منهجية تصحيح موضوع انشائي (النص للتحليل والمناقشة) كيف احلل النص وناقشه؟
موقع bac "نت
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز عن بعد لجميع مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم إجابة السؤال //
منهجية تصحيح موضوع انشائي (النص للتحليل والمناقشة) كيف احلل النص وناقشه؟
كما عودناكم طلاب وطالبات المستقبل في موقعنا باك نت أن نقدم لكم من كتاب الطالب الإجابة النموذجية بمنهجية صحيحة للسؤال القائل...
منهجية تصحيح موضوع انشائي (النص للتحليل والمناقشة) كيف احلل النص وناقشه؟
.
وتكون على النحو التالي
منهجية تصحيح موضوع انشائي (النص للتحليل والمناقشة) كيف احلل النص وناقشه؟
الإجابة هي
تصحيح موضوع انشائي
أولا-نص الموضوع:
"لاشيء في الحالات السوية أكثر استقرارا وثبوتا فينا من شعورنا بأنفسنا، وبأنانا الخاص. ويظهر لنا هذا الأنا مستقلا، واحدا متمايزا أشد التمايز عن كل ما عداه (...) وإذا ما نظرنا إليه من الخارج على الأقل سيبدو وكأنه يشتمل على حدود واضحة دقيقة. [ولكن] ثمة حالة واحدة – لا يمكن نعتها بأنها مَرَضية وإن تكن إستثنائية- قمينة بمراجعة هذا الاعتقاد: ففي ذروة حالة العشق والوله يغدو الخط الفاصل بين الأنا والموضوع مهددا بالتلاشي.إذ وخلافا لجميع شهادات الحواس، يزعم العاشق أن الأنا والأنت شيء واحد ! بل وتجده مستعدا للتصرف على أساس أن الواقع هو كذلك فعلا (...) ويطلعنا علم الأمراض على عدد وفير من الحالات التي يصبح فيها الخط بين الأنا والعالم الخارجي غير واضح وغير دقيق فعلا. ففي بعض الأحوال تبدو أجزاء من بدننا، بل عناصر من حياتنا النفسية، من إدراكات وأفكار ومشاعر، وكأنها غريبة وأجنبية ولا تؤلف جزءا من الأنا؛ و في أحوال أخرى نعزو إلى العالم الخارجي ما رأى النور بلا مراء في الأنا. هكذا نرى أن الشعور بالأنا عرضة هو نفسه للتحريف والتشويه، وأن حدوده ليست ثابتة."
حلل النص وناقشه
ثانيا-الموضوع الإنشائي للتلميذة:
كثيرا ما يلقى علينا مثل هذا السؤال من أنت ؟ فالجواب دون تردد سيكون محتوى بطاقة التعريف ، لكن إن ضاعت هاته البطاقة هل يعني ضياع أناي معها طبعا لا ، و هل للشكل الخارجي أي علاقة بأناي فإذا ما اعترى هاته الملامح أي تشوه .....هل يعني بهذا تلاشت هويتي مع هذا التشوه ، أنا هي أنا في تغير اسمي وفي تشوه ملامحي .... ، إذن من أكون أنا ؟ رغم تعاقب وتعارض الحالات النفسية والاجتماعية والثقافية حتى الجسمانية التي نمر بها بمختلف مراحل عمرنا إلا أن نظرتنا لا تتغير ونظل دوما نحيل إلى أنفسنا بالضمير أنا ، إذن فما هي مقومات هاته الأنا ؟ وما مميزاتها ؟ هل تمتاز بالوحدة والتطابق ام بتعدد وتغيير ؟ وما المعيقات التي تواجهها ؟
إن النص المطروح بين أيدينا ينضم إلى مجزوءة الوضع البشري وبالضبط مفهوم الشخص وبما أن المجزوءة هي عدة مفاهيم فهذا لا يعني عدم ارتباطه بباقي مفاهيم المجزوءة .
