0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (628ألف نقاط)

هل التكيف يرجع إلى العادة أم الإرادة

مقالة فلسفية حول التكيف شعبة الآداب وفلسفة

شعبة الآداب وفلسفة.

نص السؤال: هل التكيف يرجع إلى العادة أم الإرادة؟

المقال:

بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر 

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... هل التكيف يرجع إلى العادة أم الإرادة

وتكون اجابتة الصحية هي التالي

هل التكيف يرجع إلى العادة أم الإرادة

شعبة الآداب وفلسفة

تمهيد وظيفي: الاشارة الى التنوع في سلوكات الانسان غريزة، عادة وإرادة......يعتبر موضوع تحقيق التكيف في العالم الخارجي من أبرز الموضوعات التي ناقشها الفلاسفة .

إبراز العناد الفلسفي:.........ولقد اختلف هؤلاء حول السبيل الى تحقيق التكيف. بين من يرى بأن التكيف يتحقق بالعادة ومن يعتقد بأن السبيل الأوحد لتحقيق التكيف يكون عن طريق الإرادة...

من هنا ورفعا للتعارض والجدال بين الموقفين حق لنا أن نتساءل: هل التكيف يرجع إلى العادة بدعمها للسلوك الآلي التلقائي, أم انه يرجع إلى السلوك الإرادي الواعي؟

الموقف الأول: العادة سلوك تكيفي: فالعادة لها تأثير ايجابي على فاعلية الإنسان في تأقلمه مع المستجدات التي تظهر في بيئته الاجتماعية و الطبيعية, وذلك لأنها:

- تدعم السلوك الذكي, و تجعل سلوك الإنسان سهلا مرنا يساعد على مواجهة مختلف الحالات نظرا لما توفره من اقتصاد في الجهد و الوقت مع إتقان العمل. فالمتعود على الكتابة على لوحة المفاتيح الخاصة بالكمبيوتر لا يجد صعوبة في القيام بهذا الفعل، على العكس تماما من المبتدئ، فالعادة من هذا المنظور تسهل الأعمال، وفي هذا الصدد يقول ويليام جيمس: "لولا العادة لقضينا أياما كاملة في القيام بأعمال تافهة".

* كما أن الآلية التي يتميز بها السلوك التعودي تؤدي إلى إتقان الأعمال، فالبناء صاحب الخبرة الطويلة ينجز مختلف أعماله بإتقان شديد فهي إذن أداة مرنة تعمل على إتقان الأعمال.

* إضافة الى أن العادة تؤدي إلى التكيف مع العالم الخارجي، فالإنسان الذي يعتاد البرودة يستطيع العيش في المناطق الباردة يقول "ألان": "إن العادة تمنح الجسم الرشاقة ".

* كذلك السلوك التعودي قد يكون وسيلة للحياة والاستمرار والبقاء، فالمتعود على السباحة يستطيع النجاة عند اضطراب البحر.

* ومن ناحية أخرى فالعادات وخصوصا الاجتماعية منها ( التعاون، الإحسان، التضامن... ) تعمل على حفظ التوازن والاستقرار الاجتماعي وحفظ أواصر وعرى النسيج الاجتماعي.

إذن للعادة عدة آثار إيجابية فهي توفر الجهد والوقت معا، وتسهل الأعمال وهي جد هامة للإنسان أو بالأحرى كما قال "مودسلي": " لو لم تكن العادة لكان في لباسنا لثيابنا وخلعها يستغرق يوما كاملا ".

لكن العادة ليست سلوكا تكيفيا دائما, لأنها في كثير من الحالات تكون عائقا في سبيل التكيف مثل بعض العادات الاجتماعية رغم ثبات عدم صلاحيتها إلا أنها تؤثر على حامليها وكذلك العادات البيولوجية كالتدخين مثلا. و من العادات النفسية المعيقة للتكيف التسرع في إصدار الأحكام مثلا. (هنا يلجأ التلميذ إلى نقد العادة بذكر بعض سلبياتها).

