0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (628ألف نقاط)

هل العنف سلوك مشروع و مبرر 

مقالة العنف و التسامح 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2024 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  2023-2024 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......

 وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

السؤال : هل العنف سلوك مشروع و مبرر؟ 

طرح المشكلة : 

للانسان أبعاد مختلفة أولها أنه كائن إجتماعي يتفاعل مع غيره أفراد كانوا أو جماعات وخلال هذا النسيج من التفاعل السوسيولوجي و السوسيوثقافي تنجم سلوكيات و ظواهر إنسانية منها العنف وقد جاء في تعريفه أنه كل سلوك تستعمل فيه القوة و القسوة ضد الآخرين سواء كان جسدياً أم نفسياً لفظياً يسمى النوع الأول ماديا و الثاني معنويا و حول مشروعية العنف و تبريره اختلفت وجهات النظر بين الفلاسفة و السياسين فهناك من يراه ظاهرة سلبية غير مشروعة يجب مقابلتها بالتسامح و لكن البعض الأخر أكد أن العنف حالة اجتماعية و ظاهرة انسانية ضرورية ومبررة و في ظل هذا الاختلاف و التضارب في الأراء لمسنا جدالا فلسفيا و ديالكتيك أمكن لنا التعبير عنه بطرح للاشكال التالي : 

هل العنف ظاهرة إنسانية إيجابية؟ 

محاولة حل المشكلة : 

الموقف الأول: 

العنف ظاهرة غير مشروعة ( مقابلة العنف بالتسامح) غاندي-كانط-راسل-روجي غارودي"

الحجج و البراهين :

 العنف هو أحد أخطر الظواهر الاجتماعية التي تشكل تهديدا واضح لأمن وسلامة الأفراد والمجتمعات نظراً لما ينتج عنه من أضرار جسيمة لا يمكن علاجها بسهولة في الكثير من الأحيان ينتج عن هذا السلوك زيادة في معدلات الجرائم والاعتداءات كنتيجة حتمية طبيعية لسيادة فكرة الانتقام والشر في نفوس الكثير من الأشخاص كما يمتلك البعض رغبة في السيطرة على الآخرين والتحكم بهم وهنا تظهر أفعالهم العدوانية العنيفة كما يتسبب العنف في ظهور الكثير من المخاطر والأضرار الهائلة على صحة وسلامة الفرد منها ضعف مهارات الفرد الاجتماعية في التواصل والتفاعل مع الآخرين إضافة إلى ذلك فإن العنف يؤدي الى الإصابة بعدد لا حصر له من المشكلات النفسية كالتوتر والقلق والاكتئاب والعزلة.

* أما من الناحية الدينية نلمس الرفض القاطع للعنف في نصوص الدين الإسلامي الذي جاء به رسول الإنسانية (محمد صلى الله عليه سلم) إذ ينادي الاسلام بالتسامح و اللين و اللطف في المعاملة و اللاعنف وهذا ما أكدته آيات كثيرة في القرآن الكريم و أيضا أحاديث النبي هنا قد نشير إلى بعضها كقوله تعالى { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الُْمحْسِنِينَ} و قولها جل جلاله{ خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} وقد دعى رسول صلى الله عليه و سلام إلى السلم و التسامح فقال "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" كما نجد من الديانات الوضعية من ينبذ فعل العنف و ينادي بالتسامح بين الناس وهذا ما عرف عن الديانة البوذية القديمة التي لم يوجد بين تعاليمها ما يحث على العنف بل إن تعاليمها كانت تسعى للقضاء على العدوانية عن طريق التأمل والتعاطف مع جميع الكائنات وفي موعظة مانغالا سوتا "النعمة" يدعو بوذا إلى التصرف بكرامة ولطف وتجنب الشر والأذى والعنف والتقشف في الحياة والصبر على المصائب.

