تحليل نص فلسفي حول اهمية الفلسفة برتراند راسل
تحليل نص فلسفي حول أهمية الفلسفة للفيلسوف برتراند راسل نموذج منهجية تحليل نص فلسفي:
<< مرحباً بكم أعزائي الزوار طلاب وطالبات العلم في صفحة[[ موقع باك نت]] يسرنا بزيارتكم أن ان نقدم لكم جميع اسئلة المناهج الدراسية بإجابتها الصحيحه والنموذجية وحل المسائل والمعادلات والمصطلحات والمفاهيم على صفحة موقع{{ باك نت}} التعليمي بصيغة نموذجية وصحيحة حسب طلب الحل سؤال_وجواب >>كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول.....تحليل نص فلسفي حول اهمية الفلسفة برتراند راسل
إجابة السؤال هي :: :
تحليل نص أهمية الفلسفية باك 2024 2025
النص: " إن أهمية الفلسفة متأتية من كونها تشد أنفسنا، أو إن شئت يقظتنا الفكرية، لأن هناك قضايا خطيرة في الحياة لا يستطيع العلم أن يعالجها، أو أن يقول فيها كلمته، ولأن الرأي العلمي(...) ليس هو الرأي المناسب لتلك القضايا.
ثم لأن الفلسفة" تقودنا" إلى شيء من التواضع العقلي، إننا بفضل الفلسفة نعرف أن هناك أشياء كانت في الماضي محل يقين علمي، لا يتطرق إليه الشك، ولكن، تبين فيما بعد، أن ذلك اليقين العلمي خطأ فادح.
إن اليقين العلمي، لا يمكنه أن نصل إليه عبر الطرق القصيرة، وبالوسائل المبتورة، إن الناس بدؤوا يكتشفون أن عملية فهم العالم ليست سهلة، وهذه العملية هي الرسالة الأولى التي تهدف إليها الفلسفة، وسواء أردنا أن نستعمل العلم أو الفلسفة لهذا الفهم، فإنه لا مناص لنا من أن نستغرق وقتا طويلا، وأن نتسلح بفكر يبتعد عن روح اليقين والتصديق المتسرع."
برتراند راسل: من كتاب: الفلسفة بنظرة علمية.
1) مقدمة:
أ) تمهيد : بعد انفصال العلوم عن الفلسفة واستقلالها، بالفيزيقا موضوعا وبالمنهج التجريبي وسيلة، ما مكنها من تحقيق نتائج كبيرة كان لها دور كبير في النهضة الأوروبية، بينما بقيت الفلسفة حبيسة المنهج العقلي التأملي، ولم يبق لها سوى موضوع الميتافيزيقا والمنطق الصوري، لذلك أثيرت في الآونة الأخيرة من العصر الحديث وبداية التاريخ المعاصر، أهمية وقيمة ومكانة الفلسفة، أمام باقي العلوم الأخرى، فكان النقاش والجدال قويا بين الفلاسفة والعلماء،
ب) تحديد الإطار الذي يندرج ضمنه النص: والنص الذي أمامنا يندرج ضمن مبحث المعرفة، من خلال تطرقه لعلاقة الفلسفة بالعلم، وهو للفيلسوف والرياضي الانجليزي"برتراند راسل: 1872/1970م." المأخوذ من كتابه "الفلسفة بنظرة علمية"
ج) طرح الإشكال الذي يدور حوله النص: والمشكلة التي يطرحها النص هي: فيما تكمن أهمية الفلسفة وقيمتها، أمام التقدم الهائل الذي حققه العلم؟ وبعبارة أخرى، هل بقيت للفلسفة مكانة وأهمية بعدما استقلت عنها العلوم؟
2) العرض:
أ) موقف صاحب النص: يحاول "برتراند راسل" رد الاعتبار للفلسفة وتبيين ما لها من قيمة ومكانة، حتى وإن أحرزت البشرية تقدما وتطورا علميا وتقنيا في تيسير ظروف الحياة، بحيث يمكن أن يتخذه البعض مبررا للتقليل من شأن الفلسفة، وهذا ما يرفضه "راسل" رفضا مطلقا ويعتبره إجحافا في حق التفكير الفلسفي المتميز، الذي رافق الإنسان منذ أن وجد على وجه الأرض، وفي نظر راسل تكمن أهمية الفلسفة في كونها تشد يقظتنا الفكرية بنوع من الفضول والاستمرار والبعد التأملي العميق، في القضايا المتعلقة بالوجود والمصير...