يمدنا صاحب النص ببعض من الأجوبة التي تبسط المجزوءة في الفهم و الإدراك ، وقد استهل نصه مؤكدا على أن ليس هناك أكثر من الحالات السوية التي يحس فيها الشخص انه أكثر استقرار وان أناه ثابت ، ويشعر بالخصوصية والاستقلال ، وبهذا يحقق أعلى حالات التوافق و الحميمية مع ذات ، كما أن لهذه الأنا تميز عن غيرها وشعورها بذاتيتها أكثر من أي ذات أخرى ، و هذا التوافق التي تصل له الأنا تجعله في حدود مع العالم الخارجي ،لكن أتانا هنا صاحب النص باستثناء برغم ما تصل له الأنا من استقرار وثبوت في الحالات السوية ، إلا أن ثمة هناك حالة غير سوية التي تجعل الشرخ واضحا و يصبح الأمر مستعصيا في تحقيق تلك الحميمية والاستقرار ،لا يمكن نعتها بالإكلينيكية أو حتى دائمة ، وهاته الحالة التي تجعل الخط فاصل بين الأنا وتجعل الموضوع مهددا بالتلاشي والاندثار هي حالة العشق والوله ، حيث أن هذا العاشق يلغي كل مقومات هويته التي اختزلت في الحواس حسب شهادة صاحب النص ، {من شم وتذوق وسمع وإدراك} حيث أن هذا العاشق يتصرف خلافا لجميع شهادات الحواس، وشعوره بنفسه ، وباناه الخاص ، اثر هذا التغيير يصبح شخص آخر ويقر بأشياء أخرى ، حيث يعتبر أناه وأنا الغير تسير في خط مستقيم ، وهذا التغيير لم يتوقف على هذا الحد بل أسقطه على العالم الخارجي ككل ويتصرف على هذا الأساس أن الواقع هكذا ، طبعا بما انه يرتدي نظارة خضراء فبالتأكيد سيكون العالم الخارجي كله بنفس لون نظارته ، وقد دعم هنا صاحب النص أطروحته ببعض من النتائج التي توصل لها علم الأمراض والتي تتمخض حول الاستثنائية الذي تحدث عليها ، مبينا على ان ثمة هناك حالات بل عددها يمتاز بالكثرة بحيث تكون فيها الأنا تعاني من الاضطراب وعدم الثبات ، والانا الخاصة تصبح متعددة وقد عجز علماء النفس على الفهم و الإدراك بحيث أصبح الأمر مبهما وغير واضحا بالمرة ، وهذا التغيير لم يكتسح الاستقرار والثبات فقط بل أجزاء من أبداننا هي الأخرى تصبح غريبة ، وهذا الشرخ لم يتوقف عند هذا الحد بل اكتسح كل الجوانب الأخرى من إدركات وأفكار ومشاعر ، حينها يكون شعورنا بأنفسنا في محك حقيقي ويسير الأمر مستعصيا ، وفي أحوال أخرى تهرب الأنا إلى العالم الخارجي ما أحبته فيه وبمعزلة عن الأنا ،
واستحضر هنا حالة أخرى من بين الحالات التي أشار لها علم الأمراض ، و من واقعنا المعاش و مغايرة عن العشق التي اتى بها صاحب النص والتي يكون فيها هي الأخرى الخط فاصل بين الأنا والموضوع يكون مهدد بتلاشي كحالة الصرع التي عاينتها عن قرب حيث ان الشخص الذي مر بهاته الحالة جرد من وعيه ومن التفكير و شعوره باناه وادركاته الخارجة والداخلية.... ، وحتى أطراف جسمها اخدت أشكال غير مألوفة وقامت بحركات ليس بمقدورها وهي في حالة وعيها القيام بها ، وطاقة عضلية غريبة قاومت أنداك قرابة ست من الرجال وهي في الحقيقة لا تستطيع حتى صعود الدرج دون توقف ، ونجد أمثلة كثيرة في هذا الصدد من واقعنا المعاش كحالة الغضب او الحزن الشديد ....، يصبح الشخص منا حينها يتصرف عكس طبيعته المعتادة .
هكذا رغم ما تصل له أنانا من نتائج جيدة من استقرار و ثبوت وإدراك بل وحميمية مع ذات ، الا ان هناك حالات يصبح فيه الامر مهدد بالتلاشي والاندثار ، وبهذا تصبح حدود الانا ليست بثابتة .
ومنه هل يعتبر الشخص ذات مستقلة ثابتة في حالاته السوية فقط ؟ ومن غير ذلك فهو يشكل استثناء .