 *ويقدّم جان ماري مولر في كتابه " نزع سلاح الآلهة" عرضاً موسعا للأديان، ولاسيّما للمسيحية والإسلام من منظور فريضة اللّاعنف، مقدما قراءة معمقة للنص الديني مستنتجا" إن الله لا يسمح بانتصار الشر" وإن حصل ذلك فإما إنه ليس قديرا، وإما إنه ليس طيبا، والله هو الذي يصلي للبشر لأنه محبة، وهو مطلق والفريضة التي يتحدث عنها يقصد بها الفضيلة التي تمنح الإنسان هذا القدر من المحبة والطهرانية والروحانية الإنسانية وتقرب البشر من بعضهم بغض النظر عن الدين أو حتى الإيمان أو التدين أو اللاتدين ، لأن الجميع يمكن أن يجتمعوا في خيمة التعايش والسلام وحب الخير.

* و نجد في فلسفة الأنوار الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط الذي دعى إلى السلام و ثقافة العيش المشترك بعيدا عن العدوانية و الحرب و الصراع بين الشعوب و الدول و قد وضع كانط كتابين حاول فيهما أن يؤسس لفكرة السلام و التسامح و هما كتاب مشروع السلام الدائم و كتاب ميتافيزيقا الأخلاق لأن الواجب في معتقده يقتضي فعل التسامح حيث يقول " إفعل الخير لأنه خير و ابتعد عن الشر لأنه شر " و هذا يعني أن الاحترام دين لا بد من تأديته لمن يستحقه فالتسامح هو قانون أخلاقي مقدس فكل إنسان يجب أن يحاط بالاحترام بوصفه غاية مطلقة و نجد في الفلسفة الإنجليزية من يدعم هذا المبدأ و يؤكد على ضرورة التسامح و الابتعاد عن الحروب و القتل في عالم البشر و هو الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل فقد تساءل في كتابه " هل للإنسان مستقبل؟" حول امكانية أن يبقى للجنس البشري وجود في ظل العنف الذي سيطر على الأفراد و الجماعات و كان يرى أسبابه الحقيقة في وجود بعض العواطف الانسانية المؤذية التي جب الابتعاد عنها وهي الكبرياء المتعالي و الحسد و الغير و أيضا عواطف أخرى تولد العنف و هي تلك التي تشحنها الدول في أفرادها مثل القومية و الوطنية المتطرفة و التي تنتشر في زمن الحروب يقول راسل " قد لا نستطيع إصلاح كل شيء لكن نستطيع أن نبتعد عن كل ما يعكر السلم في عالمنا ويؤذينا" و يقول أيضا " تذكر انسانيتك و انسى أن الأخر عدوك"

* اعتبر مهتما غاندي زعيم الثورة السياسية الهندية داعية سلام عالمي و رجلا متسامحا لم يقبل يوما ثقافة الحرب و حمل السلاح فهذا الزعيم غاندي قد أسس فلسفة التسامح اللامشروط، رافعًا شعار " العنف واللاتسامح صفقة خاسرة لأنهما ضد الفطرة الإنسانية" قاد غاندي مقاومة على سياسة العنف الإنجليزي في بلده وأسس لفلسفة اللاعنف ومن أقواله" أين يتواجد الحب واللاعنف تتواجد الحياة" و قال أيضا " إن اللاعنف والتسامح المطلق قوة عظمى لدى الإنسان بل هي أعظم ما أبدعه الإنسان" .

"ذات يوم سيكون كل شيء على ما يرام، هذا هو املنا أما أن نقول كل شيء على ما يرام فهذا هو الوهم" كانت هذه مقولة الفيلسوف الفرنسي فرانسوا ماري فولتير باعتباره رائدا في التنوير والتسامح في مرحلة كان يغلب فيها الصراع الديني الدموي بين الكاثوليك والبروتيستانت ورغم أن فولتير توفي قبل الثورة الفرنسية بإحدى عشرة سنة فإنه يعتبر واحدا من آبائها العظام وقد كان كتابه “رسالة في التسامح” مرافعة جريئة في وجه التعصب الديني أكد فولتير فكرة الحرية الدينية و رفض ممارسة العنف باسم الدين ولهذا اعتبر في أوروبا رائد التسامح الديني يقول فولتير" كن شديد التسامح مع من خالفك الرأي فإن لم يكن رأيه صائبا فلا تكن انت على خطأ بتشبثك برأيك" وفي هذا القول تقبل للأخر بطريقة تجنب الانسان العنف والشرور الناتجة عن التعصب والإكراه الديني الذي قد يحرم البشر من حريتهم.