الموقف الثاني: الإرادة سلوك تكيفي: فالإرادة لها تأثير ايجابي في عملية التكيف مع البيئة الاجتماعية و الطبيعية، وذلك بفضل ما يتميز به الفعل الإرادي من خصائص ومميزات. فالفعل الإرادي فعل واع يعتمد على استعمال العقل، و أن مراحله تتناسب مع عملية التكيف. فهو يبدأ أولا بتصور الهدف الذي يكون على شكل فكرة يفرضها هدف معين، ثم يأخذ صورة المداولة فيه، أي تقليب الأمر على مختلف جوانبه، ثم البت فيه، أي اتخاذ موقف فان كان مناسبا تم تنفيذه و إن كان غير مناسب تم الإحجام عنه....(توظيف الأقوال والأمثلة).

لكن أليست السلوكات المكتسبة و الرغبات و الأهواء كثيرا ما تسيطر على الإرادة و تضعف مفعولها الايجابي، ألا نلاحظ في كثير من العادات المتفشية في المجتمعات سواء على مستوى سلوك الأفراد أو المجاعات يقر بها أصحابها أنها سلوكات غير تكيفية و لا تسعفهم الإرادة للقضاء عليها. فعلى المستوى الفردي نجد الفرد كثيرا ما يتعود على سلوكات حركية مثل طريقة قيادة السيارة أو طريقة الكتابة، أو التحية وما إلى ذلك، أو فكرية تخص طريقة التفكير كالبحث عن الموقف النقيض في معالجة القضايا الفلسفية ذات الطابع الجدلي مثلا، أو التسرع في إصدار الأحكام بدون سند فكري، أو التعود على بعض العادات البيولوجية السيئة على شاكلة التدخين، فكل ذلك يؤثر في قرارات الفرد ويصعب عليه التخلص منها. أما على المستوى الاجتماعي فالمجتمع في كثير من الحالات يقر بوجود أخطاء في سلوكاته ولكنه لا يملك من الإرادة لتجاوزها فتبقى تشكل تحديا له، ولعل من التحديات التي تواجهنا على المستوى الجماعي هي تحدي الإقلاع الحضاري، فرغم الإمكانات المتاحة فإن عملية الإقلاع لم تحدث بسبب رواسب تاريخية ومكتسبات فكرية جاثمة على كاهل الأمة.

التركيب: التكيف يقتضي التوازن بين العادة والإرادة: إن التكيف سواء في مستواه الفردي أو الجماعي يتحقق بفضل الوعي والقدرة على الاختيار ثم التنفيذ بعد الموازنة، مع السرعة والدقة والمرونة في التنفيذ. فالوعي والقدرة على اختيار الموقف المناسب للتنفيذ بعد الموازنة لا يتأتى إلا بفضل الإرادة، أما السرعة والدقة في التنفيذ فهي من صميم العادة بمختلف أنواعها الفكرية والبيولوجية والحركية والاجتماعية. ولعل ما يجمع العادة والإرادة هو الموازنة بين الأفكار قبل التنفيذ، فطريقة الموازنة عادة مكتسبة وبفضلها تكون المواقف عقلانية ولا تبقى آلية متحجرة. وفي هذا الصدد يشير المفكر السوري "تيسير شيخ الأرض" إلى الترابط العضوي بين العادة والإرادة في عملية التكيف مع المواقف الحياتية مبرزا أن قوة الإرادة تكمن في آلية العادة، وأن الإرادة وظيفتها التصميم وتسطير الهدف نظرا لما تتميز به من وعي، أما العادة فوظيفتها التنفيذ وتدبر أمر التفاصيل وذلك لما تتصف به من آلية فيقول: " فالإرادة ليست قوية إلا بفضل العادات التي تمكننا من تنفيذ ما نريد تنفيذه آليا....والتصميم الإرادي لا يتعلق إلا بالفعل ككل، أو بالغاية التي يريد بلوغها، في حين أن العادة هي التي تدبر أمر التفاصيل أو وسائل التنفيذ ".

نستنتج مما سبق أن عملية التكيف التي يقوم بها الشخص ككل تتكامل فيها الكثير من الوظائف العقلية العليا منها العادة والإرادة، ولا يمكن تحقيق التكيف بإحداهما دون الأخرى.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (628ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
هل التكيف يرجع إلى العادة أم الإرادة

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...