و في الحالات الغير سوية - أي الاستثنائية - ماذا يمكن القول انه شخص ليست له انا تميزه ؟ و هل يمكن اختزال الشخص في مستوى الواعي فقط ؟ وهل يكفي الحديث عن الوعي والمشاعر و الفكر و الادراكات الحسية ، كمحددات وحيدة للهوية الشخص؟
وبهذه الأسئلة نفتح الباب على مصرعيه لأراء أخرى ، وسيتطلب منا هذا الجلوس على مائدة النقاش باستحضار أوجه وأراء فلاسفة آخرين الذين تبنون أصعب وأنبل رسالة وهي المعرفة ونقلها لنا وفي هذا الصدد نحن نعرف أن الوضع البشري من اعقد المواضيع لأنها غير قابلة للوضع تحت أي قاعدة أو قالب محدد الشكل الحجم والمساحة لهذا نجد تضارب في الآراء بغية كل واحد منهم تنوير لنا الطريق وفي هذا الجانب نجد صاحب النص كشف لنا عن مغاوير لا نقل أنها مطلقة ولكن تظل نسبية ، بتكاملها مع أراء فلاسفة آخرين حيت انه اظهر لنا من خلال نصه ، ان الشخص له هوية خاصة وثابتة في الحالات السوية فقط ، التي يحقق فيها أعلى درجة الاستقرار النفسي والثبات الوجداني وهذه الحالة السوية قد لخصها في الإدراك الحسي والمشاعر والفكر وقد دعم موقفه او أطروحته بنتائج علم الأمراض ، الذين يقرون هم بدورهم بوجود حالة بل حالات التي تجعل فيها الخط فاصلا ،ويكون فيها الشرخ واضحا مما يتمخض عن ذلك عدم تبات الانا ، لا أجد فيما قدم لنا صاحب النص حرجا بالإضافة ان حجاجه كانت منطقية ومعقولة الى ابعد حد ، لكن ثمة مخاطرة في حالة فقدان إدراكنا الحسي كحالة النوم وحسب ما ادعى له صاحب النص ومدعميه ان الانا تصبح في خط فاصل في الحالات الغير سوية فقط بينما النوم من طبيعة الإنسان وهي ليست بحالة مرضية لا إكلينيكية ، بل طبيعية يمارسها كل شخص ، والفكر كذلك حيث ان الطفل الصغير والمعتوه لا يمتازان بهذا المحدد ، إذن هل النائم والطفل الصغير والمعتوه ليست لهم هوية ؟
قد أوضح هنا الفيلسوف الفرنسي ديكارت على ان العقل نعمة خلقت معنا ، قد أمدت الشخص منا بعدة امتيازات عن دون غيره من الكائنات الحية ، والتي تتجلى في الشك والفهم والإدراك وتخيل والإحساس ما الى دلك من مميزات التي تميز جوهر الذات العاقلة ، مما يجعل الشخص إنسان مميز بين الصواب والخطأ وبهدا الوعي كان مسؤولا على تصرفاته ، وهو دائم التطلع للمعرفة اليقينية وهدا ما يمثل بالنسبة لديكارت الوجود ، بما اني اشك ، ادن انا افكر وبما اني افكر ادن انا موجود .