* وحول كيفية التعامل مع ظاهرة العنف و ترسيخ اللاعنف و التسامح مع الأخر لابد من تسليط الضوء على أهم أعلام فكر حوار الحضارات ونقصد هنا أحد أكثر المنظرين والمتحمسين لهذه التسامح وهو الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي الذي كانت فلسفته محاولة لإيجاد مساحات مشتركة والبحث عن نقاط التلاقي بين كل الحضارات والمجتمعات، بغية التلاقي والتعاون فيما بينها، والابتعاد عن الصدام و العنف الديني أو الثقافي و رحب المجتمع الدولي بفكرة غارودي الحضارية الداعية للتسامح فخصص يوم 16 نوفمبر من كل سنة يوما للتسامح بمبادرة من منظمة اليونسكو سنة 1995 .

النقد : 

على الرغم من أهمية هذا الطرح إلا أنه من الناحية المنطقية لا يمكن الجمع بين النقيضين( مبدأ عدم التناقض ) أي لا يمكن الجمع بين العنف و التسامح . كذلك عبرت بعض الدراسات المعاصرة أنه لا يمكن التخلي عن منطق القوة لأن لأن هذا سيخلق فوضى و اضطرابات سياسية كما أن البحث عن مجتمع مثالي يبتعد عن العنف مثلما كان يحلم به كانط أو راسل بعيد عن التحقق يوما ما إضافة إلى ذلك فإن الإسلام حتى و إن حرم الظلم و العنف و لكن هناك مواقف يجب أن يستعمل فيها الانسان القوة مثل رد الأذية و هو مطلب ضروري في الدين كالدفاع عن الوطن و عن الدين و عن الشرف و الحرية.

الموقف الثاني : العنف ظاهرة مشروعة و مبررة ( يجب مقابلة العنف بالعنف) " كليكلاس- هيرقليطس-نيتشه-هوبز".

يتبع في الأسفل على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
هل العنف سلوك مشروع و مبرر

يتبع

الحجج و البراهين :

* بدون العنف تتعذر الحياة فهذا الفعل هو جزء من الطبيعة و هو يحكم جميع ما في الكون من مخلوقات و هذا ما أكد عليه الفيلسوف اليوناني هيرقليطس الذي اعتبر العنف محرك للعالم و الموجودات و أصل لكل شيء يقول في هذا الشأن " القتال أبو سائر المخلوقات" و يقول أيضا " العنف أصل العالم و محركه فلا شيء يأتي من اللاشيء فلكي تكون الأشياء لابد من نفي الشيء و تحطيمه فالعنف يتضمن الحياة و الأشياء تعرف بأضدادها" ونجد هذا الرأي حاضرا في فلسفة كليكلاس الذي أكد بدوره على ضرورة العنف فهو قانون الطبيعة و لهذا لابد أن يكون هو القانون المسيطر على حياة الأفراد لأن الإنسان جزء من الطبيعة و لهذا فهو محكوم بقوانينها و يعتبر قانون القوي يأكل الضعيف أهم قانون يجب أن يعتمده الإنسان في حياته مثلما تفعل الحيوانات مع بعضها البعض يقول في هذا الصدد " العنف و القوة مصدر كل سلطة اذا كان القوي في الطبيعة هو الذي يسيطر فإنه من العدل أن يحدث ذلك في المجتمع الإنساني" .

* و في الفلسفة الحديثة نجد فلاسفة العقد الاجتماعي يؤكدون على الدور الأساسي الذي يلعبه العنف في حفظ الأمن و الاستقرار و من بينهم توماس هوبز الذي كان يشرع إستعمال الدولة القوة و العنف ضد الرعية و يرجع هذا لأنه اعتقد في فرضية الحالة الطبيعية أن الانسان كان يعيش فيما مضى في الطبيعة حيث لا قانون سوى قانون الغابة و كانت فطرته و طبيتعه شريرة و عنيفة وبعد ذلك قرر أن يدخل في جو من التنظيم السياسي من خلال وضع الدولة كجهاز يفرض الأمن و يقضي على الفوضى التي تسببها الطبيعة الشريرة للانسان و لهذا قال " الانسان ذئب لأخيه الانسان" بمعنى أن الدولة مجبرة على إستعمال العنف ضد افرادها تماشيا مع فطرتهم الأولى و نجد في نفس هذه النظرية و نعني بها العقد الاجتماعي الفيلسوف جون جاك روسو حيث يؤكد هذا الأخير أنا العنف مشروع مدام الهدف منه هو التنظيم و القضاء على ظلم البشر لبعضهم البعض يقول روسو" العنف وسيلة أخلاقية مادام يقف في وجه الظلم و الاضطهاد وباعتباره وسيلة تسعى إلى استرجاع الحقوق المسلوبة".

