0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (517ألف نقاط)

خطبة وداع رمضان مكتوبة 2024 خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان 

خطبة مختصرة كيف نودع رمضان 

خطبة عن وداع رمضان ملتقى الخطباء 

الإجابة هي كالتالي 

خطبة بعنوان

" وداع رمضان واستراتيجية المسلم ..

الحمد لله اللطيف الرؤوف المنان،

الغني القوي السلطان، الحليم الكريم الرحيم الرحمن،

الأول فلا شيء قبله، الآخر فلا شيء بعده،

الظاهر فلا شيء فوقه، الباطن فلا شيء دُونَه،

المحيط عِلْمَاً بما يكونُ وما كان.

يُعِزُّ وَيُذِلُ، ويُفْقِرُ ويُغْنِي، ويفعلُ ما يشاء بحكْمتِهِ،

كلَّ يَوْم هُو في شأن؛

أرسى الأرضَ بالجبالِ في نَوَاحِيها،

وأرسَلَ السَّحاب الثِّقالَ بماءٍ يُحْييْها،

وقَضَى بالفناءِ على جميع سَاكِنِيها؛

لِيَجزِيَ الذين أساؤوا بِمَا عَمِلوا ويَجْزِي المُحْسنين بالإِحسان...

أحْمَدُه على الصفاتِ الكاملةِ الحِسَان، وأشكرُه على نِعَمِهِ السَّابغةِ، وبَالشُّكرِ يزيد العطاء والامْتِنَان...

وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له المَلِكُ الدَّيَّان،

وأشهد أنَّ محمداً عَبْدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ إلى الإِنس والجان، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعينَ لهم بإحسان، ما توالت الأزمان، وسلَّم تسليماً كثيراً...

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أما بعـــــــد:-

عباد الله:

ما أسرعَ ما تنقضِي الليالي والأيّام!

وما أعجلَ ما تنصرِم الشهور والأعوام!

وهذه سُنّة الحيَاة؛ أيّامٌ تمرّ، وأعوَام تكرّ، وفي تقلّب الدّهر عِبر، وفي تغيُّر الأحوال مُدّكَر،

قال -تعالى-:(( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ))[فاطر:37].

فهذا شهرُ رَمضانَ تقوَّضَت خِيامه،

وتصرَّمت لياليه وأيّامُه،

قرُب رَحيلُه، وأزِف تحويلُه،

انتصَب مودِّعا، وسَار مسرعا ،

ولله الحمد على ما قضَى وأبرَم، وله الشّكر على ما أعطى وأنعم...

فاستدركِوا -رحمكم الله- بقيّتَه بالمسارعة إلى المكارم والخيرات، واغتنامِ الفضائل والقرُبات، ومَن أحسن فعليه بالتمام، ومن فرَّط فليختم بالحسنى؛ فالعمل بالخِتام،

قال -تعالى-:(( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))[يونس:26]...

وإنه ينبغي لنا أن نودع رمضان بإعداد خطةٍ استراتيجيةٍ، وبرنامجٍ عمليٍّ يستمر المسلم في أدائه والقيام به طوال العام؛ وبذلك يكون ممن استفاد من رمضان، وممن تعرضوا لنفحات الرحمن، وممن قَبِلَهم الواحد الدَّيَّان...

فيعزم المسلم على المحافظة على الصلوات، والتقرب إلى الله بالنوافل والطاعات، وأن يكون له وردٌ من القرآن يقرؤه، أو يسمعه، ويتدبر آياته كل يوم...

وعلى المسلم المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأن يكثر من ذكر الله على كل حال، وعليه تربية نفسه على إتقان الأعمال، وإخلاص النية، ومراقبة الله، والخوف منه...

ومن ذلك : أن يزكي نفسه بالأخلاق الفاضلة التي تعلم الكثير منها في شهر رمضان، كالصدق، والصبر، والحلم، والعفو، والتسامح، وسلامة المنطق، والبعد عن الفحش والبذاءة والسباب، فتكون زاداً له طَوَال العام، يتخلق بها في المجتمع؛ فيحبه الله، ويحبه الناس...

ومن خطة المسلم وبرنامجه في وداع رمضان أن يعزم على القيام بحسن رعاية أهله وتربية أولاده، والإحسان لجيرانه، وصلة أرحامه،

وأن يحفظ جوارحه عن المعاصي والآثام،

وأن يكون عضواً فاعلاً وصالحاً وإيجابياً في مجتمعه، آمراً بالمعروف، وناهياً عن المنكر، حسب قدرته واستطاعته، ومسارعاً إلى كل خير، وداعياً إلى كل فضيلة، يحب للمسلمين ما يحب لنفسه، ويبغض لهم ما يبغض لنفسه...

