مقالة المشكلة الثانية في تاريخ الفلسفة الإسلامية
بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... مقالة المشكلة الثانية في تاريخ الفلسفة الإسلامية
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
المشكلة الثانية: في تاريخ الفلسفة الإسلامية
طرح المشكلة: ما من شك أن التفكير الفلسفي قد بدأ عند اليونان، حيث تناولوا موضوعات العلم والنفس، والألوهية، وكانت لهم مواقف ومذاهب دافعوا عنها بأدلتهم، وهكذا تحدد مفهوم الفلسفة عندهم، وبهذا كانت الفلسفة اليونانية هي الصورة الأولى الكاملة للفكر الفلسفي الإنساني، فهل هذا يعني أن الفلسفة الإسلامية مجرد استمرار لهذه الحركة الفكرية أم أنها إنتاج ينتمي إلى البيئة الإسلامية؟ وهل لمفكري الإسلام فلسفة على شاكلة اليونان، وإن كانت لديهم فلسفة فما هي خصائصها ومناهلها؟ وفي أي مجال تتجلى؟ وما طبيعة العلاقة بين الدين كعقيدة والفلسفة كعقل؟.
أولا: ما ذا عن الفلسفة الإسلامية كفكر ديني أمام التراث الفلسفي اليوناني العالمي وجهود العرب في التعريف به؟.
* الفكر الإسلامي تشترك فيه ثلاث عبقريات أساسية:
** العبقرية اليونانية: يرى الباحثون أن الفلسفة الإسلامية ما هي إلا امتداد للفلسفة الإغريقية التي تمت عن طريق الترجمة والنقل دون تعديل أو معارضة، اشتغل بها جمع من المفكرين في أواخر العهد الأموي، وأيام المأمون في العهد العباسي إثر تأسيس " بيت الحكمة" عام 813 م، وتشكيل لجنة من المترجمين أمثال: "حنين بن إسحاق"، "يحي بن البطريق"، "ثابت بن قرة"...
** العبقرية الإسلامية: فالفلسفة الإسلامية نشأت عن تفكير الجماعة الإسلامية في الكون وفيما بعده، وفي الإنسان فردا وجماعة وفق ما جاء به الإسلام، وهذا من خلال الأصول التي قام عليها الدين الإسلامي المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. قال تعالى: " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" (آل عمران الآية: 190). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها"، وقوله أيضا: "لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه علم فقد جهل".
** العبقرية العربية: * كونها لغة القرآن الكريم، ويذهب بعض المفكرين إلى أن لفظ "العربي" مرتبط بالأصل العربي على أساس الانتماء إلى السلالة العربية، في حين رأى البعض الآخر أن اللغة العربية هي لغة المتكلمين خاصة منهم النحاة (علماء النحو) وفقهاء اللغة، فتنصاع إليهم ألفاظها وتدين لهم قواعدها، كما أن لغة القرآن تحمل بين ثناياها تصانيف الفقهاء والعلماء والفلاسفة في معظمها، وهي تساهم في توحيد لسان المسلمين على تنوع أعرافهم وثقافاتهم، ويسر حفظ القرآن الكريم والأحاديث، إضافة إلى علوم الدين، والتاريخ الإسلامي نقل أن الفلسفة الإسلامية تحمل روحا عربية.
* من مظاهر الفلسفة الإسلامية علم الكلام:
هل علم الكلام تفكير أصيل يختلف عن الفلسفة؟ وإذا كانت هناك علاقة بينهما فما طبيعتها؟
يعرف "ابن خلدون" علم الكلام على أنه: "علم يتضمن الحجاج عن العقائد الدينية بالحجج العقلية والرد على المبتدعة والمنحرفين في الاعتقاد عن مذهب السلف الصالح وأهل السنة". وعرفه الإمام "أبو حامد الغزالي" في كتابه (المنقذ من الضلال) بقوله: "يقصد بعلم الكلام حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها من تشويش أهل البدع". فعلم الكلام ينطلق من مسلمات دينية ويستعمل الحجة العقلية للدفاع عن العقيدة وأهم فرقه: المعتزلة، الأشاعرة، المرجئة، الشيعة والماتريدية.
الأسباب الداخلية لظهور علم الكلام:
كان سياسيا بسبب الخلافات الحزبية بين السنة والشيعة والخوارج والمرجئة، والجدل الذي دار بين كل فريق في محاولة إقامة الحجة الشرعية والعقلية على الخصوم. أي أن الصراع انتقل من المستوى السياسي إلى المستوى العقائدي.
الأسباب الخارجية لعلم الكلام:
تمثلت في الجدل الكلامي (اللاهوتيات) الذي دار مع أهل الكتاب من المسيحيين واليهود، والرد على المشركين من الديانات المزدكية، الزرادشتية، الدهريون، المانوية...الخ، وإفحام الزنادقة والمبتدعة الذين يشككون في الدين.
خصائص علم الكلام بالقياس إلى الفلسفة (اليونانية والإسلامية):
الفرق بين علم الكلام والفلسفة:
* علم الكلام يتناول قضايا عقلية، ويطرحها داخل إطار عقائدي، فيما تتناولها الفلسفة وتطرحها طرحا حرا لا يخضع لأية سلطة.
* علم الكلام يستخدم العقل لخدمة الشرع، فالشرع أولا والعقل ثانيا، على أن هذا لا يعني أن منهجية البرهنة واحدة لدى الأشاعرة (النقل ثم العقل)، والمعتزلة (العقل ثم النقل) على الرغم من انطلاقهما من الإيمان بعقيدة التوحيد.
* يهدف علم الكلام بواسطة المناظرة والجدال إلى الدفاع عن العقيدة في وجه المشركين، في حين أن الفلسفة تسعى إلى إدراك الحقيقة المطلقة من غير احتكام لسلطة غير سلطة العقل. وكأن المتكلم محام مخلص يدافع عن قضية، أما الفيلسوف فبمثابة قاض نزيه لا يصدر حكما إلا إذا اطلع على ظروف القضية وتعرف على أبعادها.
ويمكن إبراز أهم نقاط الالتقاء والاتفاق بين علم الكلام والفلسفة فيما يلي:
* كلاهما يعتمد على المنهج العقلي، واستخدام المنطق في البرهان للوصول إلى الهدف المقصود.
* علم الكلام يناقش موضوعات كثيرة تتناولها الفلسفة في بحوثها الإنسانية والإلهية كمسألة الله وصفاته، التأمل في الكون...
* كلاهما يعبر عن طبيعة البيئة التي يعيشانها، وإبراز مشكلاتها كمرآة عاكسة لمعطيات واقعهما.
ملاحظة: تنوع الطرح الفلسفي عند المسلمين بين علم الكلام، والفلسفة المتشعبة بالأفكار الدينية، وأطروحات أخرى تتقاطع فيها الفلسفة بالتصوف مثل "ابن عربي"، وأحيانا الكلام بالتصوف مثل "الغزالي". وهذا الزخم والثراء يدل على أن الإبداع الفلسفي لا يرتبط بعرق من الأعراق كما ادعى "ارنست رينان"، كما لا يمكن إنكار إسهام المسلمين في القضايا العالمية الإنسانية بروح إسلامية فيها الكثير من الإبداع والابتكار.
ثانيا: خصوصية القضايا الفكرية التي يثيرها المفكرون الإسلاميون:
يتبع في الأسفل