* أما الفيلسوف الإيطالي نيكولا ميكيافيلي فقد أكد في كتابه الأمير أن العنف ظاهرة إنسانية ضرورية و أسلوب سياسي ناجح يجب أن يتبعه الملوك و الأمراء في دولهم و ممالكهم لأن الرعية لا تحترم القوانين دون إستعمال القوة وأن الملوك الذين يتسامحوا مع أخطاء رعيتهم يفقدون هيبتهم و احترامهم و لهذا فإن الحاكم الناجح هو الذي يعتمد منطق القوة و يتميز بصفتين من صفات الحيونات صفة المكر في الثعلب و صفة القوة في الأسد يقول ميكيافيلي " الغابة تبرر الوسيلة" يقول أيضا " العنف هو القضية الأساسية التي تمكن من انجاز أي مشروع خاص في مجال الحكم" .

* و في الفلسفة المعاصرة نجد الفيلسوف الألماني نيتشه يؤكد على أهمية القوة و العنف في حياة الانسان فالعالم ملك للأقوياء و لا مكان للضعفاء فيه يقول نيتشه " الأخلاق من صنع الضعفاء وضعوها ليحموا أنفسهم من الأقوياء" جعل نيتشه من القوة الطريقة المثالية ليحفظ أي مجتمع بشري وجوده في المكان الذي لا يعترف سوى بصاحب القوة يقول أيضا " العنف سلاح طبيعي مناسب لحفظ البقاء" .

* كما أكد الفيلسوفان الاشتراكيان ماركس و انجلز أن القوة هي أفضل وسيلة للتغير الاجتماعي و الاقتصادي و أدات ناجحة في رد حق الطبقة المظلومة و الكادحة في المجتمع الإنساني و نشر المساواة الاجتماعية و العدالة و يسمي انجلز هذا النوع من العنف بالقوة المضادة أي تلك التي جاءت كردة فعل ضد الواقع المرير و كان ماركس أشد تأكيد على فلسفة القوة في كل تغيير اقتصادي او اجتماعي و لهذا قال في خطابه الشهير الخاص باصدار البيان الشيوعي سنة 1848 و هو كتاب مشترك مع صديقه انجلز " يا عمال العالم اتّحدوا ثوروا ليس لديكم ما تخسروه سوى أغلالكم وأمامكم العالم كله لتكسبوه" يقول ايضا " الرجال يصنعون تاريخهم بايديهم من خلال الصراع و النزاع".

* كذلك عبر المفكر الفرنسي ألبير كامو أن الرجل الثائر هو الرجل الذي يقول” لا ” و هذا يعني أن الأمور تفاقمت و زادت في التدهور و أن هناك حدودا يجب الوقوف عندها . موسوليني ” إن السلام الدائم لا هو بالممكن و لا هو بالمفيد , إن الحرب وحدها بما تحدثه من توتر هي التي تبعث أقصى نشاطات الإنسان و التي هي وسام النبل على صدور أولئك الذين يمتلكون الشجاعة لمواجهتها" وقريب من هذا الرأي يقول ميشال فوكو " إن الأقوى ماديا هو الذي يفرض حقيقته ولو كانت كاذبة " لأن رفض هذه الحقيقة الكاذبة من طرف الضعيف معناه الحكم على ذاته بالموت و النفي من طرف هذا القوي المتسلط و هذا ما يؤكده مسلسل صراع الحضارات و الحروب العالمية وعن هذا التناقض يبيّن غوسدورف " أن ازدواجية الأنا والآخر تتألف في شكل صراع " فطبيعة الإنسان تتميز بالأنانية ولاستمرار بقاء هذه الذات يجب إقصاء الآخر الذي يهدد وجودها.