فمن لم يقم بذلك، ولم يعزم على ذلك، ولم يُحدِّث نفسه بذلك؛ فإنه لم يستفد من رمضان، ولم يتعرض لنفحات الرحمن في هذا الشهر،

ونعوذ بالله أن يكون ممن كتب الله عليهم الشقاء والحرمان بسبب سوء أعمالهم، وجرأتهم وتقصيرهم وتسويفهم وإهمالهم..

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (517ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة وداع رمضان مكتوبة 2024 خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان
بواسطة (517ألف نقاط)
خطبة الجمعة الاخيرة بعنوان(وداع رمضان وزكاة الفطر)
الحمد لله مدبر الليالي والأيام مصرف الشهور والأعوام الملك القدوس السلام،المتفرد بالعظمة والبقاء على الدوام، المنزّهِ عن النقائص ومشابهة الأنام،يرى مافي داخل العروق وبواطن العظام ويسمع خفي الصوت ولطيف الكلام.أحمده سبحانه قدر الأمور فأجراها على أحسن نظام،وشرع الشرائع فأحكمها أيما إحكام،وأشكره شكر من طلب المزيد على النعم ورام،وأشهد أن لاإله إلاالله الذي لاتحيط به العقول والأوهام،وأشهد أن حبيبنا و نبينا محمداَ عبده ورسوله أفضل الأنام صلى الله على هذا النبي الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان على الدوام وسلم تسليماَ كثيراَ . أما بعد:فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله
ماعشر الصائمين:
سعادةٌ غامرة تملأ جوانحنا إذ بُلِّغنا هذا الشهر العظيم، فالقلوب يتجاذبها خوفٌ ورجاءٌ، والألسن تلهج بالدعاء أن يتقبّل الله الصيام والقيام لنا ولكم ولجميع المسلمين، أن يتقبل الله منا ما مضى، ويبارك لنا فيما بقي، فطوبى لمن اغتُفِرت زلتهُ، وتُقُبّلت توبتُه، وأقيلت عثرته. في نهاية الشهر العظيم نشكره سبحانه شكر من أنعم على عباده، بتوفيقهم للصيام والقيام، وإعانتهم عليه، ومعونته لهم، وعتقهم من النار، قال تعالى: وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .
عباد الله:
هكذا مضت الليالي مسرعة، بالأمس كنا نستقبل رمضان، واليوم نودِّعه، ولا ندري هل نستقبله عاماً آخر أم أن الموت أسبق إلينا منه، نسأل الله أن يعيده عليها وعليكم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.
إذا كنا نودّع رمضان فإن المؤمن لن يودّع الطاعة والعبادة، بل سيوثِّق العهد مع ربه، ويقوي الصلة مع خالقه ليبقى نبع الخير متدفقاً، أما أولئك الذين ينقضون عهد الله، ويهجرون المساجد مع دخول العيد، فبئس القوم: لا يعرفون الله إلا في رمضان، قد ارتدوا على أدبارهم، ونكصوا على أعقابهم، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ .
لا قيمة لطاعة تؤَدَّى دون أن يكون لها أثر من تقوى أو خشية، أين أثر رمضان بعد انقضائه إذا هُجر القرآن، وتُركت الصلاة مع الجماعة، وانتُهكت المحرمات؟! أين أثر الطاعة إذا أُكل الربا، وأُخذ أموال الناس بالباطل؟! أين أثر الصيام إذا أُعرض عن سنة رسول الله إلى العادات والتقاليد،؟! أين أثر الصيام والقيام إذا تحايل المسلم في بيعه وشرائه، وكذب في ليله ونهاره؟! أين أثر رمضان إذا لم يقدّم دعوة إلى ضال، ولقمة إلى جائع، وكسوة إلى عارٍ، مع دعاء صادق بقلب خاشع أن ينصر الله الإسلام والمسلمين، ويدمّر أعداء الدين؟!
يا أهل الطاعة، اللهُ لا يريد من سائر عباداتنا الحركات والجهد والمشقة، بل طلب سبحانه ما وراء ذلك من التقوى والخشية له، قال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، وقال تعالى: لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ .
أيها المسلمون:
لقد غرس رمضان في نفوسنا خيراً عظيماً، صقل القلوب، أيقظ الضمائر، طهّر النفوس، ومن استفاد من رمضان فإن حاله بعد رمضان خير له من حاله قبله، ومن علامات قبول الحسنة الحسنة بعدها، ومن علامات بطلان العمل وردّه العودة إلى المعاصي بعد الطاعات، فاجعل – أخي الصائم – من نسمات رمضان المشرقة مفتاح خير سائر العام، ومنهج حياة في كل الأحوال، احرص على بر الوالدين، وصلة الجيران، وزيارة الإخوان، انصر المظلومين، وتلذذ بمسح رأس اليتيم، أصلح ذات البين، وأطعم المحرومين، واجبر نفوس المنكسرين، ساهم في زرع السعادة على شفاه المصابين والمبتلين، صل رحمك، احفظ عرض إخوانك، كن نبعاً متدفقاً بالخير كما كنت في رمضان.
أيها العباد:
لقد تعلمنا في مدرسة رمضان أنجع الدروس وأبلغ المواعظ، تعلّمنا كيف نقاوم نزغات الشيطان، تعلمنا كيف نقاوم هوى النفس الأمارة بالسوء، تعلمنا كيف ننبذ الخلاف وأسباب الفرقة. لقد تراصَّت الصفوف في رمضان كالسجد الواحد، فينبغي أن لا تتناثر بعد رمضان، لقد سكبت العيون الدموع في رمضان، فاحذر أن يصيبها القحط والجفاف بعد رمضان، لقد اهتزت جنبات المساجد، ولهجت الألسن بالتهليل والتحميد والدعاء، فليدم هذا الجلال والجمال بعد رمضان، لقد علا محياك في رمضان سمت الصالحين، ذلٌّ وخضوع، إخباتٌ وسكينة، وقارٌ وخشية، فلا تمحه بعد رمضان بأخلاق الزهو والكبر والبطر والسفه، لقد امتدت يداك في رمضان بالعطاء، وأنفقت بسخاء، فلا تقبضها بعد رمضان.

