و ما هي افضل وسائل تدريب الجنود وضرورة توزيعهم على الوحدات المختلفة كل حسب مواهبه و قدراته الخاصة.

علم النفس التربوي و يبحث في تطور طرق التعليم و تحسينها و الشروط النفسية لاكتساب المعلومات و المعارف ،و يدرس ايضا قدرات التلاميذ المختلفة تمهيدا لان يوجههم الى انواع التعليم التي تتفق مع تلك القدرات.(1)

كما ان علم النفس الجنائي يدرس العوامل و الدوافع التي تؤدي الى وقوع الجرائم و يعمل على تقديم الوسائل الناجحة لعلاج المجرم او عقابه او اصلاحه و هذا الفرع هو الجانب التطبيقي لعلم نفس الشواذ.

علم النفس الاكلينيكي و يستخدم المبادئ النفسية و المعلومات السيكولوجية في تشخيص و تقييم و علاج حالات سوء التوافق و مشكلات الاطفال ،و الامراض السيكوسوماتية. و الامراض النفسية و العقلية و مشكلات المراهقين و اجراء البحوث الخاصة بالسلوك السوي و غير السوي.

علم النفس البيولوجي و يركز علماء النفس البيولوجيون على العلاقات الموجودة بين السلوك و الوظائف العقلية من جانب و الجوانب البيولوجية من الجانب الاخر

علم النفس التجريبي يقوم هذا الفرع من العلم بوضع خطة لاجراء البحوث في مجالات الادراك، الحواس، و الاحساس، الدوافع، الانفعالات ،الانتباه ،التعلم، التازر الحركي، الذاكرة ،التفكير،اللغة ،اسس السلوك.

علم نفس المقياس النفسي و يهدف الى انشاء و تقويم الاختبارات النفسية و يصمم ابحاث قياس السلوك و الوظائف العقلية.

علم النفس الهندسي يقوم بتصميم و تقويم بيئة العمل و الالة و اسليب التدريب و البرامج و النظم و ذلك بهدف تحقيق العلاقة بين الانسان و البيئة.(1)

(1) رحلة في علم النفس ،د كامل محمكد محمد عويضة ،ص 19

خاتمـة حول نشأة علم النفس و تطوره

لخص ودورث تاريخ علم النفس بعبارة لطيفة مفادها ان علم النفس عند اول ظهوره ازهقت روحه،ثم خرج عقله ثم زال شعوره و لم يبقى منه الا المظهر الخارجي و هو السلوك .

و لعل المتفحص لمقولة ودورث حول تاريخ علم النفس سيجد ان هذا العلم قد مر باربعة ادوار يمكن ليجازها بالاتي:

الاولى اقترانه بالروح قبل ظهور الدراسات المنظمة لكل من ارسطو و افلاطون و سقراط.

الثنية اهتمامه بالفعل بدلا من الروح على اعتبار ان الاختصاص بالروح هو من اختصاص العلماء الروحانيين ، و قد تجلى ذلك في البحوث السيقة لسقراط في العمليات العقلية كالادراك القلي الحسي ،و في تقسيملت ارسطو للنفس الى شهوية و غضبية.

الثالثة اقترانه بالشعور و بخاصة في القرن السابع عشر عندما اشار ديكارت امام الفلسفة الحديثةالى اعتبار كل من الجسم و العقل مادةبيد ان مادة الجسم تشغل حيزا من الفراغ بخلاف مادة العقل فانها لا تشغل حيزا من الفراغ و كذلك العقل خاص بالانسان دون الحيوان ووظيفته الشعور و ما يتبعه من العمليات العقلية كالادراك و التفكير و غيرها .

الرابعة اقترانه بالسلوك و بخاصة بعد ظهور المدرسة السلوكية على يد بافلوف و وطسن و انتقال البحث من امور تخمينية غامضة الى امور محسوسة يمكن اخضاعها لطرائق البحث العلمي كالملاحظة و التمرين.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
4 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...