ما يعرف بالمشكلات والإشكاليات المرتبطة بشتى مجالات الحياة وقد عبر عنها راسل بأنها" قضايا خطيرة"مثل: مشكلة الحرية، والاستنساخ، والقيم، والعدالة...، وقد بين أنه رغم تقدم العلم، خاصة باعتماده المنهج التجريبي، إلا أنه بقي عاجزا ولم يستطع فك ألغاز هذه القضايا، كما يرى راسل أن بعض المسائل التي فصل فيها العلم ووصل فيه إلى نتائج معتبرة كانت في نظر العلماء تعتبر يقينية ودقيقة، لكن سرعان ما ظهر خلاف ذلك، وتبين أن الشك قد غلب على هذه الحقائق، وهذا ما حدث في الرياضيات بظهور "أزمة الأسس"في الفترة المعاصرة مع " لوباشوفسكي" و"ريمان"، كذلك ما حدث في الفيزياء المعاصرة، بظهور النظرية النسبية التي جاء بها " ألبارت أينشتاين" ونظرية الكوانتوم بزعامة "ماكس بلانك" و"هيزنبارغ" حيث بينت عيوب وثغرات الفيزياء التقليدية، كما وضح صاحب النص فضل الفلسفة التي تنظر إلى الأشياء نظرة نقدية فاحصة، هذه الخاصية التي يمكن أن يستفيد منها العلم في تغيير نظرته إلى الحقيقة ، بأنه لا يمكن بلوغ الحقيقة بصفة نهائية، بل هناك استمرار للبحث عنها، كما أن للفلسفة دور كبير في فهم العالم الخارجي، لكن بالتفكير السليم والمميز دون التسرع في تصديق الحقائق العلمية المعلن عنها، بل يستلزم ذلك وقتا طويلا ووسائل دقيقة ومتنوعة ومتجددة في كل فترة زمنية.
ب) الحجج التي اعتمد عليها صاحب النص: ولتدعيم موقفه اعتمد صاحب النص " راسل" على عدة حجج وأدلة أهمها: حجة عقلية ومنطقية، حيث قارن راسل بين الفلسفة والعلم، من أجل توضيح وتبيين أهمية وقيمة الفلسفة، حيث أنه مهما تقدم العلم وحقق نتائج ظاهرة وملموسة، إلا أنه يفتقد إلى آليات تجعله يعجز أمام قضايا معينة، لم يستطع حلها، كما أن هذه المقارنة بينت أن المبادئ والأسس والوسائل التي يعتمد عليها العلم تحتوي على ثغرات تؤثر في اليقين العلمي، وهذه المقارنة عقلية ولا يرفضها المنطق.
و حجة واقعية وتاريخية: مستمدة من الواقع ومن تاريخ الفلسفة والعلم، ما يبين أن هناك الكثير من التساؤلات لم يستطع العلم الإجابة عنها، حتى المسائل التي عالجها العلم ووصل فيها إلى اليقين والدقة حسب نظر العلماء، عاد إليها الشك وتبين أنها خاطئة والفضل في تبيين الثغرات التي تسببت في انهيار اليقين العلمي يرجع إلى الفلسفة بنظرتها النقدية الدقيقة.
ج) نقد و تقييم: بناء على الحجج التي استند إليها راسل، والتي تثبت أهمية وقيمة الفلسفة ودورها في تنشيط التفكير الإنساني عموما، فإنه لا يمكن إنكار هدف الفلسفة الذي يظل داوما قائما، وهو الوصول بفكر الإنسان إلى الحقيقة، وذلك على الرغم مما حققه العلم من نتائج باهرة في مختلف الميادين، ما جعل العلماء يبتعدون عن الفلسفة ويصفونها بالعقم وبالتخلف وبأنها غير مهمة، الأمر الذي دفع بصاحب النص إلى الدافع عنها بشدة وتطرف ، حتى على حساب العلم، من خلال إنقاصه من شأن العلم، رغم ما حققه العلم من نتائج إيجابية، فصاحب النص من جهة دافع عن الفلسفة ، لكنه في الوقت نفسه لم يكن منصفا في حق العلم، ما يبين أنه كان مبالغا في موقفه، والواقع يؤكد أن هناك ثغرات في الفلسفة تحاول بالاستعانة بالعلم أن تعالجها ، مثلما أن في العلم ثغرات بفضل الفلسفة تمكن من تجاوزها، وهذا كله من أجل الحقيقة التي تبقى غاية كل باحث، فهناك تكامل بين الفلسف