* و يؤكد سيغموند فرويد وهو أبرز علماء النفس المعاصرين أن العنف الإنساني مبرر فهو نتيجة لانفعالات نفسية مختلفة ومتراكمة تم كبتها داخل أعماق النفس و لم تجد المجال لتعبر عن نفسها في الحالات الشعورية و هنا يعبر عنها الانسان بالعنف كفعل ضروري يستعمله الانسان في عملية تفريغ الذات من المحتوى السلبي الذي يؤلمها و يرى فرويد أن تلك الكبوتات تعود لأزمات قديمة منذ الطفولة و منها الحرمان العاطفي و الشعور بالنقص و يضيف فرويد أن الاحباطات و الفشل في تحقيق بعض الرغبات يفعل نزعتين في الإنسان و هما نزعة "إيروس " و يعني بها فرويد نزعة الحياة و "تيناطوس" وهي نزعة الموت يقول فرويد " ليس الانسان قطعا ذلك الكائن الطيب و الذي يقال عنه انه يدافع عن نفسه عندما يُهاجمُ بل هو العكس من ذلك كائن يتحتم عليه أن يضع في حساب معطياته الغريزية نصيبا كبيرا من العدوانية".

النقد :

لا يمكن انكار صحة هذا الموقف الفلسفي في تبرير العنف لكن لا يمكن التصديق بما ذهب اليه هؤلاء الفلاسفة فالحقيقة أن فكرة العنف و جدت في المجتمعات البدائية و هي لا تتناسب مع صفة الإنسان المتحضر فلا يمكن إخضاع التجمع الإنساني لقانون يحكم الحيوان مادام منفردا بملكة العقل بل إن الدراسات التي قام بها العالم النفساني ايريك فروم أكدت أنه حتى الحيوان ليس عدوانيا إلا في لحظة البحث عن الغداء أو مواجهة خطر خارجي فكيف يتنازل الإنسان عن قيمه الإنسانية إلى مرتبة الحيوانية كما أن العنف لا يولد إلا العنف و هذا ما يعني الصراع الدائم .

التركيب :

 من خلال ما تقدم يتبن لنا أنه باعتبار الانسان كائنا عاقلا اجتماعيا أخلاقيا و سياسيا فإنه لابد عليه من أن يسبق فعل التسامح و يعمل على رفض ثقافة العنف و الابتعاد عنها هذا لما يحمله هذا السلوك من أضرار مادية و معنوية على الفرد و المجتمع ولكن هذا لا يلغي ضرورة العنف و الحاجة اليه وهذا حسب الأسباب و الظروف التي تؤدي الى استعماله مثل حالات الدفاع عن النفس أو الدفاع الحرية والشرف و بهذا نقول بأن السلوك الأساسي الذي يجب اتباعه هو التسامج و لكن يبقى العنف فعلا جانبيا يستعمل مؤقتا ووفق ما تقتضيه الضرورة و بكل تعقل حتى لا يخرج عن السيطرة و يولد قانون الغاب يقول بليز باسكال " العدالة بدون قوة باطلة و القوة بدون عدالة ظالمة".

 حل المشكلة :

ختام القول يمكن التأكيد أن الإنسان طبق العنف من أجل البقاء في مرحلة أرغمته الظروف على ذلك لكن التحولات التي عرفها التجمع البشري أصبحت تميل أكثر إلى التنظيم و الحضارة مما يعني ضرورة التخلي عن فكرة الصراع, و من ذلك الإيمان بفكرة التسامح و الحوار الحضاري. هذا كله لا يخدم الفرد فقط بل يخدم المجتمع الدولي الذي يهدف إلي مشروع الكونية والعالمية التي يتم من خلالها إلغاء كل الحدود و كل أسباب التعصب و العنف وقد مكنة حكمة الإنسان و قدراته العقلية و النفسية من أن يجمع بين النقيضين فيقابل العنف باللاعنف و اللاتسامح بالتسامح و هذا ما يسمى في المجال الأخلاقي تهذيب المفاهيم المتناقضة كغاية للتكيف

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...