عباد الله:
للصائم فرحةٌ عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، فرحة في الدنيا العاجلة، وفرحة في الآخرة الباقية، لمن داوم على العبادة والطاعة، حيث ينال المتعة الكبرى والنعمة العظمى، ألا وهي الجنة، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وكأني بأقوام من بيننا سينادون: كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِى ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ ، وينادون: وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
إنها جنات إقامة دائمة، لا كجنات الدنيا، وقد وعد الله بها المتقين، ووعد الله لا يخلف، فهم آتوها لا محالة. هي الجنة التي إذا غمس فيها العبد غمسة واحدة زال بؤسه، ونسي همّه وغمّه، كما ثبت من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ، وفيه: ((ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيُصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟! هل مر بك شدة قط؟! فيقول: لا والله، يا رب ما مرّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط))
جعلها الله مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وأودعها الخير بحذافيره، وطهّرها من كل عيب وآفة ونقص، إن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجواهر والمرجان، وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، وإن سألت عن أنهارها فأنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذّةٍ للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون، وإن سألت عن شرابهم فالزنجبيل والكافور، وإن سألت عن آنيتهم فهي آنية الذهب والفضة في صفاء القوارير، وإن سألت عن لباس أهلها فهو الحرير والذهب، وإن سألت عن فُرُشهم فبطائنها من إستبرق في أعلى الرتب، وإن سألت عن أهلها وحسنهم فعلى صورة القمر ليلة البدر، وإن سألت عن أعمارهم فأبناء ثلاث وثلاثين، على صورة آدم عليه السلام أبي البشر. اللهم اجعلنا من أهلها يا أرحم الراحمين.
أيها الصائمون:
هاهي الأمة تودّع رمضان، لكنها لم تودِّع مآسيها الدامية وآلامها المبرحة، وهي تمر اليوم بمحن عظيمة، وجراح عميقة, حربٌ شرسة لتنحية الإسلام، وتجفيف منابعه من أعداء الإسلام، لقد امتُحنت الأمة بصنوف المكر وأثقال المصائب، وكان بعض ذلك كافياً للقضاء على غيرها من الأمم إلا أن قوة العقيدة والإيمان ينابيع عذبة تتجدد رغم المصاعب، وأن الغد المأمول لهذه الرسالة، والواجب على المسلمين، التحلي بالصبر، والإخلاص في الدعاء، والاستعانة بالله أمام العواصف العاتية حتى تنقشع الغمة وينكشف الكرب وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ .

عباد الله :
تذكروا واعتبروا بمن كان معكم في مثل هذه الأيام من الأقارب والأهل والأحباب والجيران والأصدقاء والخلان، كيف جرعتهم المنية كؤوس الحِمام، وأودعتهم بطون القبور، لا يقدرون على زيادة حسنة، ولا ينتفعون في مضي يوم ولا سنة، تجردوا من هذه الحياة، والتحقوا التراب، وسكنوا بعد القصور العالية القبور الواهية البنيان، فلو رأيتم تحت التراب أحوالهم لرأيتم أموراً هائلة وأعناقاً من الأبدان زائلة، وعيوناً على الخدود سائلة، ونحن إلى ما صاروا إليه صائرون، وعلى ما قدتم من العمل قادمون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
إلى الوداع يا شهر رمضان, إلى الوداع يا شهر العتق من النيران, إلى الوداع يا شهر القرآن, ويا شهر البر والجود والإحسان, إلى الوداع يا شهر الخيرات, وغفران الزلات وتنزل الرحمات, والتجاوز عن الخطيئات, لقد كنت ضيفا عزيزا على قلوبنا, وكبيرا في عقولنا, زرعت في نفوسنا البهجة ووجوهنا البسمة, كم كنت كثير الكرم, ساعدتنا في القضاء على الكثير من المحن والنقم, علمتنا جل معاني الصبر وقيم النصر, كان نهارك صدقة وصياماً، وليلك قراءة وقياماً، فعليك منا تحية وسلاماً.
نسأل الله تعالى أن يختم لنا رمضان برضوانه, والعتق من نيرانه, وأن يوفقنا لرؤية ليلة قدره, إنه بالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير,
...................
الخطبة الثانية

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، لا ربّ غيره ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه.
أما بعد عباد الله:
فقد شرع الله لكم في ختام شهركم شرائع، فاعلموها لتعملوا بها ولا تضيّعوها،
شرع للمسلم في ختام الشهر إخراج زكاة الفطر، وهي تجب على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين، يخرجها رب الأسرة عن نفسه وعن كل من يلزمه عوله لزوما شرعيا, كأولاده وكل قريب تجب عليه نفقته كالآباء والأمهات إن وجب على الإنسان الإنفاق عليهم, أما إن وجد بيت فيه أولاد يعملون وأراد الأب أن يزكي عليهم, فلاحرج إن وافق الأبناء على ذلك.
وتخرج من عامة طعام البلد كالأرز ونحوه،ومقدارها صاعٌ من الطعام، وهو ما يساوي حديثا كيلوين وخمسين غراما, ومن زاد زاد الله له, ويجوز أن توزّع على عدة مساكين أو تعطى لمسكين واحد, أفضل وقت لإخراجها صباح يوم العيد قبل صلاة العيد, ويجوز إخراجها ليلة العيد أي الليلة التي تسبق صباح العيد, ومن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة, ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.
أما إخراج القيمة بدل الإطعام فالأفضل اتباع السنة بإخراج الطعام.
أيها المسلمون:

إذا كان الشهر قد وَدّع وأناس في غيّها لم تَرجع فمتى تكون اليقظة؟ ومتى يكون الرجوع؟ كل ما لا يثمر من الأشجار في أوان الثمار فإنه يقطع ثم يوقد في النار. ومن لم تُلِنْ قلبَه المواعظُ وتوقظه الزواجر فليعلمْ أن النار تذيب الحديدَ وقلبَ كل جبار عنيد.
ألا أيها المقصر وكلنا كذلك، ويا أيها المفرط وكلنا كذلك، أين مُقلتك الباكية؟! وأين دمعتك الجارية؟! وأين زفرتك الرائحة والغادية؟! لأي يوم أخَّرت توبتك؟! ولأي يوم ادخرت عدتك؟! إلى عام قابل وحول حائل؟! كلا، فما إليك مدة الأعمار، ولا معرفة الأقدار، فكم من مؤمِّل أمَّل بلوغَه فلم يبلغه، وكم من مدرِك له لم يختمه، وكم مُعِدٍّ لطيب عيده جُعِل في تلحيدِه، وثياب لتزيينه صارت لتكفينِه، ومتأهّب لفطرِه صار مرتهنًا في قبره, فاحمدوا الله ـ عباد الله ـ على بلوغ اختتامه، واسألوه قبول قيامه وصيامِه.
أيها المقصّر المفرّط، إن الفرصة مواتية، ولا زال في العمر بقية، فأحسن الختام، فالتوبة تَجُبُّ ما قبلها، والأعمال بالخواتيم. فطوبى لمن غَسَل دَرَنَ الذنوب بتوبة، ورجع عن خطاياه قبل فوات الأوبة.
أيها المسلمون، ومما يجمل في ختام الشهر الإكثار من الصدقة التي بها يُطفَأ غضب الربّ عن التقصير، ويُستَدرُّ بها عفو الله وكرمه. ابذل الصدقة في مشاريع الخير ولا تبخل، وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...