ومما سبق الذكر يمكن القول ان المنهج الديكارتي هو منهج شكي عقلاني ، يدعو لمعرفة الذات معرفة حقه و واضحة خالية من أي لبس ، وواعية بما يميزها، إضافة لارتباط الشعور بالفكر هو ما يكون الهوية الشخصية هذا ما اكده جون لوك الفيلسوف التجربيى مدعما صاحب النص حيث هو بدوره يؤكد على ان الوعي أو المعرفة التي تصاحب مختلف أفعاله وحالاته الشعورية من شم وتذوق وسمع وإحساس وإرادة، تضاف إليها الذاكرة التي تربط الخبرات الشعورية الماضية بالخبرة الحالية، مما يعطي لهذا الوعي استمرارية في الزمان. لكن ماذا يمكن القول عن حالات الا سوية دون سواها ؟ هنا نجد فرويد يتسلل بين الحروف ليخبرنا ان المسؤول عن الحالات الا سوية والتي لا يمكن تصنفها في خانة الاستقرار والثبات ، هو الهو والانا الاعلى حيث يخلقان الشطط في الانا مما يتمخض عن ذلك اضطراب في الأنا بحيث تصبح حائرتا بين الاستجابة لمتطلبات الهو وكذلك الأنا الاعلى . في كل ما سبق لحظنا انه يتحقق وجود الانا في مقومات محددة ،وفي غياب هاته المقومات تغيب الانا ، لكن شوبنهاور يخبرنا غير ذلك حيث انه يلغي كل ما سبق ذكره مؤكدا على شيء واحد تجده في كل الظروف والأحوال ويمتاز بالوحدة والتطابق عبر جل المحكات النفسية وتاريخية والاجتماعية والثقافية ....، حيث تجدها في الطفل الصغير قبل الشيخ الهرم في العاشق و المعتوه في مرضى الزهيمر...، الا وهي الإرادة ، وإرادة الحياة عند شوبنهاور هي حب البقاء حيث أنها لا تعني الإنسان في حد ذاته بل كل الكائنات الحية ، والإرادة لا تجد الا في حالة واحد حيث وجدت الموت لا تجد الارادة ، وحيث وجدت الارادة تختفي الموت ، يرفض شوبنهاور اعتبار الوعي أو الشعور أو حتى العقل مكمن الهوية الشخصية ، و الهوية عنده لا تقبل الاستثناء ، لان الارادة مرافقة لكل روح ، الذات الواعية و وغير الواعية في الحالات الاستثنائية وسوية في النوم واليقظة.... ، لهذا فالهوية عنده تطابق وتبات واستمرار ولا تعرف معنى التعتر في أي مطب او هضبة ...، لكن في حالة الانتحار ؟ يكون الامر نابع من الشخص والقرار يكون قراره وبهذا يكون الشخص نفسه هو من تخلص من هويته ،
بالأخير يتبن لنا أن الاستشكال المطروح ليس ذو نافدة واحدة ، بل يمتاز بتعدد النوافذ وفي كل الجهات خصوصا ان القضية المطروح تخص كل واحد منا ، إذن كل واحد سينظر من النافدة الأقرب له بالاسقاط على ذاته قبل أي ذات أخرى ، هنا نجد صاحب النص لخص مقومات الهوية في والإدراك الحسي والمشاعر والفكر ، إلا ان أطرحته وقعت في فخ الاستثناء كالعشق... ، مما جعل أطروحته لا تمتاز بالثبات ، وديكارت حددها في الفكر وربطه بالشعور وبهذا استثنى هو كذلك أشخاص من هاته المحددات هما المعتوه والطفل الصغير ... ،ـوكذا جون لوك وقع في فخ النسيان و النوم لانه حددها في الحواس والذاكرة ، لكن شوبنهاور أكد على الإرادة ولا شيء غير الإرادة التي لا يمكن ان يعيش الشخص بمعزل عنها ولا يستثنى منها احد حتى الحيوانات والنبات والحشرات ، لكن هاته الهوية قابلة ان تمسح في أي لحظة إبان انتحار حاملها وبهذا يكون تخلص منها وبصفة غير قابلة لرجوع مرة اخرى وبهذا لن يكون بها استثناء بل لهاته الهوية وللابد ، بمعنى أخر لا يمكن ادحض أي واحدة من أوجه النظر المطروحة لان كل واحدة تكمل الثانية ، فإن تحليلنا العميق يؤكد بان الشخص له محددات متعددة لهويته كل وحدة تشد الثانية ، وليس لهم معزلة عن الترابط الحاصل بينهم ، وهذا الترابط يشكل نوع من التكامل ، بحيث يفقد الشخص ذاكرته نجد حينها محدد اخر هو العقل وحينا يفقدا معا تكون هناك إلارادة....، وهكذا ليس هناك محدد يمتاز بالسطو والهيمنة لكل وجهة نظر مكانتها الخاصة ولا يمكن رفض او ادحض أي وحدة منهم .
وهذا يرمينا الى أحضان إشكال أخر لما تخفق قلبنا وتدمع أعيننا حين نرى العالم يرتفع عاليا في الاولمبيات هل لهذا ارتباط بانانا ؟